بعد شهر على العملية الارهابية التي جرت في اسطنبول ليلة رأس السنة والتي ذهب ضحيتها 3 لبنانيين هم: ريتا الشامي، الياس ورديني وهيكل مسلم، اضافة الى حوالى 36 قتيلاً، عادت بشرى الدويهي، ابنة النائب اسطفان الدويهي واحدى ضحايا الاعتداء، الى منزلها في زغرتا بعد خضوعها للعلاج، حيث استقبلتها الحشود ورُفعت صورها ولافتات مرحّبة بها في بلدتها.
داخل منزلها، كانت بشرى محاطة بعائلتها، وتحدثت بغصّة فيما كانت دموعها تنهمر قائلةً في حديث لصحيفة "لوريان لو جور": "الوم نفسي احياناً لانني على قيد الحياة فيما اثنان من اصدقائي فقدا حياتهما، لكن لم يكن بيدنا اي حيلة لمساعدة احد". وتتابع "لم نتمكّن من الهروب، اختبأت مع ريتا تحت الطاولة، تعانقنا وصلينا لكي ننجو، كانت تناشد والدتها التي توفيت قبل خمسة اشهر وانا كنت اطلب من العذراء حمايتنا".
واكدت بشرى ان العناية الالهية انقذتها، وقالت "الاطباء لم يتمكنوا من تبرير كيف مرّت الرصاصات، واعتقد ان كلمة "اعجوبة" تفسّر ما حصل".
واعتبرت ان ريتا والياس وجدا السلام الابدي، في حين انها نجت ولكنها تعاني جسدياً ومعنوياً بسبب هذه المأساة التي ستلاحقها حتى الرمق الاخير، مشيرة الى ان الياس ورديني اجتمع مجدداً بوالديه اللذين فقدهما منذ وقت طويل، وريتا الشامي اجتمعت مع امها التي خسرتها منذ فترة قصيرة، اما انا فعدت واجتمعت باهلي في لبنان.
كل من عرف بشرى وريتا عن قرب، ابدى قلقه على حالة بشرى النفسية اكثر من الصحية، وتؤكد الدويهي انها لم تفقد احد معارفها او مجرد صديقة امضيا سوياً كل المناسبات، كاشفة عن علاقة صداقة متينة كانت تربطها بريتا. واضافت "كانت ريتا الى جانبي في كل مرة احتجت اليها، واردت ان اردّ لها الجميل بعد مرض والدتها. خلال اربع سنوات بقينا سنوياً الى جانب والدة ريتا في المستشفى او المنزل، جلسنا لساعات بجانب بعض من دون ان نتكلّم، ننتظر اخباراً سعيدة عن وضع والدتها".
بعد استعادتها لهاتفها، تتلقى بشرى اتصالات عدة من ذوي ريتا الشامي، معربة عن تقديرها لهذه الاتصالات لانها تواسيها وتساعدها على الشفاء. واعلنت ان شقيقة ريتا اتصلت بها وشكرتها على وقوفها الى جانب ريتا التي كانت بمثابة شقيقة لها.
وتابعت "كأنني كنت اعرف في اعماق نفسي ان ريتا لن تبقى معنا لفترة طويلة. صادف ميلادها قبل الحادثة، وللمرة الاولى منذ اربع سنوات، بات بامكان ريتا ان تهتم بنفسها وبحياتها، احتفلنا بعيد ميلادها لخمسة أيام متتالية، مع أصدقائنا ثمّ مع عائلتها وأيضًا مع عائلتي التي كانت كعائلتها".
وتذكّرت بشرى قالب حلوى عيد ريتا، وقالت: "شاهدت في صور ألبوم عائلتها صورةً من عيد ميلاد والدة ريتا الـ26، وجلبت لها كعكة كالتي كانت أعدّت لأمّها، ريتا قالت مراراً انها تحب أن تجتمع بوالدتها، فكان عيد ميلاد ريتا الـ26 الأخير في حياتها".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News