المحلية

placeholder

ليبانون ديبايت
السبت 25 شباط 2017 - 12:11 ليبانون ديبايت
placeholder

ليبانون ديبايت

أبو حمزة يروي لـ"ليبانون ديبايت" تفاصيل الـ1165 يوماً.. وما خفي منها

أبو حمزة يروي لـ"ليبانون ديبايت" تفاصيل الـ1165 يوماً.. وما خفي منها

"ليبانون ديبايت":

يُروى أن الوزير البريطاني الشهير ونستون تشرشل سأل المواطنين في خضم المعارك الدائرة في الحرب العالمية الثانية عن أحوال البلد وأخبروه كيف أن الخراب قد عمّ كل البلد، والاقتصاد متراجع... ليبادر تشرشل ويسأل الموجودين و"هل القضاء بخير؟" فأجابوه نعم بخير... ليرد قائلاً: "إذاً البلد بألف بخير"... بهذه الكلمات يختصر رجل الأعمال بهيج أبو حمزة تجربته المُرّة في التوقيف الاحتياطي لمدة 1165 يوماً.

بعد ثلاث سنوات إلا شهر، خرج أبو حمزة من التوقيف الاحتياطي، أو التوقيف السياسي المزاجي بالأحرى. عاد لأحضان منى، أيمن، إياد وياسمين، عاد وقد أنهك صحته ظلم ذوي القربى "الأشدّ مضاضة"، عاد ليرى بأم عينيه الدامعتين كيف تحوّلت قضيته من شخصية إلى قضية رأي عام، عاد ليقول إن كان للباطل جولة فللحق جولات.

زار "ليبانون ديبايت" دارة أبو حمزة في بيروت، بعد أقل من 24 ساعة من إخلاء سبيله، باحثاً في عيونه، عيون زواره، ومحبيه، عن قصةٍ شغلت الرأي العام اللبناني على مدى السنوات الأخيرة، مقلباً في صفحاته الـ1165. فكيف مرت هذه الأيام على أبو حمزة، كيف سيتابع القضية، ما طبيعة حياته اليومية المقبلة، ما الذي تغيّر قبل خلال وبعد التوقيف، كيف ينظر للقضاء اللبناني، ماذا يقول لمحبيه وظالميه، وكيف سيكون شكل علاقته مع المختارة؟

يصف أبو حمزة سنوات التوقيف بأصعب سنين حياته، فـ"كانت تجربة قاسية جدا سواء على الصعيد الشخصي أو على الصعيد العائلي. و من الطبيعي عندما ينتقل الإنسان من حياة طبيعية لحياة ملؤها الظلم، أن يشعر بالأسى بعد تضحية طويلة في الخدمة العامة والنشاط الاجتماعي والرياضي والتجاري".

الحياة اليومية في التوقيف الاحتياطي من "لحظة دخولي السجن كنت بحالة صحية سيئة، وخلال هذه المرحلة قمت بإجراء 6 عمليات، نتيجة الحصر والقهر الذي عشته. فكنت أعيش في سجن حقيقي وليس كما كانوا يدعون بأنه فندق 5 نجوم، فصحيح أن التوقيف كان معظمه في المستشفى، فلم يكن هناك مجال لأترك المستشفى بسبب حالتي المرَضية التي كانت تحتاج لمتابعة يومية من قبل الأطباء، إلا أن الغرفة التي توقفت فيها كانت لا تتجاوز الـ10 أو 12 متر وكان هناك 12 سجين فيها، فهي سجن حقيقي ولكن في مبنى المستشفى".

كيف مرّت هذه الأيام؟ وكيف ستمرّ الأيام المقبلة؟ "وحده إيماني بالله، إيماني بحقي وببراءتي.. جعلني أصمد كل هذه الفترة، وأتفوق على كل الصعاب التي واجهتها، وبالعكس موقع بهيج أبو حمزة لم يضعف، فتعاطف، محبة الناس واحتضانهم لقضيتي التي كانت حضانة لشخص مظلوم وليس لشخص بهيج أبو حمزة". كانت "تجربة قاسية تعلمت منها الكثير ولكن لن تكون عقبة في حياتي، فحياتي ستستمر وحياة عائلتي ستستمر، وسيكون لي اهتمام شخصي بعائلتي، التي أهملتها خلال كل السنوات الماضية، حيث كنتُ في سفر دائم، وعمل 16 لـ 17 ساعة في اليوم، ولم أمنح عائلتي الوقت الكافي، والآن هم وحدهم من يستحق كل الوقت وكل العاطفة".

وعن استمرار الدعاوى في القضاء، يؤكد أبو حمزة في حديثه الخاص لـ"ليبانون ديبايت" أنه لن يقوم برفع دعاوى شخصية على أحد، فـ"رد الإعتبار لي كان بموقف الناس ومحبتهم، وأتمنى أن تٌستكمل المحاكمات بشكل عادل من القضاء بعد أن قدمت كل المستندات لدي لإثبات براءتي، وأثبتت خلال 18 دعوة حقي. وكان يجب أن تتم المحاكمة من خارج السجن من أول يوم توقيف، لا أن أُعتقل ظلماً لثلاث سنوات دون محاكمة". ويرى بأن السياسة والضغط على القضاء كانا جزءاً لا يتجزأ من الظلم الذي تعرّض له بسبب "الضغط الفاضح والواضح والمعلن من قبل البعض على القضاء".

وفي القضاء يقول أبو حمزة "بعض القضاة تنحوا عن القضايا المتعلقة بي نتيجة الضغط الذي مورس عليهم، فكان ضميرهم يؤنبهم، بسبب مخالفة الحق والقانون، ولكن البعض كان لديهم حرية الضمير وكانوا مخلصين لوظيفتهم، فأخذوا القرارات الجريئة، وكان الداعم الأول لقضيتي هو ملفاتي والمستندات التي فاجأت الظالمين. فكانوا يتوقعون بأنني خرجت من مكتبي بلا أي ورقة، ويعتقدون بأنهم يمكنهم أن يطالوني بأي اتهام، حتى لو كان باطلاً، ولكن تفاجأوا بتنظيم وإدارة ملفاتي".

ولم يخرج أبو حمزة خالي الوفاض بعد تجربة ثلاث سنوات من التوقيف الاحتياطي، فـ"لأول مرة بتاريخ العدلية شخص يتوقف احتياطيا لمدة ثلاث سنوات". فعدا عن محبة الناس، وإيمانهم بحقه وبراءته، يلفت أبو حمزة بأنه انطلق من قضيته الشخصية إلى قضية عامة "لأن أي مواطن لبناني يمكن أن يمرّ بنفس التجربة القاسية". ولذلك سيتابع أبو حمزة في معركة الدفاع عن نفسه، وبنفس الوقت سيحاول العمل جاهداً على "إلغاء هذا القانون الإعتباطي الموجود بالتوقيف الاحتياطي، والذي له أن يطال الحرية الشخصية وكرامة الإنسان". متفائلاً بالعهد الجديد الذي "لا يمكن أن يسمح بهذه الظلامة لأن الرئيس ميشال عون مرّ بظلامة سياسية سابقاً، ولذلك أعتقد بأنه لن يرضى بأن يمرّ أي مواطن بالظلامة نفسها، تحت غطاء قانوني".

أما العلاقة بين أبو حمزة والمختارة فيصفها بـ"المقطوعة" وذلك منذ "أن زارت عائلتي النائب وليد جنبلاط في كليمنصوه ورفض استقبالهم، وقال عن دموع ابنتي ياسمين (دموع التماسيح) من وقتها اعتبرت أن هذه هي نهاية العلاقة بيني وبين جنبلاط".

وعبر "ليبانون ديبايت" أطلق أبو حمزة صرخة في القضاء اللبناني مطالباً المعنيين بألا يتكرر الظلم الذي لحق به مع أشخاص مرّ بحالاتهم الاجتماعية والصحية السيئة، وآخرين لم يمرّ بهم، فـ"مرّت بي مئات الحالات المستعصية نتيجة البطء بالمحاكمات"، ويختم بما بدأ به "فقط عندما يكون لدينا قضاءاً نزيه نستطيع أن نبني وطناً، ويستطيع المواطن أن يلجأ للقضاء لحمايته وليس لأشخاص يحموه عبر زعيم أو انتماء مذهبي وطائفي...".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة