جزين تودّع والدة زياد اسود..

ترأس النائب البطريركي العام المطران بولس عبد الساتر ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، الأولى بعد ظهر اليوم، الصلاة لراحة نفس والدة النائب زياد أسود ليلى زيدان ضاهر زيدان، في كنيسة مار مارون - الجميزة، وعاونه رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر ولفيف من الكهنة.

الرقيم
بعد الإنجيل تلي الرقيم البطريركي، وجاء فيه: "البركة الرسولية تشمل ابناءنا وبناتنا الأعزاء: شارل ميشال اسود وشقيقيه وشقيقته اولاد المرحومة ليلى زيدان ضاهر، ارملة المرحوم ميشال اسود، وشقيقيها وشقيقتها وعائلاتهم وسائر ذويهم وانسبائهم المحترمين.
نودع معكم بالأسى الشديد وصلاة الرجاء فقيدتكم الغالية المرحومة ليلى الوالدة والجدة والشقيقة. واذ تودعونها في غداة عيد تقدمة الطفل يسوع لله في الهيكل، واضاءة شموع نور المسيح، فإنكم تقدمونها لله قربانا نقيا، يشع في انوار السماء من بعد ان وهبكم اياها هبة ثمينة اغناها بنعمه، وهي حافظت عليها وكملتها بثقافتها ونشاطها وامومتها المسؤولة.

إنها ابنة بيت كريم من بلدة عين زحلتا العزيزة، والدها الصحافي والمؤرخ المرحوم زيدان ضاهر زيدان، صاحب وناشر جريدة الاتحاد اللبناني، ورئيس بلدية عين زحلتا سابقا. والدتها المرحومة ايما بي مزهر. في هذا البيت الوالدي المعروف تربت مع الشقيقين والشقيقة على القيم الأخلاقية والإجتماعية والوطنية، وتوفر لها ولهم العلم الوافر. فبعد انهاء دروسها الثانوية انصرفت الى التعليم ثم الى الصحافة كرئيسة تحرير لجريدة والدها. وكانت الى جانبه جاهدة في المحافظة على هذا الإرث والعمل على تعزيزه. وظلت حتى آخر ايامها تطالع الصحف في كل ما يختص بالشأن السياسي والعام. وتمكن الإشقاء من الحصول على العلم في مختلف القطاعات، فتخصص العزيز جورج بالقانون والمحاماة وتعاطى الشأن السياسي كعضو في المكتب السياسي لحزب الكتلة الوطنية في عهد المرحوم العميد ريمون اده. وتخصص العزيز سليم في الشأن المصرفي فتولى مهام مدير عام وعضو في مجلس الإدارة لأكثر من مصرف في لبنان والخارج. وتخصصت العزيزة عائدة بالصيدلة وكلهم اسسوا عائلات رضية.

ارتبطت المرحومة ليلى في سر الزواج المقدس بشريك حياة من جزين العزيزة، هو المرحوم ميشال شارل اسود. وبارك الله زواجهما بثمرة الأبناء الثلاثة والإبنة، فتعاونا على توفير التربية والعلم لهم وفقا لتقاليد الأسرتين زيدان واسود. وكان لها دور اساس في هذه التربية، ولا سيما ببعدها الأخلاقي والوطني والسياسي، بفضل صداقاتها مع رجال سياسة مميزين. لقد فرحت باولادها ينمون بحسب رغبة قلبها، ويغتنون بالعلم والإختصاص ويؤسسون عائلات رضية عنها. وسكبت على الأحفاد كل حبها وحنانها وهم بادلوها اياها. وفاخرت بابنها المحامي زياد ينتخب نائبا في البرلمان اللبناني ويناضل مع كتلته من احل لبنان مؤسساته وخير شعبه.

وما زلنا نذكر اهتمامه وقربه منا مع زوجته الفاضلة اثناء زيارتنا الرعوية الأخيرة لجزين والمنطقة. وإذ يغيب وجه الأم عن الأنظار فإن ذكرها يبقى حيا في الخواطر والقلوب في عائلتها ومجتمعها. ونحن نصلي معكم كي تنعم عند الله بثواب الأمهات الصالحات. وعلى هذا الأمل، وإكراما لدفنتها، وإعرابا لكم عن عواطفنا الأبوية نوفد اليكم سيادة اخينا المطران بولس عبد الساتر معاوننا ونائبنا البطريركي العام في اهدن-زغرتا السامي الأحترام، ليرأس باسمنا حفلة الصلاة لراحة نفسها، وينقل اليكم جميعا تعازينا الحارة.
تغمد الله روح الفقيدة الغالية بوافر رحمته وسكب على قلوبكم بلسم العزاء".

ووصل جثمان والدة النائب زياد الأسود، عند الرابعة من بعد الظهر، إلى مدخل بلدة جزين، حيث نقل سيرا على الأقدام إلى كنيسة مار يوسف. وترأس رتبة وضع البخور، كاهن رعية جزين الأب جورج عواد، عاونه لفيف من الكهنة.

وحضر المراسم محافظ الجنوب منصور ضو، النائب السابق أسامة سعد، إضافة إلى رؤساء بلديات ومخاتير ورؤساء دوائر في سراي جزين وأقارب الفقيدة وحشد من المنطقة والجوار.

بدأت المراسم بالصلاة وإعادة تلاوة كلمة الرقيم البطريركي، وتلتها رتبة وضع البخور، ثم انتقلت العائلة لتقبل التعازي في صالون الكنيسة.

ونقل بعدها جثمان الفقيدة إلى مقابر العائلة.