استضافت حركة "لبنان الرسالة" الرئيس السابق ميشال سليمان في مقرها في جعيتا، في حضور الوزير السابق ابراهيم شمس الدين، بالاضافة الى فاعليات بلدية وشخصيات سياسية وأكاديمية وحزبية وأعضاء الحركة.
وتحدث سليمان عن "مستقبل لبنان في ضوء تجربة وثيقة الوفاق الوطني"، متطرقا إلى "الواقع الدولي الذي يشهد اضطرابا مع عودة "الحرب الباردة" التي انتقلت بعد سقوطها مطلع التسعينات من جدار برلين إلى "جدار" أوكرانيا اليوم مع انفصال جزيرة القرم والصراع الدائر بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا، وانتشار الحروب بالوكالة، كما كانت في السابق، والتي تديرها في المناطق الدول الكبرى، وما يرافقها من زيادة التسلح بشكل ظاهر والذي بلغ 1170 مليار دولار، منها نحو 220 مليار دولار في الدول العربية".
وقال: "إن ما نشهده اليوم مع انتشار ظاهرة الإرهاب يشبه الحرب العالمية التي استدعت انتقال الجيوش من منطقة إلى اخرى وبروز التحالفات العسكرية من جديد، في حين أن العولمة كانت من أجل فتح الحدود الثقافية والاقتصادية والانسانية".
وسأل: "ماذا فعلت العولمة على مسرح الشرق الأوسط؟ كنا قد استبشرنا خيرا ب"الربيع العربي" في سبيل تحقيق الديموقراطية لشعوب المنطقة، لكن الإرهاب والعصبيات استطاعت أن تشوه إمكان التغيير الديموقراطي وتخطفه".
وعن انعكاس الواقع الدولي والاقليمي على لبنان، اعتبر سليمان أن "وضع لبنان أهم بكثير مما خيل إلينا في وقت ما، لأنه بعد الطائف صور لنا أنه من دون الوجود السوري لا يمكننا أن نحفظ أمننا واستقرارنا الداخلي، وبعد الانسحاب السوري في العام 2005 تخوف بعض المسؤولين في الدولة اللبنانية من انقسام الجيش، وقيل لنا إن اهتزت سوريا سيخرب لبنان. لكن الذي حصل هو أن الجيش اللبناني حافظ على وحدته وقوّته وتماسكه وقام بضرب الإرهاب في الضنية ومخيم نهر البارد وعلى الحدود الشمالية والشرقية، وأثبت فاعليته ودوره في الحفاظ على الأوطان أكثر من "الجيوش الحديد" في المنطقة".
وأضاف: "من النقاط المهمة لثبات لبنان هو الشعب اللبناني الذي برهن بكل مكوناته، تمسكه بالحفاظ على أمنه واستقراره وإيمانه بالمؤسسات والعقد الإجتماعي المتمثل بوثيقة الوفاق الوطني وعدم العودة إلى الحروب البغيضة الماضية".
وقال: "إن الشعب والمؤسسة العسكرية والنظام النقدي نجحت في مهماتها، بينما نحن كطبقة سياسية فشلنا في القيام بواجباتنا".
وتخوف سليمان من أن "تشن اسرائيل حربا على لبنان وخصوصا بعد حديثها عن سلاح استراتيجي مع "حزب الله، وسعيها الى ضم الجولان إليها بشكل رسمي لإبعاد النفوذ الإيراني، كما تقول، عن مناطقها الشمالية في سوريا (الجولان) وجنوب لبنان".
ورأى أن "المدخل الرئيسي لتغيير الواقع السياسي الحالي هو قانون الإنتخاب الذي يحقق صحة التمثيل، من دون الذهاب إلى مشروع "قانون اللقاء الأرثوذكسي" الذي يعزز التعصب المذهبي، في حين أن المطلوب هو إلغاء الطائفية السياسية، الذي يعزز الاعتدال داخل الطوائف مع ضرورة المحافظة على المناصفة والشراكة الفعلية بين المسيحيين والمسلمين".
ولفت إلى أن "القانون الذي طرحه عندما كان في سدة الرئاسة يرتكز على نظام نسبي على أساس 13 دائرة لكن الأفرقاء السياسيين أهملوه لإعادة إنتاج أنفسهم".
وأضاف: "يجب العودة الى الاستراتيجية الدفاعية التي كنا بحثناها في هيئة الحوار الوطني في بعبدا، وعدم التدخلّ في الشؤون السورية".
وتخوف من "احتمال نشوء كيانات سياسية أو عرقية أو دينية من لون واحد كبديل من الدولة السورية الموحدة القائمة على الاعتدال واحترام حقوق الانسان والحريات العامة والاعتراف بالأخر المختلف والمشاركة معها في إدارة الشأن العام، مما قد يهدد الصيغة وجوهر التعددية في لبنان، "الوطن الرسالة"، كما وصفه البابا القديس يوحنا بولس الثاني".
ودعا إلى "ترسيم الحدود اللبنانية - السورية ولا سيما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهو شأن من صلب مهمات الامم المتحدة، بالإضافة إلى نشر مراقبين دوليين على الحدود الشرقية والشمالية أقله في المرحلة الاولى لبدء تطبيق التسوية السياسية السورية للمساعدة في منع تدفق المسلحين في اتجاه لبنان، والطلب إلى "اليونيفيل" تقديم المساعدة إلى الحكومة اللبنانية حيث تدعو الحاجة لضمان عملية ترسيم الحدود".
وأمل ان "يتحسن الوضع الإقتصادي وخصوصا مع انتخاب الرئيس العماد ميشال عون، لكن الاستعراضات العسكرية التي قام بها "حزب الله" في القصير قبيل ذكرى الإستقلال، عطلت القفزة الاقتصادية التي كانت متوقعة مع بداية العهد".
وشدد على "ضرورة الشراكة الحقيقية بين المكونات كقيم حضارية وليس كأعداد، وأن يتم التعامل بين الطوائف ليس على أساس القوة والنفوذ والعدد، لأن كل واحد منها لديه حضارة وهذا يميز لبنان، واعتماد الحوار كنهج تفاعلي على قاعدة حقوق الإنسان وتعزيز أسس الجمهورية من خلال تحصين وثيقة الوفاق الوطني"، مشددا على "ضرورة تعزيز واجبات رئيس الجمهورية وليس الصلاحيات، أي لا أن تأخذها من رئيس الحكومة مثلا وتعطيها لرئيس الجمهورية أو العكس، ومن أجل الإنتقال إلى الحكم الرشيد الذي يتطلب أسلوبا مميزا في فن القيادة واداء الحكومة في وظائفها الرئيسية التي ترتكز على اللامركزية والتي باتت مطلبا عصريا نظرا الى تنوع الحاجات وتكاثر الخبرات والتقنيات، والمشاركة في الحكم والتواصل. وعلى الحكومات ان تقوم بثلاث وظائف هي: الديموقراطية، الإنماء المتوازن، والحوار".
ثم دار حوار بين سليمان والحاضرين.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News