مختارات

محمود زيات

محمود زيات

المستقبل
الخميس 23 شباط 2017 - 07:05 المستقبل
محمود زيات

محمود زيات

المستقبل

هذا ما يحجبه حجاب دار الفتوى!

هذا ما يحجبه حجاب دار الفتوى!

حين فجًّرت مرشحة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبين، «قنابلها»، التي تشظت في ساحات القوى السياسية اللبنانية الفاعلة، غادرت لبنان على عجل... لتحصد في ساحة انتخاباتها الفرنسية ما تحتاج اليه، للوصول الى رئاسة فرنسية لا تمانع التدخل العسكري لمحاربة الارهاب ..اذا طلبت الحكومة السورية.

صودف ان زيارة السيدة الفرنسية جاءت في موسم انتخابات، فرنسية ولبنانية... فكان هذا الاستنفار السياسي حول زيارة، بحجاب ام بدونه!، استنفار حمل الكثير من الاسئلة عما اذا كانت مرشحة اليمين غير مرغوب بها من فريق سياسي لبناني نافذ؟، وهل تحوَّل لبنان الى ساحة انتخابية لمرشحين فرنسيين؟، فيما تدور تساؤلات من نوع آخر، عما اذا تم التنسيق بين دار الفتوى و«بيت الوسط»، لـ«طرد» مرشحة اليمين الفرنسي «المتطرف» من «بيت الطائفة»، لان «البروتوكول» يقتضي ذلك؟، وهل هناك من شعر بالاهانة من المواقف السياسية التي اطلقتها الضيفة الفرنسية حول سوريا ورئيسها بشار الاسد ..»الوحيد الذي تمكن من مقاومة التطرف الإسلامي الذي يعاني منه الفرنسيون حاليا»، كما شعر النائب وليد جنبلاط؟، وهل بارك «بيت الوسط» «واقعة دار الفتوى»، قبل ان تحصل؟.

ربما خططت مرشحة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبين، في زيارتها للبنان، ان تظهر برنامجها الرئاسي الحافل بعناوين، يراها البعض عنصرية، موجهة للمهاجرين الوافدين من بلاد ما تسميه «الارهاب الاسلامي» باتجاه اوروبا، من خلال «ازمة بروتوكولية»... جاءتها على طبق من فضة، لم تكن تتوقع ان تأتيها من دون جهد او وقت او مال، ومن دون تجييش لماكينتها الانتخابية المنتشرة في الارجاء الفرنسية، كانت السيدة الفرنسية... اظهرت حماسة للانسحاب التكتيكي الذي نفذته امام كاميرات الصحافة من مدخل دار الفتوى، بعد رفضها «ألانصياع» للبروتوكول الخاص بدار الفتوى الذي يقتضي الدخول اليها، ارتداء حجاب يغطي تسريحة شعرها ، فأظهرت موقفها المبدئي الذي تسلحت به لمواجهة لحظات وجيزة من حالة احراج، كانت تتطلب منها اتخاذ موقف ينسجم مع سلوكياتها السياسية التي عرفها بها الناخب الفرنسي، واشكاليتها مع «الارهاب الاسلامي» وما يمثل من وجهة نظرها، اما الخضوع لارتداء حجاب، كاد بالامس ان يكون محظورا في بلادها.. او الدخول الى دار الفتوى في لبنان، كما دخلت الى «الازهر» في مصر والتقت شيخ الازهر الذي يشكل المرجعية الدينية لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان وسائر رجال الدين في الطائفة السنية، من دون ان تضع خمارا على رأسها، وهي قالت «لقد التقيت المرجع السني الاعلى في العالم، ولم يُطلب مني ان ارتدي الحجاب!».

يؤخذ على المرشحة الفرنسية مارين لوبين، انها تتزعم «الجبهة الوطنية» المعروفة بمواقفها المتطرفة تجاه القضايا العربية!، وانها اطلقت مؤخرا تصريحات متطرفة من قضايا تتعلق بالقضايا العربية والاسلام والمسلمين في اوروبا، في ضوء «غزوات» الهجرة الى اوروبا والعمليات الارهابية التي ضربت فرنسا، لكن ثمة من يسأل... اي نموذج غير متطرف، قدمت الادارة الفرنسية الحالية في القضايا العربية؟، وكيف تعاملت مع الارهاب الذي انتشر في سوريا، ليستبيح لاحقا دماء الفرنسيين،وفي وسط العاصمة باريس ؟، الم تكن فرنسا تتصدر قائمة الدول «الصديقة» لـ «الثورة السورية» بثوبها الارهابي؟ لكن الحكاية في هذا الاستنفار الذي احدثه «حجاب» رفضت ارتداءه مرشحة للوصول الى رئاسة جمهورية الام الحنون للبنان، لا تحجبها الانفعالات السياسية المتجهمة التي ظهرت على شاشات التلفزة.

مصادر رأت ان الحكاية... في مواقف السيدة الفرنسية من الوضع في سوريا ونياتها الايجابية حول التعاطي مع شرعية الرئيس بشار الاسد، وهي مواقف ستشكل انقلابا جوهريا في السياسة الخارجية الفرنسية، في حال وصلت الى الرئاسة، حقيقة تجاهلها البعض في العلن، ومنهم رئيس الحكومة سعد الحريري، واستُفِزَّ البعض الآخر بصورة «فاقعة» كرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط... «الحليف» الثابت للاشتراكية الفرنسية، ووصل الاستفزاز الى صالون الضيافة في معراب، وكان رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع حريصا على اطلاق اتهامات ضد الرئيس السوري، كرد على مواقف لوبين، علما ان الوقائع التاريخية التي يستند اليها بعض «اهل اليسار» في لبنان، تتحدث عن علاقات وثيقة كانت تربط بين احزاب ما كان يُعرف في زمن الحرب بـ «الجبهة اللبنانية» التي شكلت «القوات» اداتها العسكرية، واليمين الفرنسي المتطرف، وبخاصة الجبهة الوطنية الفرنسية ومؤسسها والد لوبين جان ماري لوبين ورئيسها من العام 1972 وحتى العام 2011، حتى وان اليمين الفرنسي المتطرف بقيادة الجبهة الوطنية، كان اول من قدم الدعم العسكري لـ «الجبهة اللبنانية» التي انضمت في لوائها الاحزاب المسيحية التي شاركت في الحرب اللبنانية ( 1975 ـ 1990).

سُمعت المرشحة الفرنسية جيدا، قبل «واقعة دار الفتوى»، وهي تطلق مواقفها «الصادمة» في الفضاء الاوروبي، فجاءت الزيارة اشبه بـ «ألنقرة» اصابت العديد من الاوساط السياسية المعادية لنظام الرئيس بشار الاسد، ومنهم القوى الاساسية التي كانت رأس حربة قوى الرابع عشر من آذار، تحالف الحريري ـ جنبلاط ـ جعجع، من تصريحات لوبين التي اعتبرت قرار فرنسا قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا غلطة فادحة ولا تغتفر، وراحت ابعد من ذلك، حين قالت «...انا فرنسية، ولا ارى ان الرئيس السوري بشار الاسد ونظامه يشكلان خطرا على بلادي، لقد تبين أن الأسد هو الوحيد الذي تمكن من مقاومة التطرف الإسلامي الذي يعاني منه الفرنسيون حاليا، وروسيا قامت بتدخلها العسكري لان مجموعة كاملة من الدول، ومن بينها فرنسا، عملت على اضعاف الاسد، وإذا فزت في الانتخابات، واستلمت منصب الرئاسة فسأدعم الرئيس الأسد في كفاحه ضد الأصوليين الإسلاميين».

هذا الكلام «الصادم» لقوى مستمرة على مواقفها تجاه سوريا، لمرشحة اليمين الفرنسي «المتطرف»... وقبل شهرين من موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وهي لم تتوان عن المجاهرة بها داخل البرلمان الأوروبي، والتي لم توفر السعودية... «هناك ضرورة في ان تقوم فرنسا بتغيير خارطة تحالفاتها، والتحالف مع كل من يحارب الارهاب دون اي تحفظ، وهذا ينطبق على روسيا وايران وفي المقابل، اتهمت النظام السعودي بالترويج لشكل من أشكال الإسلام، هو على الأرجح الأكثر فاشية في العالم.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة