في الحرب المقبلة.. لا فصل بين لبنان و«حزب الله»، هذه هي «النظرية» الاسرائيلية الجديدة التي يجري تسويقها امام الجمهور الاسرائيلي، منذ ان اطلق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مواقفه المتمسكة بسلاح «حزب الله» المقاوم للاحتلال، والذي يعتبر جزءاً اساسيا في الدفاع عن لبنان، «طالما أن اسرائيل تحتل ارضا لبنانية وتسيطر على الموارد الطبيعية للبنان، وطالما أن لا قدرة كافية لدى الجيش اللبناني لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي».
وجددت صحيفة «هآرتس» الصهيونية ما قاله باحثون في معهد باحثو الامن القومي الصهيوني تعليقا على مواقف الرئيس عون ، من انها تمزيق لقناع الرسمية عن الواقع اللبناني المعروف، وأن رئيس لبنان يلغي التمييز بين الدولة السيادية وبين «حزب الله» ، ورأت انه يتحمّل رسميا المسؤولية عن نشاطات «حزب الله»، بما في ذلك تلك الموجهة ضد اسرائيل، وأن تصريحات الرئيس اللبناني ميشال عون تتوافق مع بعض الخطوات على الارض، وسألت ..ماذا يعني هذا بالنسبة للرد الاسرائيلي على «حزب الله» في حال اندلاع حرب أخرى في الشمال (الفلسطيني المتاخم لجنوب لبنان والجولان السوري ) ؟، مذكرة بما جرى التداول به قبل اسابيع قليلة من احاديث حول الصعوبات الاساسية التي يواجهها الجيش الاسرائيلي في لبنان ، ومنها القدرة المحدودة على مواجهة تهديد صواريخ «حزب الله»، والتي قد تتساقط على «اسرائيل» والبنى الاستراتيجية في ما يسمى بـ «الجبهة الداخلية»، سيما في ظل قدرة «حزب الله» على إطلاق أكثر من ألف صاروخ خلال اي يوم من ايام الحرب، وتعذر الحل الهجومي الذي يبدو «جزئيًا»، وكذلك محدودية الحل الدفاعي.
ووسط تشكيك من الجمهور الاسرائيلي بما تطرحها القيادة العسكرية للكيان الاسرائيلي، انطلاقا من حقائق لكبار الخبراء والمختصين في علم الصواريخ ، من ان صيد الصواريخ اثناء الحرب.. تبدو مهمة مستحيلة ، وتلفت الى ما قاله الوزير الصهيوني في الحكومة المصغرة نفتالي بينيت ، حين كان مسؤولا عن وحدة عسكرية خاصة تم ارسالها الى الجنوب اللبناني خلال حرب لبنان الثانية (تموز العام 2006 ) ، وبحث عن خلايا اطلاق الصواريخ التابعة لـ «حزب الله»، ونقلت عنه قوله ..عندما عملنا في مكان ما، قللنا اطلاق الصواريخ منه، لكن الخلايا تحركت نحو الشمال، لقد مرت 11 سنة منذ ذلك الوقت وتعلم «حزب الله» الانتشار بشكل أكثر حكمة.. لقد قاموا بنقل منصات الصواريخ من المحميات الطبيعية ومن الأماكن المفتوحة الى داخل المناطق المأهولة!، ولا يمكن محاربة الصواريخ بدبوس، طالما أنك لم تصل الى البيت الذي توجد فيه المنصة فأنت غير ناجع، وعدد البيوت التي يجب الوصول اليها كبير.
ويلفت الى انه فهم من جميع الكتب التي كتبوها عن الحرب، أن الحدث المفصلي للحرب حدث في اليوم الاول، في المحادثة الهاتفية بين ايهود اولمرت (رئيس حكومة العدو خلال عدوان تموز 2006) وكونداليزا رايس (مستشارة الامن القومي للرئيس الاميركي جورج بوش) ، حينما طلبت من نتنياهو عدم استهداف البنى التحتية في لبنان، وتم الاستجابة لطلبها !، ليخلص مما تقدم الى نتيجة مفادها ..هكذا تقرر أن لا تنتصر اسرائيل في الحرب، معتبرا أن «حزب الله» اليوم هو جزء من النظام، ومن الأمن القومي للبنان حسب قول الرئيس اللبناني، ما يفقد المنظمة حقها في التخفي كمنظمة خارجة عن السيادة اللبنانية، وبرأيه ، فإن المؤسسات في لبنان والبنى التحتية والمطار ومحطات الطاقة ومفترقات الطرق والمواقع العسكرية، كلها يجب أن تكون أهدافا شرعية إذا نشبت الحرب، ويجب علينا قول ذلك لهم وللعالم منذ الآن، وأنه إذا اطلق «حزب الله» الصواريخ على الجبهة الداخلية الاسرائيلية فيجب أن يعني ذلك إعادة لبنان الى العصور الوسطى». كل ذلك ، لا يعني للوزير الصهيوني ان الحرب تقترب ، ويقول .. إذا قمنا بالتصريح بهذه الرسالة بشكل قوي بما فيه الكفاية الآن، فيبدو أننا نستطيع منع الحرب المقبلة، زاعما انه ليس لدى اسرائيل أي نوايا هجومية في لبنان، وإذا نشبت الحرب فإن الاستهداف الشامل للبنى المدنية، بالتوازي مع اجراءات أخرى للجيش في الجو والبر، سيسرع التدخل الدولي الذي سيقلل زمن الحرب، فمصلحتنا هي أن تكون الحرب قصيرة بقدر الامكان.
الاكثر اثارة للقلق الاسرائيلي ..وصول الاسلحة الكاسرة للتوازن الى «حزب الله»
في موازاة ذلك ، يظهر قادة الاحتلال الاسرائيلي حرصهم طوال الوقت ، على اعطاء جمهورهم حقنا من القلق ..كي تبقيه مدمنا على المخاوف التي تضمن تعلقهم بقياداته،..هذا ما يراه المعلق العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية أليكس فيشمان الذي يسأل .. ما سبب اهتمام أحد أعضاء القيادة العليا بالتشجيع على القلق من سلاح أصبح «رمز الشيطان، ويرى ان لبنان اليوم ساحة ترهيب مركزية، إذ لن يحظى الجمهور الاسرائيلي بمعلومات استخباراتية عميقة وصحيحة عن هذه الساحة، ولهذا فإن صواريخ «ياخونت» التي يمتلكها «حزب الله» حسب التقديرات تعتبر تهديدًا ملموسًا بوسعه أن يشلّ كل الموانئ الاسرائيلية، ويمكن التقدير بأن «حزب الله» لم يصل بعد الى هذه المرحلة ، لكن الحقيقة الملموسة هي بقاء حالة القلق.
وصل الافلاس الذي اصاب العقل السياسي والعسكري الاسرائيلي، الى درجة باتوا يرون فيه ، ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو ناشط يتبع لامين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله !، وان الجيش اللبناني ما هو الا وحدة عسكرية تابعة لـ «حزب الله»!، وان بنية الجيش اللبناني والدولة اللبنانية، وكذلك بنية «حزب الله»، هما بنية واحدة! .. تبقى المسألة «الأكثر اثارة للقلق» لدى الاسرائيليين، وفق ما يرى كبار قادة الاحتلال ، «تهريب» الاسلحة الكاسرة للتوازن من سوريا إلى لبنان، وكذلك «إنتاج اسلحة كاسرة للتوازن»، بما يشمل صواريخ دقيقة وطائرات من دون طيار، و«كل ذلك يجري بتكنولوجيا وتدريب وتمويل ايراني»، وفق المزاعم الاسرائيلية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News