"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
"كيف لا نكرّم الأرز والكتاب المقدّس ذكره 75 مرّة؟ كيف لا نُكرّم الأرز والكتاب المقدّس في سفر المزامير يقول: "إن اللّه زرع بيده أرز لبنان، لهذا يطلق عليه اسم أرز الرب، كما يطلق على لبنان لقب موطن الرب على الأرض"؟ وكيف لا نكرّم الأرزة التي تتوسّط علمنا، رمزنا وفخرنا، ولها ينحني الرؤساء وتؤدي الجيوش التحيّة؟"... بهذه الاسئلة وكلمات أخرى معبّرة جدّاً، أعلنت رئيسة "مهرجانات الارز الدوليّة" النائب ستريدا جعجع عن خطوة مميّزة هذا العام لتكريم "الأرزة" رمز لبنان وشعار عزته وفخره، بعدما أقدمت اللّجنة عام 2015 على تكريم الجيش "سياج الوطن" و"حامي الكيان"، وتكريم النابغة اللّبناني جبران خليل جبران عام 2016 هو "الذي حمل إسم لبنان الى العالم بفكره وأدبه وفنّه".
الجمعة 21 نيسان، أطلقت النائب جعجع ممثلةً برئيس لجنة جبران الوطنيّة الدكتور طارق الشدياق، وبالتعاون مع اتحاد بلديات قضاء بشري وبلدية بشري، "مهرجانات الأرز الدولية"، للسنة الثالثة على التوالي، خلال مؤتمر صحافي عقد في فندق "لو رويال" - ضبيه، برعاية وزير السياحة أواديس كيدانيان وحضوره والنائب إيلي كيروز، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف، رئيس بلدية بشري فريدي كيروز ورؤساء بلديات جبة بشري، ممثلة مؤسسة جبل الأرز الدكتورة ليلى جعجع، الفنان أسامة الرحباني، الشاعر نزار فرنسيس، الملحن ميشال فاضل وأعضاء لجنة مهرجانات الأرز الدولية وحشد من الداعمين والاعلاميين.
وأعُلن خلال المؤتمر عن مفاجآت كثيرة، تحصل للمرة الاولى في لبنان، من شأنها أن ترفع مستوى الفن والابداع اللّبناني إلى "قمم" يصعب الوصول إليها، وتصبح رقماً صعباً جداً على صعيد المهرجانات ليس فقط المحليّة اللّبنانيّة، إنمّا أيضاً العالميّة. ومن هذه المفاجآت، تنظيم "أوبريت" غنائيّة غير مسبوقة من كلمات الشّاعر الكبير نزار فرنسيس وألحان الموسيقي البارع ميشال فاضل، ستحمل الارز "بموسيقاها وكلماتها لتزيده شموخاً"، وسيشارك فيها باقة من كبار الفنّانات والفنّانين اللّبنانييّن الذين رفعوا اسم لبنان عاليّاً، هم:"غسان صليبا، وليد توفيق، نجوى كرم، نانسي عجرم، رامي عياش، معين شريف، ملحم زين، عبير نعمة، جوزيف عطية، زين العمر، تانيا قسيس وايليا فرنسيس.
وكما وعدت النّائب ستريدا جعجع، كانت على الوعد أمينة وسلطانة ووفيّة، لحلم إنتظره الجميع، يتمثّل في إنارة غابة أرز الرب ليلة افتتاح "مهرجانات الأرز الدولية" في 29 تموز 2017 بعدما إلتزمت شركة طيران الشرق الاوسط القيام بهذا المشروع. ولم تنسَ جعجع "الارزة الرحبانيّة" التي تزيد على المهرجان جمالاً وإبداعاً، حيث سيشارك الثنائي أسامة الرحباني وهبة طوجي في المهرجانات، في حفل ضخم ومميز سيقام ليل 5 اب 2017. وتم لاجل ذلك عرض تقرير بعنوان "10" TEN يلقي الضوء على التعاون بين أسامة وطوجي المستمر منذ 10 سنوات، وأثمر عن ألبومات عدة وحفلات، ومسرحيّات غنائيّة وكليبات، ومشاركة من خلال "The Voice فرنسا"، شكّلت نقلة نوعيّة كبيرة أوصلت هبة فعلاً لا قولاً الى العالميّة".
واللافت جاء على لسان المسؤولة الإعلاميّة لمهرجانات الأرز السيّدة منى سكّر، التي إعتبرت أن "المهرجان إقتصر على يومين فقط، لاسباب عدّة منها إنشغال النائب جعجع بالملف الانتخابي، ولكن في الوقت نفسه، تمكّنا من إحراز خطوة غير مسبوقة من خلال "الاوبريت" الذي وضعنا أمام 12 ليلة بليلة واحدة في أرز لبنان، وعرض ضخم سيحمل توقيع المبدع أسامة الرحباني، مع الفنانة هبة طوجي التي استطاعت أن تصل الى العالميّة، حيث سيقدّمان محصول عشرة سنوات. هذا هو المستوى العالي الذي ذهبنا باتجاهه، مع فنّانين أرادوا أن يقدّموا هذ التعب كلّه، والمهرجان، مجّاناً للارزة اللّبنانيّة".
وقال وزير السّياحة أواديس كيدانيان:"إن هذا المهرجان مميّز جدّاً، على إعتبار أنه لبناني بإمتياز، لناحيّة القيّمين عليه، والمشاركين فيه، وسيحتّل مكانة مهمّة جدّاً في المهرجانات التي ستقام هذا الصيف في لبنان، نظراً للعرض غير المسبوق الذي سيقدّم للمرة الاولى، من على قمّة الارز، والبصمة الرحبانيّة اللافتة التي ستحمل توقيع المؤلّف الموسيقي المبدع أسامة الرحباني، والفنانة اللّبنانيّة العالميّة هبة طوجي. وأنا اقدّر كثيراً هذه الخطوة، التي تعطي صورة مختلفة عن لبنان، قادرة على التأثير إيجاباً في القطاع السيّاحي".
وأكّد كيدانيان أنه "متفائل جدّاً بصيف واعد، من شأنه إعادة لبنان الى الخارطة السياحيّة العالميّة، والوزارة تعمل بشكل متواصل من أجل إبراز وجه لبنان الحقيقي"، مشيراً الى أن "هناك صعوبات قد تواجهنا في مطار بيروت الدولّي، نظراً للاجراءات التي ستتخذ، بحق المسافرين أو القادمين الى لبنان، بيد أن هذا الامر لن يؤثّر علينا أو على القطاع السياحي، ولو كانت هذه المشكلة مؤثرة جدّاً، لما رأينا النتائج المبهرة عند إطلاقنا مشروعاً مهماً هو منتدى لشركات السياحة والسفر ولمنظمي الحفلات والمعارض وشركات خاصة، حيث أنه وخلال 10 ايام تم تسجيل 851 شركة عالمية من 65 دولة في العالم ليس فقط في السياحة انما لعقد اتفاقات ثنائية مع القطاع السياحي الخاص واقامة نشاطات وحفلات ومؤتمرات في لبنان، وهذا دليل عافية تامّة".
بدوره إعتبر الشّاعر نزار فرنسيس أن "المهرجانات دليل عافية، وصحّة للبلد، خصوصاً عندما تكون ذات قيمة تاريخيّة، حضاريّة، راسخة في ذاكرتنا، كمهرجانات الارز التي أعيد إحياؤها، قبل 3 سنوات"، مشيراً الى "وجود إصرار من قبل اللّجنة وبالاخصّ رئيستها النائب ستريدا جعجع، في أن تكون كلّ سنة أفضل من سابقاتها، فحملت "التقدّم" و"التطوّر" عنواناً أساسيّاً، لمهرجاناتها، فهكذا فعلت وهذا ما ستحقّقه هذا الصيف، من خلال "أوبريت" غنائيّة غير مسبوقة، على صعيد لبنان ككلّ، وحتى بالنسبة إلي شخصيّاً، فأنا سبق أن قدّمت أعمالاً بمشاركة عدد من الفنانّين، لكن للمرة الاولى سأقدّم هكذا عمل ضخم، لناحية التنفيذ الموسيقي والباقة التي تضمّ 12 من كبار الفنانات والفنانين اللبنانييّن، من دون ان ننسى المكان الذي يقام فيه المهرجان هذه العونة اللّبنانيّة للأرزة، والرمز التاريخي الذي يعنينا كثيراً، والذي يشكل المرجع ونقطة الالتقاء لكل لبناني مقيم أو مهاجر".
وأضاف فرنسيس:"أتمنّى أن يكون العمل الذي سنقدّمه لائق للأرزة وللحضور والناس، وأتوجّه بالشكر الجزيل الى الفنّانين الذين تعاونوا معنا من كل قلبهم، فكان لكل واحد منهم بصمته بكل صدق ومحبّة".
وقال المؤلّف الموسيقي أسامة الرحباني:"الدعوة وجّهت اليّ من قبل لافتتاح مهرجانات الارز الدوليّة، سواء في المرّة الاولى أو الثانية، لكن الخطوة لم تتم، وهذه السنة، نضجت الفكرة بشكل كامل، وصودف مرور عشر سنوات على اللقاء وبداية التعاون بيني وبين هبة طوجي"، مشدّداً على أنه في "كل خطوة أو مهرجان أو حفل موسيقي خصوصاً الحفلات الضخمة، علينا أن نجري دراسة شاملة ودقيقة سواء حول مكان الحفل، وتاريخه، وسكّانه، وحتى مناخه الطبيعي، لنقدّم انطلاقاً من هذه التفاصيل عملاً جديداً مختلفاً عن كل المهرجانات، لا يشبه أحداً، نتخطّى فيه ذاتنا وأعمالنا، كيف إذا كان هذا المهرجان سيُقام على أعلى مسرح في العالم العربي، وفي منطقة لها رمزيّتها وتاريخها، ما يحتّم علينا تقديم عمل يليق بالارزة وشموخها".
وكشف الرحباني أن "العرض، سيشكّل في كلّ مرحلة منه، دهشة عند الناس، بغناء، ولوحات راقصة، وفنية.. من شأنها أن تقطف منّا الاحاسيس، "رح نبكي ع حالنا، ونضحك، وننغرم.."، وسنقدّم الماضي والحاضر والحداثة، في عمل على مستوى احتفالية اللّقاء الذي تكلّل بعشرة سنوات من الجهد، والتطوّر، والمثابرة، وصولاً الى العالميّة". سائلاً: "هل من مكان أجمل نحتفل فيه غير الارز؟".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News