عاد نجل العميل عقل هاشم امس الى لبنان، ومن مطار رفيق الحريري الدولي مباشرة الى المحكمة العسكرية انفاذا لحكم غيابي صادر بحقه بجرم التعامل مع العدو الاسرائيلي واكتساب جنسيته.
الياس هو الابن البكر لعقل هاشم، العميل الاسرائيلي الذي قتله حزب الله بتفجير في الجنوب قرب منزله في دبل في العام 2000 قبل التحرير بأربعة اشهر.
«الماضي الذي لم يكن المتهم مسؤولاً عنه»، وفق تعبير ممثل النيابة العامة القاضي فادي عقيقي في مرافعته، استرجعه المتهم امس امام المحكمة العسكرية التي نظرت في جناية وحيدة لمحاكمة هاشم بعدما صرّح وكيله بانه استحصل على «اذن خاص» من نقيب المحامين في بيروت انطونيو الهاشم لحضور الجلسة، في حين تم ارجاء جميع الدعاوى الجنائية لتمنع محامين عن الحضور التزاما بقرار نقابتهم.
وعلى الرغم من ان المتهم امضى اربعة عشر عاما في اسرائيل، وتلقيه دروسه في احد معاهدها في حيفا قبل التحرير وبعده، فانه حرص اثناء استجوابه، على وصف اسرائيل بـ«بلاد العدو» الذي كان يتحيّن الفرصة للخروج منها.
استعاد المتهم «ذلك الماضي» الذي يحمل «الكثير من الندم على امور كثيرة» -قال المتهم-مضيفاً في ردّه على اسئلة رئيسى المحكمة العميد الركن حسين عبدالله:«في العام 1998 بعد حصولي على الشهادة الرسمية من مدرسة عين أبل، لم يكن ثمة خيار في اكمال دراستي الجامعية في بيروت، بسبب الاوضاع آنذاك(في اشارة منه الى وضع والده الامني)، فقصدت جامعة في حيفا وكنت اذهب واعود في اليوم نفسه الى دبل. كان ذلك قبل التحرير بسنتين انما بعد هذا التاريخ في العام 2000 مكثت في حيفا اما اهلي فكانوا في نهاريا، كنت حينها في الثامنة عشرة من عمري». ويتابع المتهم:«لم يكن لي اي دور في عمل والدي ولم انخرط معه في شيء، فهو اساساً ابعدنا عن ذلك، نحن كنا نسكن معه في نفس المنزل في دبل، كان والداً فقط في المنزل حيث الوضع مغاير كلياً، فهو كان همّه ان ادرس ولم اتلق منه اي دروس على السلاح لا في لبنان ولا في اسرائيل».
وبسؤاله قال:«في العام 2005 انهيت دراستي الجامعية وتوجهت الى المانيا حيث تزوجت وانجبت طفلين وانا حاليا اعيش هناك، وقد استحصلت على جنسيتها بعدما تخليت عن الجنسية الاسرائيلية التي مُنحت لنا بناء على استدعاء من السلطات الاسرائيلية».وبعدما اكد المتهم بانه لم يتعرض لاي تهديد مباشر بعد مقتل والده، تحدث عن حال من الخوف كان يعيشه افراد العائلة الامر الذي دفعهم الى التريث في العودة الى لبنان، وهم عادوا، والدته وشقيقه وشقيقته في العام 2013 حيث جرت ايضا محاكمتهم.
وقال بسؤال لممثل النيابة العامة بان والده كان ينفق عليهم وكان يضع امواله في احد المصارف الاسرائيلية، كما ان والدته كانت تتلقى مبلغا شهريا منه قبل ان تعود الى لبنان، انما لم تتقاض العائلة اي تعويض مالي مقابل مقتل والده.
ولماذا لم يغادروا الى بلد آخر وبقوا في اسرائيل طوال هذه الماضي، قال المتهم بإن هذا الامر يحتاج الى طلب لجوء. واضاف:«كانت هذه الفكرة تراودنا انما كان الامر صعبا وعندما سنحت لي فرصة المغادرة غادرت الى المانيا».
واكد المتهم انه لم يتخلّ عن جنسيته اللبنانية التي اعطاها لولديه ايضا كما لم يحمل شهادته التي نالها من احدى جامعات حيفا الى بلاده التي عاد اليها لانهاء ملفه الامني.
وتابع المتهم يقول بانه لو لم تتح له فرصة الذهاب الى المانيا لكان عاد مع اهله الى لبنان في العام 2013 انما كان يشعر بالخوف على عائلته وعمله هناك.
فـ«هدفي كان مستقبلي ولو عدت الى لبنان لما كنت استطعت تأمينه»، قال المتهم، الذي اكد ان هدف العائلة كان دائما العودة الى لبنان للعيش بين اهلهم وناسهم. وهل لديك خوف من العودة الى الجنوب -سئل المتهم-فأجاب:«ان اخي يعيش هناك وليس لديه خوف فنحن الآن نشعر بالامان».واضاف:«لم اكن مرتاحاً في بلاد العدو ولذلك غادرته ولم افكر في البقاء فيه، وانا نادم على امور كثيرة حصلت معنا، ولا احد يستطيع ان يشعر بانه مواطن في تلك البلاد».
وفي مرافعته، اعتبر ممثل النيابة العامة ان المتهم استغل حصوله على الجنسية الاسرائيلية ليبني مستقبله. ورأى بـ«أننا لسنا مع حرمانه من مستقبله وطي صفحة الماضي غير المسؤول عنها انما كان عليه التمسك بعودته»، طالبا ادانته وفقا لمواد الاتهام.
اما وكيل المتهم فرأى من جهته ان موكله ذهب مرغما الى تلك البلاد نتيجة الخوف والظروف السابقة، وكان خياره الحصول على شهادة للفرار من اراضي العدو وهو نادم على تواجده في اسرائيل. واكد بان موكله الذي تنازل عن الجنسية الاسرائيلية كما عائلته، متمسك بلبنانيته وهو تواجد في بلاد العدو لظروف غير مسؤول عنها. وانتهى الى الرحمة لموكله الذي طلب بدوره العفو.
واصدرت المحكمة حكما قضى بسجن هاشم مدة سنة مع وقف التنفيذ بجرم التعامل وغرّمته مبلغ خمسة ملايين ليرة لدخوله بلاد العدو والحصول على جنسيتها، وهي العقوبة نفسها التي نالتها والدته وشقيقه وشقيقته اثر عودتهم من الاراضي الفلسطينية المحتلة العام 2013.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News