المحلية

placeholder

صحيفة المرصد
الثلاثاء 28 شباط 2017 - 15:10 صحيفة المرصد
placeholder

صحيفة المرصد

الراعي: التجربة اللبنانية تسهم في إغناء الحضارة الإنسانية

الراعي: التجربة اللبنانية تسهم في إغناء الحضارة الإنسانية

القى البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي، كلمة في مؤتمر الأزهر ومجلس حكماء المسلمين الذي عقد في القاهرة بعنوان "الحرية والمواطنة... التنوع والتكامل"، قال فيها: "يسعدني أن أشارك في هذا المؤتمر بموضوع "الحرية والمواطنة... التنوع والتكامل"، الذي ينظمه الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين. وأشكر من صميم القلب سماحة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، رئيس مجلس حكماء المسلمين، على الدعوة الكريمة للمشاركة وإلقاء كلمة في الموضوع الذي يمس عناصر أربعة من شأنها أن تعيد بناء عالمنا العربي في ضوء التحولات الكبيرة في المنطقة. فأود بمداخلتي هذه تحديد مفاهيم الحرية والمواطنة، والتجربة اللبنانية القائمة على هذه العناصر، وكيفية معالجة التراجع في مفهوم العروبة".

وتحدث الراعي عن "الحرية قيمة ثمينة في الإنسان"، فقال: "الحرية هي في أساس المواطنة. فالإنسان كائن حر بكينونته. حريته لا تقف عند حدود الخيار والتقرير، بل هي تعبير عن انفتاحه على المطلق، لكونه مخلوقا على صورة الله ومثاله. ولذا، هي بعد روحي في الإنسان يدعوه للاكتمال في وجوده التاريخي، وللترقي نحو الأفضل. هذه الحرية تمنح الإنسان كرامة، لا يحق لأحد انتزاعها منه أو المس بها أو التنكر لها. إنها تضمن له حقه في حرية الرأي قولا وكتابة، وحرية التعليم، وحرية الطباعة، وحرية تأليف الجمعيات، والحرية الدينية عقيدة وممارسة وتعليما وإقامة شعائر، وحقه في تولي الوظائف العامة. وهي حقوق تقرها شرعة حقوق الإنسان، كما يقرها دستورنا اللبناني (المواد 9 و10 و12 و13)".

ثم تناول موضوع المواطنة ومقتضياتها، فقال: "إن المواطنة السليمة تفترض الحرية وحقوقها. فالمواطنة انطلقت في الأساس لحماية حقوق سكان المدن والبلدان كأفراد وجماعات، في وجه استغلال حريتهم وحقوقهم، وللاعتراف بالآخر كفرد وكمجموعة، ولإشراكه في حياة المجتمع، حيث تتفاعل مكوناته على أساس قيم محددة وأهداف واضحة تحقق العدالة الاجتماعية والتوزيعية. ثم أخذ هذا الاعتراف شكلا قانونيا بحيث أصبحت المواطنة إقرارا بالحقوق والواجبات التي توضح علاقة المواطن بالدولة من جهة، وعلاقة الدولة بالمواطن من جهة أخرى. فالحقوق تدور حول المشاركة في الحياة العامة وفي الحياة السياسية. والواجبات تتعلق بخدمة الوطن. فيكون هدف المواطنة صون الحريات المدنية وخلق انتماء وطني".

واكد "ان التجربة اللبنانية للعيش المشترك تسهم في إغناء الحضارة الإنسانية، في حقبة من التاريخ تشهد مخاضا صعبا يتمحور حول أسئلة وجودية: كيف يمكن أن نعيش معا مختلفين ومتساوين؟ وكيف نضع حدا لدوامة العنف التي تضع وجها لوجه هويات ثقافية وسياسية متنوعة، فتجعل من كل واحدة خطرا يتهدد الأخرى، وتدفع الواحدة إلى إلغاء الآخرى المختلفة باعتبارها مصدر خطر عليها. "فإن التحدي الأكبر الذي يواجه البشرية اليوم، هو مشكلة العيش معا بين العائلات البشرية التي تختلف دينا وثقافة وحضارة. كيف يمكن أن نعيش معا في الاحترام والسلام مع التعددية التي يمتاز بها عالمنا؟ كيف يمكن أن نحول التعددية من ذريعة للتنافر والتناحر إلى دعوة للتواصل والتكامل ؟".

وقال الراعي : "نحن نعتبر أن التجربة اللبنانية، في صيغتها المتجددة والمنقاة من سلبياتها المعروفة "بالطائفيات السياسية"، التي تقدم الخاص على العام، تشكل نموذجا يمكن الإفادة منه في العالم العربي، كنمط حضاري للعيش معا والترقي في مجتمعات تتميز بالتنوع والتكامل؛ وتشكل أيضا مدخلا لإعادة تعريف العروبة بوصفها رابطة حضارية تقرب بين العرب، لا مشروعا سياسيا يباعد في ما بينهم، وتمكنهم من الإسهام في الحضارة العالمية. "إن العالم العربي يبحث حاليا عن ذاته، وعن صيغة لوجوده، وعن موقع له في عالم اليوم، يستطيع من خلاله أن يكون عنصرا إيجابيا في صنع الحضارة الإنسانية والمساهمة في تثبيت دعائم الإستقرار والسلام، إنطلاقا من أصالة هويته وفرادة تراثه. نحن نأمل أن يتبنى هذا المؤتمر التجربة اللبنانية كإحدى ثماره".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة