المحلية

placeholder

ريتا الجمّال

ليبانون ديبايت
الخميس 04 أيار 2017 - 08:34 ليبانون ديبايت
placeholder

ريتا الجمّال

ليبانون ديبايت

"مهرجانات جونية الدوليّة" تصنع الفارق.. وموعد مع الدّهشة و"العالميّة"

"مهرجانات جونية الدوليّة" تصنع الفارق.. وموعد مع الدّهشة و"العالميّة"

"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

لم تكن مدينة جونية يوماً مساحةً جغرافيّة. لقد شكّلت عبر تاريخها القديم والحديث واحةً روحيّةَ وفكريّةَ وثقافيّة وسياحيّة بامتياز، حاضنة في الوجدان وفي القلب وفي الروح، ما يحيط بها غرباً وشرقاً وشمالاً وجنوباً. ولو سألَتْ لجنةُ "جونية إنترناشيونال فيستيفال" أهلَ الجَنوب، أهلَ البِقاع، أهلَ الشَّمال، أهلَ الجبل، أهلَ لبنان، أنْ تُقيمَ مِهرجانَها ما بينَهُم، لكانَ الجوابُ دونَ تردُّدٍ يا هلا. يا مِيت مرحبا. نحنُ الضيوفُ وأنتم ربُّ المنزِل". بهذه الكلمات قدّمت الإعلاميّة رانيا زيادة أشقر مؤتمر إطلاق "مهرجانات جونية الدوليّة" لعام 2017، الذي عُقد أمس الاربعاء في "كازينو لبنان"، برعاية وزيري السّياحة والثقافة.

قبل ستّة سنوات، وبمبادرة من المجتمع الأهليّ، تم إطلاق مهرجانات جونية الدوليّة، لإحياء الحركة السياحيّة والدورة الاقتصاديّة في مدينة جونية وضواحيها. ومنذ ذلك الحين، كانت اللّجنة ورئيستها السّيدة زينة إفرام على الوعد باقية، ولجونية وفيّة، وتمكّنت من إيصال صورة الحضارة والتطوّر والتألّق والتميّز والإبداع إلى كلّ مكان في العالم، وإعادتها إلى مدينة جونية التي كانت الحركة خجولة فيها والمبادرات متواضعة.

بالأمس، أعطت زينة إفرام وعداً "سابعاً" بصيفٍ واعد، وتحدّثت عن العراقيل التي واجهت اللّجنة ولا سيّما مع بلديّة جونية الحاليّة، التي اختارت لنفسها مهرجاناً آخر حمل اسم "مهرجان صيف جونية"، بعكس ما "هو قائم في كلّ المهرجانات الكبيرة، حيث هناك فريق للمهرجانات وفريق من السّلطة المحليّة يتعاونان". موجّهة التحيّة إلى فريقٍ تعاون مع بعضه البعض وتعب وتضامن، فأثبت للجميع أنَّ المجتمع الأهلي وعنصر الشباب قادر على صنع الفرق، قائلةً: "نحن بفخر وتواضع صنعنا الفرق".

من ناحيته، عرض نائب رئيس اللّجنة ومديرها العام فادي فيّاض برنامج المهرجان، معلناً "أننا سنكون على موعد مع الرومنسيّة في حفل للفنان وائل الكفوري مساء الأحد الثاني من تمّوز. ومع نفحة ثقافيّة دوليّة كدليلٍ على الانفتاح، من خلال حدثٍ ثقافيّ إبداعي مع النّسخة الأصليّة للعمل المسرحيّ الضخم "نوتردام دو باري" في غنائيّة من نصّ لفيكتور هوغو، الأكثر شهرة عالميّاً، وذلك تحت إشراف المنتج والمؤلفّ الموسيقيّ أسامة الرحباني ومشاركة النجمة الرائعة هبة طوجي بدور إزميرالدا، في عروض أيّام 8 و9 و10 و11 تموز. وتختتم المهرجانات بسهرة للفريق الفني العائد إلى" ميوزيك هول": الأخوين شحادة، طوني حنا وبلال وغيرهم يوم الجمعة 14 تمّوز. أما الحفل الختامي والعرض المبهر للألعاب الناريّة فسيكون في 15 تمّوز".

وقال لموقع "ليبانون ديبايت"، إنَّ "وجود أكثر من مهرجان ليس بالأمر السيّء، بل على العكس، هو مفيد جدّاً للمنطقة، شرط التّنسيق بين المهرجانات، لتكمّل بعضها، فعلى سبيل المثال، يمكن للجنة مهرجانات جونية الدوليّة أنْ تنظّم المفرقعات وتتعاون مع فنانّين عالميّين، على أنْ تستضيف لجنة أخرى مشاهير من لبنان والدول العربيّة، وتنظّم حفلات في الأسواق وما إلى هنالك، الأمر الذي من شأنه أنْ يجعل من صيف جونية حافلاً بالبرامج وغنيّاً بالأفكار، فيستقطب المزيد من الناس والسيّاح، ما سينعكس بصورةٍ إيجابيّة علينا وعلى البلديّة والمنطقة وعلى جميع المشاركين. للأسف، هذا الأمر لم يحصل، ولكن ستبقى يدنا ممدودة من أجل جونية ولمصلحة المنطقة وأهاليها، التي تبقى فوق كلّ اعتبار، وأنا متأكّد أنَّ القلوب ستلتقي، وستقترب المسافة حول وجهات النظر لنصل سويّاً إلى تعاون هدفه الأوّل والأساس مصلحة جونية".

ونفى فيّاض، أنْ تكون خطوته هذه مع مهرجانات جونية الدوليّة قد أثّرت على عضويته في البلديّة، قائلاً: "لم أتعرّض لأيّة ضغوطات، كما لم نتوجّه بدورنا صوب أي طرف، وأنا أتمنّى على رئيس اتّحاد بلديّات كسروان أنْ يحلّ ضيف شرف على المهرجان، فنحن نرفض مبدأ الإقصاء ولا نعمل به، ويدنا ممدودة للجميع هكذا كانت، وستبقى لقادم السّنوات".

وقال رئيس المؤسّسة اللبنانيّة للانتشار المهندس نعمة افرام لـ "ليبانون ديبايت": "أنا متفائل كثيراً بنجاح مهرجانات جونية الدوليّة، بعكس شعوري حول وضع البلد، الذي يضعنا أمام مفترق طرق، لكنّنا دائماً ما نختار طريق الأمل، حتى في أصعب الأوقات"، مضيفاً: "كل سنة نسأل أنفسنا عن مصير مهرجانات جونية الدوليّة، وما إذا كانت الظروف تسمح بإقامتها، وفي كلّ مرّة نتحدّى الصعوبات، ونصمّم على متابعة المسار الذي بدأ منذ ستّة سنوات".

وشدّد افرام على أنَّ "التحديّات والعقبات التي تعترض عملنا، تجعلنا أكثر التزاماً، وتضاعف قوّتنا وطموحنا نحو تحقيق الأفضل وتقديم الصورة الأمثل التي تليق بالمدينة وأهلها"، معتبراً أنَّ "وجود مهرجانين هذه السّنة تحت عباءة "جونية"، قد يؤثّر نوعاً ما على الحدثين، ولهذا السبّب، كان على بلديّة جونية أنْ تتعاون مع هذا المهرجان الذي يُقام سنويّاً برعاية البلديّة وحضور رئيسها، خصوصاً أنَّ هكذا مهرجانات تنظّم من قبل جمعيّات أو لجان خاصّة، حتى أنا شخصيّاً لا أتعاطى فيها تاركاً الموضوع لزوجتي وبعض الأصدقاء والنّاشطين، وبالتالي، كما يحصل في كلّ المناطق حيث تتعاون لجنة معيّنة مع البلدية المعنيّة لإقامة مهرجان ما". واضعاً خطوة بلديّة جونية في خانة "قلّة الإدراك"، إذ كان عليها أنْ تستغلّ هذه الطّاقات لمصلحتها ولصالح المدينة، فتكون الراعية للمهرجان كما جرت العادة بحضور رئيسها، وبهذه الطريقة نكون قد تفادينا كل ما حصل، لكن للأسف إنَّ الحقد يعمي أحياناً، ويفرز الكثير من الأخطاء التي تُلحق في المرتبة الأولى أضراراً بصاحبها ومن ثم المجتمع والمدينة التي تضرّرت هي الأخرى".

أما على الصعيد السياسيّ، فاعتبر افرام أنّ "لبنان يعيش اليوم ظرفاً استثنائيّاً، بيد أنَّ المستقبل هو من صنع أيادينا، ما يحتّم علينا ولا سيّما خلال هذين الشّهرين، أنْ نعي المخاطر ونعمل جاهدين على استيعابها، وإلا فسنجلب مشاكل كثيرة ذات تداعيات خطيرة على البلد".

بدوره، أكّد المبدع أسامة الرّحباني أنّ "الطريقة التي يعمل بها منظمّي المهرجان، رائعة جدّاً، خصوصاً على صعيد شركة "ICE"، الأمر الذي شكّل حافزاً لدينا لعرض مسرحيّة بهذه الضخامة، على الموقع المختار كونه يتلاءم مع متطلّبات تأدية هذه المسرحيّة التاريخيّة العالميّة لناحية التجهيزات التقنيّة العالية المطلوب توافرها بمستوى عالمي، إضافة إلى الحماس الموجود عند رئيسة اللّجنة السيّدة زينة إفرام والسّيدين فادي وشادي فيّاض، والفريق كلّه بشكل العام، الذي يعبّر دائماً عن حبّه لهبة طوجي ولي شخصيّاً وللأعمال التي نقدّمها". مضيفاً: "في هذا المهرجان، سنكون قريبين جدّاً إلى الناس، ولشريحة كبيرة تشمل كافة الفئات والأعمار، وكلّي ثقة بهم وبحبّهم لهذه المسرحيّة التي تجوب العالم، والتي تمكّنت من تحقيق نجاحات كبيرة بعد هذه "العودة الرسميّة" والدور المميّز الذي أدّته هبة في إزميرالدا".

وختم الرّحباني، بالقول: "كنا نتمنّى لو أن المشاكل لم تحدث على صعيد مهرجانات جونية، فالفضاء يتّسع للجميع، ولكن هذا "الانقسام" لن يؤثّر على المسرحيّة التي بنجاحها صار الكلّ يهابها، ونحن فخورون جدّاً بهذه الخطوة والإنجاز العالمي الذي تمكّنت هبة من تحقيقه".

أمّا هبة طوجي "نجمة" المهرجانات لهذه السّنة، والسّباقة دوماً في التوقيع على إنجازات تتحقق للمرّة الأولى في لبنان وببصمة عالميّة، فقالت لموقع "ليبانون ديبايت": "أحرص في كل مهرجان أشارك فيه، على تقديم شيء مختلف وجديد، منعاً للتكرار، ففي مهرجانات جونية الدوليّة نشارك من خلال العودة الرسمية للمسرحية الفرنسية العالميّة التي ما نزال نجوب العالم فيها، ونحن سعيدون جدّاً بأنها ستعرض في لبنان وفي هذا المهرجان، أما على صعيد مهرجانات الأرز، فسنشارك في 5 اب لنحيي عشرة سنوات من التعامل المشترك بيني وبين أسامة الرحباني، في عمل ضخم جدّاً نظّم خصّيصاً للمهرجان، سيتخلّله أوركسترا كبيرة، ولوحات راقصة، واستعراض مميّز، كما سأقدّم بعض الأغاني الموجودة في الألبومات وتلك التي أدّيتها في المسرحيّات الغنائيّة، وبهذه الطريقة نكون قد قدّمنا عملين مختلفين في مهرجانين كبيرين ومهمّين، وهذا التنوّع سينطبق أيضاً على باقي المهرجانات التي سأشارك فيها كزحلة والحدث.."

وأضافت "كلّ عمل نشارك فيه، يعطينا حافزاً جديداً للبحث عن الأفضل، والسّير قدماً نحو تحقيق المزيد من النجاحات، الأمر الذي يجعل من الخيارات أكثر صعوبة في كلّ مرّة، ولكن التطوّر هو دليل إيجابي، وعلامة جيّدة في كل امتحان نخوضه، وهنا أريد أنْ أشكر كلّ من ساهم بهذا النجاح، من جمهور وإعلام وصحافة، على رأسهم أسامة الدّاعم الأكبر على أمل أن يستمرّ هذا المشوار".

إشارةً إلى أنَّ "الحفل الختامي والعرض المبهر للألعاب الناريّة سيكون يوم السبت الواقع في 15 تمّوز، وفي اللّحظة التي ستُنار فيها المنطقة في احتفاليّة الأضواء من قلب الخليج، سيُرافق الحدث بموسيقاه الفنّان اللاّمع ميشال فاضل مع مجموعة من العازفين من على مدارج المهرجان في غزير، في عزفٍ ممنهجٍ وتزاوج ما بين البرّ والبحر وما بين الألعاب الناريّة وما ستصدح به الآلات الموسيقية من تفاعلات مبدعة، ما سيخلق دون شك جوّاً من الدهشة في التقاط سحر اللحظة بالعيون والآذان".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة