رعى وزير العمل محمد عبد اللطيف كبارة المؤتمر الذي انعقد تحت عنوان "معا لحماية أطفالنا"، بدعوة من المركز العربي للانماء الثقافي، وبالتعاون بين منظمة السلام للإغاثة وحقوق الإنسان الدولية ونقابة اصحاب المدارس الأكاديمية الخاصة في لبنان، في قاعة المؤتمرات في المؤسسة الأوروبية اللبنانية النخلة - الكورة، ضمن سلسلة النشاطات الهادفة الى التوعية على حقوق الانسان ومنها حقوق الطفل، وايضا لمناسة إطلاق مكتب لبنان لمنظمة السلام للإغاثة وحقوق الإنسان الدولية، في حضور رئيس بلدية النخلة وفعاليات تربوية، اجتماعية، ثقافية وحشد من المهتمين.
بداية النشيد الوطني، ثم كلمة ترحيب من عريف الاحتفال ابراهيم مراد، كما حيت رئيسة المركز وسفيرة السلام للاغاثة وحقوق الانسان الدكتورة ندى مؤذن الايوبي الوزير كبارة، مشيدة بفضائله، داعية المرأة الى "الاهتمام برعاية ومتابعة اولادها لان التربية هي الاساس لتنشئة جيل صالح".
والقى رئيس لجنة الشباب والرياضة واللجنة الطبية في بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق كلمة رئيس اتحاد بلديات الفيحاء المهندس أحمد قمر الدين، اكد فيها "اهمية هذا اللقاء لما يتضمن من مناقشة لموضوع شديد الاهمية في حياتنا واساس نهضة امتنا"، متناولا اثر الحرب اللبنانية على شعبه وبخاصة في طرابلس التي تشهد الجهل والمرض والتخلف ما يؤثر على ابنائنا نزاعات وخوف وفساد ويبعدهم عن مقاعد الدراسة".
وتابع: "كذلك هو الوضع بالنسبة للشعب السوري الذي اضطر للجوء الى لبنان حيث يعيش قسم كبير منهم تحت خط الفقر"، واستعرض يمق مراحل تنشئة الطفل الثلاثة التي تبدأ من المنزل فالمدرسة ومن ثم المجتمع والاعلام، مؤكدا "ان لكل مرحلة ميزاتها بتنشئة الطفل حيث يكتسب بكل مرحلة القيم"، داعيا الجمعيات والهيئات الحكومية الى "تامين الرعاية الالزامية لهم".
واكدت رئيسة المنطقة التربوية نهلة حاماتي بكلمتها "ان الطفولة تمثل اهم مرحلة عمرية عند الانسان، لذلك اصدرت الامم المتحدة وثيقتين هامتين حول حقوق الطفل واهمها حقه في التعلم مجانا والزاميا وهذا ما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني غير ان الواقع غير ذلك فالمقعد الدراسي غير مؤمن للجميع بسبب الظروف الصعبة التي نمر بها والتي فاقمها النزوح السوري"، واوضحت حاماتي انه "يجب تبني مسالة معالجة هذه الازمة من المجتمع برمته من وزارة العمل الى التربية الى الشؤون الاجتماعية الى سائر المرجعيات الرسمية وهذا ما يبادر الى تنشئة جيل صحيح ومتعلم يساعد على بناء الوطن"، واشارت الى "مبادرة وزارة التربية الى اعفاء الطلبة في مرحلة التعليم الاساسي من رسوم التسجيل ووفرت لهم الكتب المدرسية لترفع من نسبة الاطفال الملتحقين بالمدرسة الرسمية".
والقى الدكتور محمد خليفه كلمة رئيس منظمة السلام للاغاثة وحقوق الانسان الدولية في السويد الدكتور محمود الدبعي حيث اكد "دور الرحمة في المطالبة بحقوق الطفولة لاعادة القيم لهم"، مشددا على "ان شباب اليوم يمتلكون الابتكار وقيما كبيرة وكثيرة تتلاءم مع جيلهم الذي تربى على الانترنت الا ان الفجوة الحقيقية تكمن ين الجيل التقليدي الذي يتمتع بقيم كانت تتلاءم سابقا مع عصره الا انها اليوم غير فعالة وهذا ما يلاحظ".
وقال: "الا ان قيم الجيلين يجب ان تكون متكاملة ومتماسكة ما يشد افراد المجتمع بعضهم لبعض، لان لكل فرد منهم رجل او امراة او طفل دور في المجتمع"، واكد اعتزازه بالمرأة العربية، مشيرا الى الدكتورة مؤذن والدور الذي تلعبه على صعيد السلام.
كبارة
وتوجه الوزير كبارة بالتهنئة لرئيسة المركز العربي للانماء الثقافي ورئيسة رابطة امهات طرابلس الدكتورة ندى الايوبي لمناسبة تعيينها سفيرة للسلام وتكليفها تشكيل هيئة مكتب لبنان لمنظمة السلام للاغاثة وحقوق الانسان.
