عقد في مجمع "لقاء" التابع لبطريركية الروم الملكيين الكاثوليك في الربوة، مؤتمر ل"مركزية مسيحيي المشرق" الرابع بعنوان "المسيحية المشرقية ما بعد التكفير: حضور ودور"، شارك فيه البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، رئيس "مركزية مسيحيي المشرق" الكومندور فادي حبيب سماحة، الامين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الأب ميشال جلخ، رئيس لجنة المؤتمر رشيد جلخ، وحضره ممثل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل عضو المكتب السياسي في الحزب الدكتور فرج كرباج، عضو مجلس الأعيان الأردني الوزير منذر حدادين، وزيرة المهجرين في العراق باسكال وردة، الامين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط القنصل ابراهيم حداد، مطران حلب للموارنة جوزف طوبجي ومطران حلب للروم الملكيين الكاثوليك جان بارت.
وكانت كلمة للبطريرك لحام، فقال: "في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها عالمنا العربي، يتساءل المسيحيون بنوع خاص، كما يتساءل سائر المواطنين عن مصيرهم ومستقبلهم. أستذكر وثيقة جميلة جدا، إنها رسالة من القرن الثاني الميلادي، وقد كتبها أحد المسيحيين الأبرار الأوائل دفاعا عن المسيحية، وإظهارا لميزة الإيمان المسيحي وقوته، ولا سيما أمام تطورات المجتمع وتقلباته، وأمام زعزعته وعطبه وهشاشته. وقد وضع الكاتب ذلك في شكل خطاب موجه الى مواطن يوناني وثني ذي مركز اجتماعي رفيع مرموق اسمه ديوجينيس ودعيت الوثيقة "الرسالة الى ديوجينيس".
في هذه الوثيقة والرسالة، الكثير الكثير من واقع مجتمعنا اليوم، ومن التوجهات والعبر والإرشادات للمسيحي كيف يتصرف، وما هو موقفه، وما يجب أن تكون ردة فعله أمام واقعه الراهن. اقتبس بعض المقاطع من الفصلين الخامس والسادس من هذه الرسالة:
المسيحيون هم روح العالم
في اختصار، فإن المسيحيين بالنسبة الى العالم كالروح بالنسبة الى الجسد. الروح تمتد الى جميع أعضاء الجسد، والمسيحيون ينتشرون في جميع مدن العالم، كما ان الروح تسكن في الجسد وهي ليست منه، فهكذا المسيحيون يسكنون في العالم ولكنهم ليسوا منه. وكما ان الروح غير المنظورة تحبس في الجسد المنظور فهكذا المسيحيون يعرفون مسيحيين في العالم ولكن تقواهم تظل غير منظورة. ومع ان النفس لا تسيء الى الجسد فإن الجسد يكرهها ويحاربها لأنها تعوقه عن الإنغماس في الملذات. كذلك لا يسيء المسيحيون الى العالم ولكن العالم يكرههم لأنهم يقاومون ملذاته. والنفس تحب الجسد الذي يكرهها كما ان المسيحيين يحبون الذين يكرهونهم، وكما ان النفي تحبس في الجسد ولكنها تحفظه، فإن المسيحيين ايضا يحبسون في العالم ولكنهم هم الذين يحفظون العالم، وكما ان النفس تسكن في خيمة فانية، فإن المسيحيين ايضا يعيشون كغرباء بين الأشياء الفانية منتظرين الخلود في السماء".(الى هنا نص الرسالة من القرن الثاني)".
أهمية الحضور المسيحي: مع ولأجل
وأضاف: "عن الهجرة والتهجير أقول: سئلت وأسأل مرارا وتكرارا في البلاد العربية وخارجها، ومن جهات كنسية ومدنية وسياسية: هل هناك فكرة تفريغ الشرق من المسيحيين؟ وأجيب: نريد أن نبقى كمسيحيين! ونريد أن نبقى كمسيحيين مع المسلمين ولأجلهم، ونريد أن يفهم المسلمون ذلك، وعليهم أن يبعدوا عنهم تهمة ان المسلمين يريدون تفريغ الشرق من المسيحيين. من جهة أخرى نقول لهم، بكل محبة وشجاعة وتصميم: نريد أن نبقى معهم، نبقى معهم لأجلهم، كلنا معا في التاريخ، وسنبقى معا اليوم، وسنبقى غدا. المستقبل لنا كلنا معا، أو نكون معا أو لا نكون معا. المسيحيون والمسلمون هم معا النسيج الواحد المشترك في كل بلد عربي! الله معنا! ونحن مع بعضنا البعض. لا بل نقول بكل صراحة: كنا وسنبقى نحن المسيحيين في سوريا وفي البلاد العربية، المدافعين عن الإسلام في الخط الأول. كما نحن ايضا المدافعين عن العروبة وعن الوحدة العربية.
وقد قال أحدهم في مطلع الأزمة السورية: "حافظوا على مسيحييكم لكي تحافظوا على عروبتكم".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News