المحلية

placeholder

المصدر
السبت 04 آذار 2017 - 14:33 المصدر
placeholder

المصدر

"دلاعت" - قصة نقطة عسكرية إسرائيلية في العمق اللبناني

"دلاعت" - قصة نقطة عسكرية إسرائيلية في العمق اللبناني

قصة مثيرة للاهتمام للنقطة العسكرية الإسرائيلية في العمق اللبناني، فهي قصة جيل كامل من الإسرائيليين الذين يرغبون في شطب حرب لبنان من ذاكرتهم.

يتخيل مَن يفكر في "دلاعت" (دلاعت هي كلمة عبرية تعني القرع أو اليقطين)، غالبًا نبتة لونها برتقاليّ أو أخضر أو حتى أصفر أو أبيض, ولن يخطر في باله أن هذه النبتة البسيطة، هي أيضا اسم نقطة عسكريّة إسرائيلية في العمق اللبناني. أقام الجيش الإسرائيلي في الثمانينيات بعد انسحابه من لبنان، موقعا عسكريا استجابة "للاحتياجات الأمنية" الأكثر سرية في الدولة ولمراقبة "حزب الله"، الذي ازدادت قوته.

لا يعرف الإسرائيلي العادي تقريبا حرب لبنان 1982. كانت هذه الحرب فترة صعبة، راح ضحيتها ما معدله 20 حتى 30 جنديا إسرائيليا في كل سنة، خلال 18 عاما. بدأت الحرب بتاريخ 6 حزيران 1982، وانتهت في يوم واحد في شهر أيار عام 2000، بعد انسحاب أحادي الجانب للقوات الإسرائيلية، من دون تنسيق مسبق مع الحكومة اللبنانية. في غضون وقت قصير غادر الجيش الإسرائيلي لبنان بعد أن هدم مواقعه ومن بينها موقعي "دلاعت"، و "بوفور"، مغلقا وراءه بوابات الحدود، في الوقت الذي انتشرت فيه قوات جيش لبنان الجنوبيّ في كل مكان، من دون النظر إلى الوراء.

في خريف 2002، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، عاد الصحفي والأديب الإسرائيلي - الكندي، ماتي فريدمان، إلى موقع "دلاعت". لقد عاد إليه من لبنان ذاته. شاهد فريدمان مبنى الموقع العسكري الذي كان نابضا بالحياة أثناء خدمته العسكرية، مدمّرا وخاليا. "وجدت موقعا مهجورا، ومُدمرا"، قال في مقابلة معه حول كتابه الجديد "دلاعت- نقطة عسكرية في لبنان".

"عندما رأيت الموقع خاليا ومُدمّرا، شعرت بشعور قوي، فبدأت أفكر بشكل مختلف في الفترة التي خدمت فيها في لبنان. في الموقع المهجور، بدأت أفكر بحجم الوهم. إن إرسال جنود شبان إلى منطقة خاضعة للسيادة اللبنانية، احتجازهم في نقطة عسكرية على تلة والتوضيح لهم أن هذه النقطة العسكرية ونقاط أخرى في القطاع الأمني تهدف إلى الحفاظ على البلدات في شمال إسرائيل، هو عمل جنوني".

وصل فريدمان، صحفي وأديب عريق من أصل كندي إلى إسرائيل في سن 17 عاما، وبعد مرور سنتين وجد نفسه في النقطة العسكرية "دلاعت" في جنوب لبنان. "أرغب جدا. أتمنى حدوث ذلك. أرغب جدا أن يتوجهوا إليّ أصحاب دور نشر عربية، ويعرضوا عليّ ترجمة الكتاب إلى العربية أيضا. ينقل الكتابة تجربتي وتجربة أصدقائي في النقطة العسكرية على التلة الأجمل في جنوب لبنان، ويتطرق إلى عالم صغير تسود فيه علاقات الكراهية والمحبة تجاه ذلك المكان، تلك الحرب، لا سيّما إلى فهم أفضل للمجتمع الإسرائيلي، وعمليات مر بها إثر الحرب في جنوب لبنان".

يحاول فريدمان في كتابه الجديد أن يروي قصة القطاع الأمني للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان عبر جدران النقطة العسكرية وقصص بعض الجنود الذين خدموا أثناء الحرب. وفق ادعائه، قصة النقطة العسكرية "دلاعت" هي قصة دولة إسرائيل والشرق الأوسط بأكمله.

يصف فريدمان في كتابه أحداث مأساوية لموت الجنود وخسارتهم، إلا أن خدمته العسكرية في "دلاعت" لم يترك أثرا فيه. "لم أخسر صديقا"، قال مضيفا "كان الفريق الذي عملت ضمنه محظوظا، لم يلحق بنا ضرر. ربما كان هذا سببا آخر ساهم في قدرتي على كتابة هذا الكتاب. مررت بتجربة قوية وغريبة جدا بشكل أساسيّ. ولكن لم أجتز تجربة أثرت كثيرا في حياتي، ولكني مررت بتجربة تعليمية سريعة ومكثفة حول الشرق الأوسط".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة