واصل مؤتمر "دورك مش لعبة" اعماله، في دير سيدة البير في بقنايا - جل الديب، وينظمه Mariam Tv تيلي لوميار برعاية وزير الدولة لشؤون المرأة جان اوغاسبيان، ووزير الاعلام ملحم الرياشي.
وقال وزير الاعلام: "للكلام عن المرأة بشكل عام في الإعلام والمرأة والإعلام. قد يكون اول عمل إعلامي مارسته المرأة هو عندما قالت "نعم" للملاك وأعلمته بموافقتها على أن تكون أم الله. عندما قالت العذراء للملاك "أنا موافقة"، أعلنت سيادة المرأة على العالم. ونحن في هذا اليوم وفي كل عام نتذكر الخامس والعشرين من آذار، ولكن لا ننتبه الى اننا لا ندعو مريم العذراء الا بالسيدة".
أضاف: "لأن المرأة في كل ظروفها وحياتها، سواء كانت فتاة أو أما أو أختا أو راهبة أو عاملة أو عالمة أو مهما كان وضعها في المجتمع. المرأة في النهاية هي سيدة، ولأنها سيدة تستحق ان تتساوى في كل شيء مع الرجل".
وتابع: "هناك جهد كبير في الاعلام، بعدما كان في مركز أكثر صفاء ونقاء، ولكن مع تطور وسائل التكنولوجيا الحديثة واقتصاد المعرفة، دخلنا في عالم من الإعلام يحتاج الى الكثير من الثقافة لأن كل مواطن بات إعلاميا بشكل او بآخر ولكن لا يمتلك الحد الأدنى من الثقافة لممارسة المهنة. تنتقل الأمور السيئة على وجه السرعة بين الناس وللأسف معظم الأشياء السيئة تسعى الى تشويه صورة المرأة، في كل حضورها اللاهوتي، ان جاز التعبير، والفلسفي والكينوني بيننا".
وقال الرياشي: "صحيح ان الإعلام يسعى الى تشييء المرأة او تحويلها الى شيء من الأشياء واستخدامها في الإعلان، واستخدامها بعض الأحيان في الإعلام، حتى في بعض الأحيان نلاحظ نوايا لاستعمال أو استخدام جسد المرأة بطريقة تسليعية وكأنها سلعة للبيع، هذا الموضوع، بشكل او بآخر مقاربته تشبه مقاربة حوادث السير. في حادث السير ان كان معكم الحق بنسبة مائة في المائة، لا يعطيكم الخبير أكثر من خمسة وسبعين في المائة أنا سأعطيكم أقله خمسة وثلاثين في المائة الحق عليكن، والباقي علينا، إذ لا يقع الحق على الرجل وحده، فالحق على المرأة بشكل او بآخر لأنها تقبل بهذا الموضوع".
وتابع: "في اي ظرف كان أنا أحب دائما إيجاد تبريرات للظروف وصولا الى أقسى وأصعب الظروف التي تمر فيها المرأة ولكن يجب على المرأة ان تلعب دورها كي تخفف من قيمة هذه التبريرات التي نجدها، نحن نجد التبريرات لأن لنا أما وأختا ونعيش في بيئة مع نصف المجتمع كل يوم في بيتنا، لهذا نحن نحرص على إيجاد التبريرات، لأننا نفترض سلفا أن كل مرأة أخرى هي أخت او أم او حبيبة او زوجة او أي شيء آخر".
وقال: " في موضوع الإعلام أريد ان أضيف أمرين: كل استطلاعات الرأي التي تجرى في العالم اليوم تظهر أهمية حضور المرأة في الوظائف العامة وفي الوظائف الخاصة واهمية ضمور المرأة للأسف في الدور الإستراتيجي ودورها الأساسي أي دورها الأمومي بالأخص في المجتمعات العاملة"، معربا عن اعتقاده بأن "هذه الإستطلاعات لا تتسم بالدقة لأن المرأة العاملة حتى، بالإجمال تكون هي المرأة - الأم، اي تذهب الى عملها وهمها في بيتها وفي اولادها وفي تحسين معيشة أولادها وبيتها".
وقال: "لكن المطلوب امر إضافي لها كي ترتبط هذه الأمور بنشاط الإعلام المرئي والمسموع والمقروء والمطبوع والرقمي، في كل انواعه. مطلوب ان تكون المرأة حاضرة بقوة على وسائل التواصل الإجتماعي، لكنها ليس حضور معظمنا على هذه الوسائل اليوم، ان للسباب، او لإهانة بعضنا البعض الآخر، او للحض على الكراهية، حاضرة بقوة كي تطفئ هذه الكراهية والعدائية التي نتناولها بين بعضنا البعض. يجب ان تكون المرأة - الأم حاضرة وكأنها إسقاط لمريم العذراء بيننا. هذا الإسقاط في تصوري هو الذي يجعل نصف المجتمع يهدئ النصف الآخر منه، لأنه اذا كانت سياسة الثقافات والحضارات هي صناعة السلام ولو بوسائل حربية، فإن المرأة قادرة على ان تصنع السلام من دون ان تسمح باللجوء الى الحرب".
أضاف: "لأن المرأة في النهاية هي الأم المنجبة لمن يصنع السلام ومن يصنع الحرب. لهذا اعتبر دورها استراتيجيا وأساسيا في كل هذه المجالات. في ما يتعلق بالقوانين التي تطرقت اليها الأستاذة داني، أود أن أقول: صحيح أننا في طور ورشة قانونية في وزارة الإعلام، لكن الورشة القانونية ليست أنثوية ولا ذكورية، هي ورشة قانونية بكل معنى الكلمة وستخدم، عند تحقيقها - والآن نقلت مجموعة مشاريع قوانين الى مجلس الوزراء - تمكين الصحافة الورقية والمطبوعة والمسموعة والمرئية من الوقوف على رجليها، لأن هناك حالة تعسر اقتصادي كبير في البلد، لكن هذه الورشة، ما أن تقف على رجليها يقف المرأة والرجل مع بعضهما البعض على رجليهما، لا سيما وان اليوم المرأة الإعلامية هي حاضرة جدا وأكثر من الرجل بقوة، سواء في نسبة الطالبات في الجامعات، او نسبة الحضور على الشاشة".
وتابع الوزير الرياشي: "مطلوب امر إضافي، ان تكون المرأة حاضرة في الثقافة الإعلامية لأن حضورها في الثقافة الإعلامية يغني الرجل اكثر مما يغني المرأة، وعندما يغني الرجل يغني المجتمع بشكل أساسي، كون الرجل حاضر في المجتمع بنسبة اكبر من المرأة خاصة في مراكز القرار في هذا الزمن".
وأردف: "صباحا شاركت في ندوة مع الوزير غطاس الخوري عن الثقافة، واهمية الثقافة في الاعلام، فقلت إن الثقافة لتسويقها تحتاج الى اعلام، ولكن إعلامنا يحتاج الى الكثير من الثقافة، لأن الاعلام في الوقت الحاضر، يسعى الى ترويج وتسويق الأفكار التي تأتي بنسب مرتفعة من المشاهدين، فنسبة المشاهدين تزيد نسبة المعلنين".
وقال: "لهذا اعتمدت خطة في باريس، وكانت ناجحة جدا، خطة عرفت ب les parents catholiques، أو العائلة الكاثوليكية، فالعائلة الكاثوليكية أقامت ما يشبه الجمعية ترعى وترصد وسائل الإعلام، بالأخص وسائل الاعلام المرئية، لملاحظة اي امر يعرض اولادهم أو يعرضهم هم لمخاطر في موضوع تهذيب الذوق لناحية التعدي عليه، فيعمدون الى التحرك بسرعة فائقة عبر إصدار بيانات يطلبون فيها من المشاهدين الكاثوليك مقاطعة المحطة، او من المعلنين الكاثوليك مقاطعة الإعلان في هذا البرنامج بالذات، مما يهدد هذا البرنامج ويهدد الأمن "الغذائي" للمحطة ".
وتابع: "لا تسطيع وزارة الإعلام تطبيق هذه الفكرة، لكن من المؤكد باستطاعة المرأة اللبنانية، التي تضطلع بدور أساسي كما هو عنوان الحلقة التي نشارك بها، ذلك ". وقال: "كي لا يكون دوركن لعبة يجب ان تلعبنه بشكل أساسي، لأنكن بهذه الطريقة تستطعن عمل monitoring حقيقيا لوسائل الاعلام وضبطها وحماية أولادكن وحمايتنا من اي خطر من هذه المخاطر، لا يهدد الحريات، ولكنه في الوقت نفسه يحمي الآداب، ويحمي قناعاتكن الدينية والروحية والسياسية والاجتماعية بشكل عام".
وأردف "هذا الكلام ليس كلاما دينيا، بل هو كلام علماني وديني وإلحادي ومهما كان، ولكنه كلام يعني حماية الذوق العام وحماية الانسان هذا الدور ليس منوطا بوزارة الاعلام لأن وزارة الاعلام ان قامت بهذا الدور سيفسر وكأنها تقمع الحريات. ولكن هذا الدور منوط فيكم بالمجتمع المدني بشكل أساسي لحماية الحريات والمؤسسات الإعلامية من الإنحراف نحو قلة الذوق، ففي النهاية قلة الذوق تورث وتتراكم في عقول الأولاد والأبناء وتصبح عادة مشابهة للطباع، لا نعود قادرين على استئصالها بهذه السهولة، لأنها تصبح مالكة لنا نصبح غير قادرين على التحكم بها، فنحتاج عندها الى جانب كل تلفزيون لمعالج نفسي وهؤلاء هم المستفيدون الوحيدون من كل ما يجري".
وأضاف: "الكلمة الأخيرة التي أود قولها إنني من الناس، الذين لم يتمكنوا بهذه السهولة من فهم المرأة، المرأة عالم هائل ومعقد وصعب جدا، لكني أحب عبارة تردد في مدائح العذراء لأنها تشعرني كم إن حضور المرأة هو مهم في حياتي وفي حياة كل منا، عندما يلقي عليها السلام يقول لها: "السلام عليك يا حنانا يفوق كل حب، افرحي يا عروسة لا عروس لها".
وختم الوزير رياشي: "انا ادعوكم لمراقبة امر واحد معي فقط: على هذه الورقة امامي سأضع نقطة سوداء، سأريكم إياها، مؤكد جميعكم رأى كما رأيت أن في الورقة نقطة سوداء، لكن ينبغي علينا التنبه الى حجم المساحة البيضاء المحيطة بالنقطة السوداء، المساحة البيضاء تجسد حجم الدور الإستراتيجي والدور الفلسفي والحديقة العميقة والخلفية للانسان وفي هذه الحديقة ليس هناك إلا امرأة، وشكرا".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News