وقال: "يسعدني ان نلتقي اليوم بحضور هذه النخبة المتميزة لنتشارك معا مسؤولية محقة وهي حماية اطفالنا ومواجهة كل التحديات لتذليل العقبات والصعوبات التي تعترض طريقنا لايجاد الحلول العملية بهدف مساعدتهم. حماية الاطفال وتعزيز حقوقهم مطلب أساسي ومحق، لان ذلك مقياسا واضحا عن حال الرقيِ الإنساني والمجتمعيِ والتحضر الذي وصله المجتمع، ويعد مقياسا هاما لمقدار التقدم الذي أنجزته الهيئات والمنظمات الدولية والمحلية في مجال حماية حقوق الطفل والإنسان".
واكد "إن حماية حقوق الطفل لا تعني حماية وتوفير حقه في الأكل والشرب واللباس فقط، إنما هو مفهوم شامل لحماية حقه من كل الجوانب، أي حمايته من الاستغلال الاقتصادي والاجتماعي. ايها الحضور الكريم يواجه الالاف من الاطفال اليوم مجموعة من التحديات المتعلقة بحمايتهم وكثيرا ما يحرمون من أبسط حقوقهم اذ يعانون من التشرد والنزوح، والفقر، والإهمال، وتفشي الأمراض، وسوء المعاملة، واشدها قساوة الاستغلال الاقتصادي حيث تزداد عمالة الاطفال وتتنوع الانتهاكات بأبشع صورها كالاتجار بهم وزجهم بالصراعات المسلحة واستخدامهم في الاعمال الاباحية والمخدرات، وعدم توفير فرص التعليم لهم، أو تأمين المساواة الإجتماعية والإقتصادية. ولا يخفى على أحد منكم، ان أسباب استغلال الأطفال تستمد جذورها أولا وآخرا من الفقر".
وعن موضوع حماية الأطفال في لبنان، قال: "ان ذلك يتجلى من خلال النصوص الدستورية والتشريعات المحلية والاتفاقيات الدولية والعربية المصادق عليها من قبل الدولة اللبنانية، وكذلك من خلال الخطط والبرامج والمشاريع المشتركة بين الحكومة اللبنانية من جهة، وسائر المنظمات الدولية والعربية المعنية بقضايا الأطفال من جهة ثانية".
وتابع: "ان الحكومة اللبنانية لم تهمل هذه القضية، فوزارة العمل تسعى جاهدة لحماية الاطفال من شتى انواع الاستغلال وبخاصة من الاستغلال الاقتصادي الذي يدفع بالطفل الى العمل في سن مبكرة وبظروف عمل خطرة، اذ أولت وما تزال تولي عمل الاطفال اهتماما كبيرا منذ عشرات السنين وحتى يومنا، عبر سن قوانين العمل وتعديل تشريعاتها انسجاما مع اتفاقيات العمل الدولية والعربية كما تم انشاء وحدة متخصصة في وزارة العمل للقضاء على عمالة الاطفال، اضافة الى تشكيل لجنة وطنية تعنى بهذا الخصوص التي كان لها دور فاعل ومهم في اعداد خطة عمل وطنية للقضاء على أسوأ أشكال عمالة الاطفال في لبنان. وبناء على هذه الخطة نفذت وزارة العمل بالتعاون مع منظمة العمل الدولية عدة انشطة لمكافحة عمالة الاطفال بمشاركة جميع الاطراف المعنية. وقد صدر المرسوم الرقم 8987 تاريخ 29/9/2012 المتعلق بحظر استخدام الاحداث قبل بلوغهم سن الثامنة عشرة في الاعمال التي تشكل خطرا على صحتهم او سلامتهم او سلوكهم الاخلاقي، إضافة الى العمل على بناء نظام رقابي في مختلف المناطق اللبنانية".
اضاف: "لا بد من التذكير ان القضاء على عمالة الاطفال لا يعني وزارة العمل وحدها، بل هي قضية تعني المجتمع بأطيافه كافة. أيها السادة ان الحكومة اللبنانية ستبقى ملتزمة بصون حقوق الاطفال واحترامها، وندعو الجميع الى الاسراع في تعزيز نظم حماية الطفل وتشجيع العادات الاجتماعية الايجابية في جميع سياقات التنمية وحالات الطوارىء لمنع ومواجهة العنف والاستغلال الموجه للاطفال، فالطفل صاحب حق يحتاج الى عناية ومساعدة خاصة من الدولة والمجتمع".
وتناول المحور الاول ظاهرة الانحراف السلوكي عند الاطفال مع الدكتورة وفاء شعراني، اما ظاهرة التسرب المدرسي وعمالة الاطفال: اسباب ونتائج وحلول فقد عرضته رئيسة وحدة مكافحة عمل الاطفال الدكتورة نزهة شليطا.
وعرض نقيب اصحاب المدارس الاكاديمية الدكتور احمد عطوي مسؤولية النظام التربوي في الحد من التسرب المدرسي والانحراف.
ثم، قدمت دروع تذكارية للمشاركين في المؤتمر، ومن ثم شاركوا بحفل كوكتيل اقيم للمناسبة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News