عقد الاتحاد العربي لغرف الملاحة البحرية اجتماعه الثالث والعشرين في فندق المركزية بيروت، برئاسة اللواء البحري حاتم القاضي وحضور نائبه الاول رئيس الغرفة الدولية للملاحة في بيروت ايلي زخور، المدير العام للنقل الدكتور عبد الحفيظ القيسي، رئيس مدير عام ادارة واستثمار مرفأ بيروت المهندس حسن قريطم، رئيس اتحاد الموانىء العربية مدير مرفأ طرابلس الدكتور أحمد تامر، رئيس جمعية اصحاب السفن اللبنانيين محمد عيتاني وحشد من ممثلي الوكالات البحرية.
القاضي
بداية النشيد الوطني، ألقى بعدها القاضي كلمة رحب فيها بالحضور والمشاركين، ثم عرض للمواضيع والدراسات التي تم بحثها في الاتحاد منذ انشائه عام 2003 والتي تم اعتماد بعضها من المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الجامعة العربية، ولا سيما اتفاقية النقل البحري للركاب والبضائع بين الدول العربية.
ثم عرض ملخصا تاريخيا للاتحاد العربي لغرف الملاحة البحرية التابع لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، وقال: "تطورت منظومة النقل مع نظام العولمة الى اهمية النظرة الى المستقبل في تطور التجارة العالمية والتي تشكل منطقتنا العربية جزءا رئيسيا منها وما يستتبع ذلك من تطورات اقتصادية في كل من النقل البحري وانماط النقل المختلفة مما يستلزم معه تطورا كبيرا وسريعا في الموانىء البحرية لضمان سيولة وانسياب البضائع من مراكز الانتاج والتوزيع والنقل بمنظومة متكاملة وفي تصميم وشكل وكفاءة السفن الحديثة مع الالتزام البيئي وتقليل الانبعاثات".
وأضاف: "وينتج عن ذلك تطور الاسلوب الخدماتي لوجستيات النقل وهذه النظرة المستقبلية تحتم وجود اهداف استراتيجية للنقل العربي وينبغي علينا جميعنا ان نكون مؤثرين في وضع هذه الاستراتيجية على المستوى القطري داخل كل دولة، حيث اننا شركاء في هذه المنظومة وهي فكرة تكتل بحري عربي".
وتابع: "نحن على يقين ان منطقتنا العربية تقع في منتصف الطريق اللوجستي بين تجارة الشمال والجنوب حيث يمر بها ما يزيد عن 26 في المئة من تجارة العالم اجمع، ويجب علينا ان نستغل منحة الله لنا في هذا الموقع الفريد المتميز ليكون منطقة التجارة الخرة للعالم اجمع ولنا أمثلة عملية في دبي، شرق بور سعيد وميناء الملك عبدالله وصلالة وبيروت وطنجة المتوسط ولنا ان نتخيل المستقبل الذي تكون عليه هذه المنطقة في حال الاخذ بهذا الفكر وان كان يستلزم منا مجهودا وكفاحا واخلاصا وشفافية ومثابرة وايمانا بالهدف، نرجو ان يوفقنا الله في ان تكون منطقتنا العربية منطقة جذب لوجستيي كمراكز دولية تدعم فكر وهدف السوق العربية المشتركة".
وختم شاكرا للمشاركين حضورهم ودعمهم للاتحاد وابرزهم الامين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية.
زخور
أما زخور فقال: "لو تطلعنا الى الخارطة الممتدة بين الخليج العربي والمحيط الاطلسي (مساحتها 10.5 ملايين كيلومتر مربع)، لما وجدنا عاصمة يحلو للناطقين بالضاد أن يجتمعوا في أفيائها ويلتحفوا سماها إلا العاصمة بيروت. فالعاصمة كانت تصدرت الامبراطورية الرومانية بكونها الوحيدة التي كانت تأوي مدرسة للحقوق وتلقن الناس حيثما وجدوا، القانون وأصول العيش والتعامل مع الآخر، ولم تتخل يوما عما ورثته عن تلك المدرسة من شرائع تقدس حرية الفرد وتحافظ على ملكيته وحقه في الاختيار والايمان وإبداء الرأي دون وجل أو خوف، بشرط احترامه بدوره للآخر ومبادلته الاحترام، بمعتقداته وعدم افتئاته على أي من الحقوق التي من الله عليه بها كإنسان. هذه العاصمة لا تزال على أصالتها تشرع أبوابها لمن يزورها صديقا مسالما، ولا يكن لها في قلبه وعقله إلا الخير والمحبة".
وأضاف: "وكيف لبيروت هذه ألا تستقبل اليوم الأخوة أعضاء الاتحاد العربي لغرف الملاحة البحرية والضيوف العرب إلا بالمحبة وبكثير من التقدير والاحترام؟ فهم أشقاء لنا قبل أن يكونوا زوارا. وهم يشاركوننا مشاعر العروبة الصافية والخالية من كل عقدة نفسية أو غيرة أو خصومة. وما اجتماعهم اليوم في بيروت في هذا الظرف العصيب الذي تعيشه منطقتنا العربية، إلا للبحث في كيفية إزالة الأحقاد التي فاضت قواها خلال السنوات القليلة الماضية لتدمر ليس فقط البشر والحجر وصروح الحضارة، بل وكذلك كل ما جمع ويجمع بين أبناء أمتنا من روابط الأخوة، والشعور بالانتساب الى منطقة تراكمت على أراضيها الحضارات على امتداد آلاف السنين لتجعل منها أمة تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر. لقد نجح الأشرار في إقامة السدود والعوازل بين أبناء المنطقة العربية ونشروا البغضاء بين أبنائها ضد بعضهم البعض حتى أصبح الانتقال ونقل البضائع منها واليها مهمة شبه مستحيلة!"
واعتبر ان "اجتماعنا اليوم في بيروت أم الشرائع، هو محاولة متواضعة من الاتحاد العربي لغرف الملاحة البحرية، ليس من أجل إزالة السدود والحواجز بين الأقطار العربية وحسب، بل من أجل التأكيد على أن المحبة لا تزال تجمعنا والتسامح يملأ قلوبنا والتكامل يوحدنا رغم كيد الأشرار والحاقدين، لعلنا في ذلك نعيد لأم الشرائع دورها في نشر تعاليم المحبة واحترام الحقوق والمشاعر الانسانية وحقوق البشر أيا كان لون بشرتهم أو اللغة التي تنطق بها ألسنتهم أو المعتقدات التي يعتنقونها".
ثم بدأ مجلس الادارة بدرس المواضيع المدرجة على جدول اعمال هذا الاجتماع.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News