متفرقات

placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام
الأحد 12 شباط 2017 - 11:04 الوكالة الوطنية للاعلام
placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام

الشبكة المستدامة لرجال الدين في الشمال

الشبكة المستدامة لرجال الدين في الشمال

أقامت جمعية "حوار للحياة والمصالحة" مؤتمرها "الشبكة المستدامة لرجال الدين في الشمال"، في طرابلس، شارك فيه مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار، راعي ابرشية طرابلس المارونية جورج بو جودة، راعي ابرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت إفرام كرياكوس ممثلا بالأرشمندريت يوحنا بطش، الشيخ محمد حيدر عن المجلس الإسلامي العلوي، أمين الفتوى في طرابلس الشيخ محمد إمام، رئيس دائرة الأوقاف الشيخ عبدالرزاق إسلامبولي وعدد من رجال الدين من مختلف الطوائف وأعضاء الجمعية، في خطوة جاءت تتويجا للعمل المشترك الذي قام به كهنة وشيوخ من طرابلس والشمال على مدى ستة أشهر، فتعاونوا على بناء شبكة تواصل مستدامة تهدف إلى ترسيخ الثقة وتبادل المعرفة من أجل بناء جسر تواصل بين رجال دين من الطوائف السنية والعلوية والمارونية والأرثوذكسية.

افتتاحا النشيد الوطني، ثم ألقى مؤسس ورئيس الجمعية الدكتور زياد فهد كلمة حيا فيها "رسل الحوار لانهم شاركوا ببناء هذه الشبكة، في وطن ازدادت فيه الحواجز وقلت فيه فرص لقاء بعضنا البعض". وقال: "قد يتساءل البعض عن مردود هذه المبادرات من المنفعة او عما قد تضيفه علينا، ولكن ما فعلناه اننا آمنا بنخبة من رجال الدين في الشمال بهدف العطاء والحياة وما نفعله اليوم من لقاءات ومبادرات يشبه إلى حد بعيد الزرع الذي قد نحصده في هذه الآونة وسيكون ميراثا لأبنائنا وأحفادنا في المستقبل".

بو جودة
ثم قدم الشيخ فراس بلوط المطران جورج بو جودة الذي قال: "ها نحن اليوم نقطف نتاج سنة من زرع التلاقي والتعارف والتواصل والعمل المشترك. ها هي حبة الخردل التي زرعناها قد نبتت وأضحت شجرة، وها نحن اليوم نستظل أغصانها. نعم. هذه هي صورة طرابلس الحقيقية، هذه هي طرابلس التي عرفناها من زمن بعيد مدينة للحياة والحب، مدينة للتلاقي والتواصل، مدينة للكرم والسلام. هي أم الفقير هي مدينة العيش معا، هكذا كانت مدينة طرابلس وهكذا يجب أن تبقى، بعيدة عن كل غريب من الافكار دخلتها عنوة وأخلت توازن عيشها اليومي، وبنت جدرانا وهمية بين طوائفها، قل ما بين الطائفة الواحدة، قل داخل البيت الواحد حين فرقت هذه الافكار الأخ عن أخيه والاب عن ابنه".

وختم: "عبر نشاطكم هذا عن منية قلبي، عن حاجة طالما شعرنا بها مع سماحة المفتي الدكتور مالك الشعار وسيادة المطران أفرام كرياكوس والمطران إدوار جاورجيوس ضاهر وسماحة المفتي أسد عاصي تغمده الله بوافر رحمته، فمدينة طرابلس لها علينا دين أن نبقى أوفياء لها على الرغم من الصعوبات، ونعمل سوية على صون وحدة العيش والتعايش فيها.

حيدر
ثم قدم الأب ابراهيم دربلي الشيخ محمد حيدر عن المجلس الإسلامي العلوي الذي قال: "كان من المفترض ان يقف في هذا اللقاء الفقيد الراحل فقيد لبنان والأمة سماحة الشيخ الدكتور اسد عاصي ولكن الموت غيب فقيدنا الراحل، وعنوان لقائنا اليوم يطرح نفسه منذ سنوات ألا وهو الدين الذي البسه الكثيرون لبوسا هو منه براء فارتكبت الممارسات ونكل باسم الدين، والإنسان محور هذا الوجود وجوهره وهو الذي ابدعه الخالق وكل ما هو على وجه الأرض هو في خدمته لذلك إذا اردت ان أؤمن بدين فأولا أؤمن بالإنسان وكل ما هو خير لهذا الإنسان هو دين".

وختم: "منذ ما يقارب العامين او أكثر نحن نجتمع ونلتقي مع إخوة كرام تحت عنوان الحوار للحياة والمصالحة، وقد وجدنا انفسنا ان كل فرد منا يبحث عن الآخر والتقينا بمشيئة الله وبسعي المخلصين وبمبادرة طيبة وكريمة من جمعية حوار للحياة والمصالحة بهدف سام ونبيل، ونحن نعلم ونؤمن ان الإنسان هو غاية الحياة والوجود، وقد وجدنا انفسنا في هذه الشبكة وكأننا نتطلع في مرآة واحدة فنبارك هذه الجهود ونأمل ان نستمر لخير الإنسان ولخير طرابلس".

كرياكوس
ثم قدم الدكتور إيلي الهندي كرياكوس الذي القى كلمته بطش قال فيها: "اليوم يتأكد لنا اهمية هذه اللقاءات فأنا قد أراك من بعيد فأخاف منك، لكن إذا اقتربت وأنت اقتربت نكتشف معا حلاوة اللقاء وصفاوة القلب وحقيقة الإيمان، وهل هناك اجمل من هذا اللقاء الذي ينعقد على المحبة التي تجمعنا لأن الله محبة ولا نكتشف الله إلا بمحبتنا للكل".

أضاف: يقول الرسول بولس ان الخير الكثير يخمر العجين كله فكونوا انتم الخميرة لتخمروا طرابلس الحقيقية والشمال الحقيقي فتكون طرابلس كما كانت مدينة العلم والعلماء مدينة المحبة مدينة الفقير ومدينة الصابرين والمؤمنين الحقيقيين بربهم وبإيمانهم، وكما يقول الكتاب المقدس إن كنت لا تحب اخاك الذي تراه فكيف تحب الله الذي لا تراه".

وختم: "عسى ان تستمر هذه اللقاءات وتتطور وتزداد لتطال ليس فقط طرابلس والشمال بل كل لبنان الحبيب وبهذا نستطيع ان نقول أن نور الرب يشع من طرابلس".

الشعار
وقدم الأب عبود جبرايل الشعار الذي قال: "هذا اللقاء ينبغي ان يكون خيارا ورغبة وليس قدرا وقهرا او قسرا، نحن ننتسب إلى رسالات سماوية جعلت الإنسان في الحياة القضية الأم والأولى، هذا الإنسان هو أهم قضية في هذه الحياة، ومن أجل هذا الإنسان ارسل الله رسله وأنبياءه ومن اجل هذا الإنسان انزل الله كتبه ورسالاته".

أضاف: "نحن نعود إلى منشأ واحد، ثم تنامت الحياة واتسعت واصبح الناس شعوبا وقبائل ليمارس كل واحد منهم معتقده الديني وفكره الإنساني وتربيته البيئية والبيتية، فإذا كانت المفاهيم الدينية ضيقة عنصرية محدودة، انزوى كل إنسان إلى بني جنسه وتراجع كل فريق عن سعة الحياة ورقعة العيش إلى إطار ضيق ليعيش في زاوية مع أبناء معتقده وجنسه ومنطقه، هذا التعدد والتنوع ليس فيه تضاد ولا يمكن ان ينشأ عنه تصادم، هو رقعة ومساحة لاختبار كل فريق وكل قبيلة وكل حزب، فإن كان الفريق يعتقد أو يحمل فكرا دينيا عنصريا عاش في إطار الذات والأنانية والمذهب والأنا وكفى".

وتابع: "إذا اعتبر الإنسان نفسه انه يحمل رسالة الخير إلى الغير وليس إلى ابناء جنسه وحدهم ولا إلى ابناء وطنه او ابناء لغته وإنما يحمل الخير إلى العالم وجب عليه أن ينطلق ليتعارف وليمد يده ويفتح قلبه وصدره لملاقاة الآخرين بابتسامة ورحابة صدر ولين وصفاء سريرة، نحن أمة لا نعرف العنصرية ولا نعرف الإطار الأناني الذي يجعلنا لا نتعاطى ولا نتعامل إلا في رقعة مذهبية ضيقة وكأن الخير الذي عندنا لا يستحقه إخواننا بالإنسانية حيث نعود والعالم إلى ذكر وأنثى هو آدم وحواء. لذلك ينبغي ان ندرك اننا مدعوون إلى أداء اختبار، بمقدار ما تحب الخير إلى العالم بمقدار ما يكون تصرفك عفويا وتلقائيا ودون تردد، ومن ذا الذي يقول بأن الخير في الإسلام ينبغي أن يكون قاصرا على المسلمين، من؟ التواصل التواد العلاقة والتصافح تحض عليها الآيات في القرآن الكريم، وللأسف الشديد ان عصورا مضت ابتعد فيها بعض المسلمين عن قيمهم الدينية وعن الفهم الصحيح النقي عن الإسلام فأقام بينهم وبين الآخرين من غير بني معتقده ومذهبه أقام سدودا وجزرا وهمية إنقطعت فيها صلة ابناء المجتمع مع بعضه".

وقال: "نحن بكل صدق وتدين وعفوية ومناقبية دينية نعلن ان الإنسان أخو الإنسان، والمودة لا تنشأ ولا تتحقق إلا بالتعايش وأنا أعتقد ولست مضطرا أن أجامل أحدا، بمقدار فهمي لهذا الدين العظيم وبمقدار تديني وفهمي لهذا الدين ينبغي أن أحمل الخير إلى العالم، والذين حرموا الآخرين من الخير الذي عرفوه هم العنصريون، هم الذين يستبيحون أعراض الآخرين ويستبيحون دماء وأموال الآخرين، هم الذين يعتقدون انهم شعب الله المختار وان جميع الخلائق إما قردة وإما خدم لهم. الإسلام جعل الإنسان القضية الأم في هذه الحياة، وجاء في الكتاب الكريم "ولقد كرمنا بني آدم"، هل هؤلاء هم السنة فقط في كل العالم، والآخرون بنو من؟ هل هم السنة والشيعة فقط؟ بنو آدم هم المسلمون وحدهم؟ لا، لا اريد أن أقول بأن الآية شاملة للمسيحيين وغيرهم، أرأيتم البوذيين والصابئة والهندوس؟ هؤلاء مشمولون بقول الله تعالى، النصارى هم اقرب الناس مودة، هذا ما جاء في كتابنا الكريم، وهذا لا يتحقق إلا ان نتصافح وأن نتلاقى وان نتعارف وهذا بحد ذاته من شأنه ان يطفىء شعلة الإحتقان والأحقاد التي نشأت نتيجة تاريخ مضى لا أرى أنه من الحكمة أن نشير إليه من قريب أو بعيد".

أضاف: "هذا الجمع لو تعلمون أثره إذا استمر وظهر في كل منطقة من مناطق لبنان، نحن نريد أن نأخذ على عاتقنا أن نطفىء نار الفتنة سواء الطائفية بين المسلمين والمسيحيين والتي لا أعتقد ان لها وجودا، وسنأخذ على عاتقنا كذلك أن نطفىء نار الفتنة بين السنة وإخوانهم الشيعة لأننا امة سلم وسلام ولأن احبكم إلى الله انفعكم لعياله. ومن هنا تأتي اهمية هذا اللقاء ومن هنا حرصت ان تشارك دار الفتوى عبر ممثليها وأبنائها وعلمائها بهذا اللقاء وبكل الأنشطة في إطار العيش الواحد المشترك وفي إطار التسامح وفي إطار تحقيق الحقوق للانسان وللمواطن وفي إطار ممارسة القناعة الدينية والقيم السماوية ليدرك العالم أننا نحن السلام ونصنعه وإننا نحب الآخر ونتقدم منه وإليه وأن يدنا ممدودة وأن صدورنا وقلوبنا وعقولنا مستعدة لأي حوار".

وقال: "لا يعتقدن أحد ان هذا اللقاء سيجعل كل واحد منا صورة طبق الأصل عن الآخر، لا، ليس هو المطلوب، الحوار الغاية منه تقريب المسافات ونزع فتيل الإنفجار، لأن التباعد يعكس الإحتقان، والإحتقان يؤدي إلى الإنفجار، ومثل هذا اللقاء يقتلع كل أسباب الإنفجار ويطفىء نار الفتنة، ويهدىء من نفوس ومشاعر الآخرين، الحوار لتقريب المسافات وليعلم كل واحد منا ما عند الآخر، نحن لا نحمل دينا نخجل منه او نستحي منه أو نخاف عليه،أبدا، لا نخاف على ديننا لأن الله حافظ له، الدين دين الله وعلينا أن نبلغ قيم الدين إلى العالم".

وختم الشعار: "الغاية من الحوار تقريب المسافات وان يدرك كل واحد منا الخير الذي عند الآخر، ونحن نريد ان نكون مثلا ونموذجا للعالم بأن الفهم الديني الصحيح هو سبب الأمن والاستقرار في كل بلد وفي كل منطقة ووطن، وغياب الفهم الديني الجهل بالدين والفقر، الظلم هو الذي يسبب الإرهاب والتوتر وما شابه ذلك، فما عرف العالم عنفا ولا إرهابا إلا عندما غاب الفهم الديني الصحيح من حياة الأمم والشعوب والعالم".

تلى اللقاء توزيع شهادات لأعضاء الشبكة وتكريم المتحدثين، ثم شارك الجميع في عشاء.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة