المحلية

placeholder

ريتا الجمّال

ليبانون ديبايت
الجمعة 31 آذار 2017 - 08:39 ليبانون ديبايت
placeholder

ريتا الجمّال

ليبانون ديبايت

البقاع يصرخ: مأساة فاقت التوقّعات.. ودعوة الى المرعبي

البقاع يصرخ: مأساة فاقت التوقعات.. ودعوة الى المرعبي

ليبانون ديبايت - ريتا الجمّال

النّازحون السّوريون.. مواطنون، تركوا وطنهم، منازلهم، وأعمالهم، مدارسهم وجامعاتهم، ولجأوا إلى لبنان وغيره من الدّول بحثاً عن مأوى بعيدٍ من الدمّ وشبح الموت. هم ضحايا حرب ولعبة سياسيّة عربيّة وحتى دوليّة، دمّرت كل ما يملكون، ودفنت تحت الأنقاض طفولةَ وبراءة الصّغار، أحلام الشّباب وطموحاتهم، وإرادة كبار السنّ في تمضية ما تبقّى لهم من حياة بكرامة. لكن في الوقت نفسه، بدأ النّازحون السوريّون، بأعدادهم القياسيّة، يشكّلون خطراً على لبنان "الصغير"، سواء أكان اقتصاديّاً، أم اجتماعيّاً، أو أمنيّاً، أو ديموغرافياً، أو صحيّاً.. في هذه السّطور، حوار يدور بين القلب والإنسانيّة، بوجه العقل والمصلحة الوطنيّة، بيد أنَّ ما يجمع الطرفين هو أنَّ "السوريين واللبنانييّن، ضحيّة أجندات سياسيّة، وإهمال محلّيّ ودوليّ.

يوماً بعد يوم، تظهر إلى العلنِ مشكلة جديدة في ملف النّازحين السّورييّن. مشكلة تثير قلق اللّبنانيين، وخوف النّازحين، وتدفع إلى خلق التوتر في الأجواء سواء أكانت الأمنية أم الاجتماعية، بين الطرفين، وآخر حلقات هذا "المسلسل"، قاعدة رياق الجويّة التي تشهد إعادة تأهيل لمركز تدريب أفواج الحدود البريّة، بدعمٍ من المركز الدوليّ لتطوير سياسات الهجرة (ICMPD) وبتمويل من الاتحاد الأوروبي".

وأشارت المعلومات، إلى أنَّ "إجراءاتٍ أمنيّةٍ عسكريّة اتُّخِذَت في محيط المطار، أدّت إلى إفراغ المخيّمات السوريّة خصوصاً العشوائيّة منها، الموجودة ضمن مساحةٍ محدّدة على مقربةٍ من القاعدة، والحواجز العسكريّة، الأمر الذي قد ينعكس سلباً على أكثر من 9 آلاف نازحٍ سوريّ".

وللوقوف على تفاصيل ما يحدث في "رياق" بشكلٍ خاصٍّ، والبقاع عامّة، أجرى "ليبانون ديبايت"، اتّصالاً مع رئيس هيئة إغاثة النّازحين السّورييّن التّابعة لدار الفتوى في البقاع الشيخ وسام عنوز، الذي أكّد للموقع أنَّ "التدّابير التي يقوم بها الجّيش اللّبناني، في محيط قاعدة رياق الجويّة، هي احتياطيّة، وهذا الأمر طبيعيّ جدّاً، من قبل قيادة الجيش والمؤسسّة العسكريّة التي لها أن تتخذ كافّة الإجراءات الأمنيّة لحماية قواعدها وأمن المطار، والمنطقة، أمّا النّازحون السوريّون الذين يعيشون في المخيّمات المذكورة، فلا شكّ أنّهم سيتأثّرون من هذا الإجراء على اعتبار أنّهم لن يجدوا مكاناً اخراً للعيش، من هنا نناشد الأجهزة الرسميّة البحث عن أماكن بديلةٍ لهؤلاء والحيلولة دون تشتّتهم في الشوارع". معتبراً أن "أساس المشكلة يكمن في المخيّمات العشوائيّة التي تقام من دون تنسيق مع الدولة اللبنانيّة، فالعدد تجاوز الخطوط الحمراء والمعدّل المقبول به، ولم يعد هناك مكانٌ للعائلات الجديدة فكيف بالأحرى لهؤلاء؟! هذا الأمر لا يبشّر أبداً بالخير".

وعن دور الوزارة التي أُنشِئَت خصّيصاً للتعاطي بشؤون النّازحين السّوريين، والتغييّرات التي حصلت منذ تولّي الوزير معين المرعبي حقيبتها، قال الشيخ عنوز: "إنَّ الوزير المرعبي أخٌ وصديق، ويلقى محبّة أهالي البقاع، بيد أنّنا لم نلحظ أي تغيير ملموس فيما يخصّ ملفّ النّازحين السورييّن في البقاع، منذ إنشاء هذه الوزارة وحتى اليوم، وقد يكون الخلل من جانبنا في عدم التّواصل المباشر مع الوزير، لكن على معاليه أن يزور البقاع، وأنا من خلال "ليبانون ديبايت"، أوجّه دعوة للوزير معين المرعبي لزيارة المحافظة التي تستقبل العدد الأكبر من النّازحين السّوريين، بغية الوقوف على أوضاع المنطقة، والأهالي كما النّازحين واحتياجاتهم".

وأشار الشيخ عنوز إلى أنَّ "الوضع أصبح مأساويّاً جدّاً، فلا مواد غذائيّة كافية، أو وسائل تدفئة، إضافة إلى بروز مشكلة الأوراق الثبوتيّة التي لا يحوز عليها البعض أو فقدها، ما يلزمهم البقاء في الخيم، نتيجة عدم تمكّنهم من إيجاد عمل وتأمين لقمة العيش.. من دون أن ننسى أزمة الطبابة، والأمراض الكثيرة التي تنتشر، ولا حلول دائمة لها، سواء أمراض سرطانيّة أو في الكلى، أو غيرها من الأمراض التي تسجّل والتي خرقت أجساد المئات".

وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه القمّة العربيّة، في معالجة ملف النّازحين السّوريين في لبنان، اعتبر سماحة الشيخ أنَّ "واقع القمم العربيّة لم يبشّر الشعوب العربيّة بالخير في قضايا عدّة، لكن نتمنّى أن يتحقّق ذلك، وأن تتوحّد الدول المشاركة وتسعى إلى مساعدة لبنان في حلّ هذا الملف، لأنَّ الواقع اليوم دق ناقوس الخطر، وبات بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أيّة لحظة، إذ إن الحاجة ازدادت، والعدد تضاعف، بينما العطاء تضاءل كثيراً بنسة 20 %، سواء أكان على صعيد الدّاخل، أم على صعيد الخارج عبر الهيئات المختصّة والمنظمات الدوليّة، ونحن أمام كارثةٍ حقيقيّةٍ بكلِّ ما للكلمة من معنى".

ورداً على سؤال حول "التوطين المبطّن" الذي يسعى البعض إلى "فرضه" مع مرور الوقت، رأى الشيخ عنوز أن "التوطين مرفوض، فهو لا يصب في صالح لبنان أو حتّى سوريا، إذ على الإنسان أن يحافظ أولاً على هويّته وعنوانه"، معتبراً أن "التوطين يتطلب وجود معطيات على الأرض يجب تأمينها، وهذا الأمر معدوم في لبنان، حتّى أنَّ صراع السوريين لم يعد يقتصر البقاء على قيد الحياة، إنّما امتدّ ليطال همّهم ساعة الممات، وعدم وجود مقابر تحتضن جثامينهم، إذ إنَّ أعداد الوفيات إلى تزايد ولم يعد هناك مكان في المدافن للبنانيين فكيف للسوريين الذين يفارقون الحياة إما غرقاً أو اختناقاً أو جوعاً أو في الحرائق التي تندلع في المخيمات... للأسف المأساة التي نعيشها اليوم وتحديداً في البقاع فاقت كل التوقعات".

وختم سماحة الشيخ عنوز، مطلقاً باسمه ومن خلال هيئة الإغاثة، صرخة باسم أهالي البقاع والهيئات الفاعلة، للوقوف إلى جانب النازحين السوريين والنظر بإنسانيّةٍ إلى أوضاعهم فلا ذنب لهم من كلِّ ما يحصل وهم ضحايا لم يتمنّوا يوماً العيش بهذه الطريقة، وبالمقابل، الأخذ بعين الاعتبار وضع اللّبنانيين وتأمين العيش الكريم لهم والحيلولة دون ضرب مصالحهم، أو مساعدة السوريين على حساب اللّبنانيين".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة