التحري

placeholder

صحيفة المرصد
الخميس 04 أيار 2017 - 15:16 صحيفة المرصد
placeholder

صحيفة المرصد

خاص-هكذا يُتاجر بالأطفال في أنطلياس.."خمسين ألف وإلا النبريش"

خاص-هكذا يُتاجر بالأطفال في أنطلياس.."خمسين ألف وإلا النبريش"

خاص التحري- باخوس عبدو-

تزداد نسبة عمالة الأطفال مع انخفاض المداخيل والأزمات الاقتصادية المنتشرة في العديد من بلدان العالم. فالفقر، قلة فرص العمل وغياب التعليم أسباب أساسية للمتاجرة بالأطفال. عمالة الأطفال في لبنان من المواضيع العديدة التي يجب الإعلام دائماً تسليط الضوء عليها.

آلاف الأطفال اليوم يقعون ضحية "عمالة الأطفال"، المتاجرة غير الشرعية، الاستغلال والعمل في أوضاع خطرة، وهو يضم أعلى نسبة أطفال عاملين بين 10 و17 عاما في العالم.

فوفقاً لتعريف الطفل في مواثيق ومنظمات الأمم المتحد المعنية بالطفولة أو بحقوق الإنسان: كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره سواء كان ذكراً أو أنثى من دون النظر إلى موطنه الأصلي أو مكان إقامته أو دينه أو عرقه أو جنسيته التي يحملها أو أي اعتبارات أخرى تعرف به. وتبعاً للتعريف فإن الأطفال لايملكون الكفاءة أو السن القانونية أو الوعي الكافي وبالتالي هم غير قادرين على تأطير أنفسهم في منظمات أو مؤسسات ترعى حقوقهم كباقي الفئات. لذلك فهذه مهمة الراشدين في المجتمعات المختلفة.


علي من سوريا في الثانية عشرة من العمر. مهذب ذو أخلاقٍ عالية لا يقبل أن يقدم له أحد الطعام أو حتى أمورٍ أخرى فهو بإعتقاده "بائعاً للورود" ولا يطلب الحسنة. يقف كل ليلة في "شارع المطاعم" في منطقة إنطلياس، أمام المطاعم الكثيرة المقتظة في الناس يتقدم للزبائن الداخلين والخارجين منهم لبيعهم الورود التي يحملها مساء كل يوم في يده.

هذا هو المشهد اليومي الذي يتكرر كل مرةٍ أقصد فيها أحد المطاعم هناك، لكن مساء أمس في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف كان المشهد كلياً مختلف، تعرفت وأخيراً عن قرب على "علي"، بعد أن لفتنا أنا وصديقةً لي مشهداّ لم يفارق تفكيري، حين حاول ذاك الطفل الدخول إلى المكان لكن الموظف منعه بحجة "عدم إزعاج الزبائن"، فسارعنا لمناداته وطلبنا بكل إحترام من الموظف السماح له بالدخول خاصةً وأننا نعمل من أجل تسليط الضوء كصحافيين على هذه الحالات من خلال مشروعنا "نجمك حاميك" الذي يهدف إلى مساعدة جمعية حماية التي تحمي الأطفال من كافة أنواع العنف والإستغلال، فطلبنا منه الإقتراب والتعرف عليه أكثر ونعلم من وراء الأسباب التي تجعله يقف مساء كل ليلة في الشارع.
إقترب علي وكان لنا شرف الحوار معه.

بدايةً بدأ علي بقوله:" أنا أعمل ولست بمتسولاً، وأحاول كسب لقمة العيش لعائلتي"، طالباً شراء وردة منه وعدم تقديم له المال كحسنة، وعند سؤالنا له عن كونه مستعد لمساعدته في نقله إلى جمعية إنسانية تعنى بمساعدة الأطفال كجمعية "حماية" رفض رفضاً كاقطعاً فكرة دحوله الجمعيات فهو بإعتقاده أنها سجناً لا يمكنه أن يتنفس فيها.

أخبرنا "علي" من بعدها عن تفاصيل يومه، فهو الذي يخرج من منزله في تمام الساعة الثامنة مساءً متوجهاً إلى إنطلياس ويعود إليه في الواحدة بعد منتصف الليل في منطقة أدونيس، وكل هذا في النقل العام ولوحده دون أن يرافقه أحد.

علي "المجبر" على أن يجمع 50 ألف ليرة يومياً خلال الأٌسبوع ومئة ألف ليرة في نهاية الأسبوع (جمعة وسبت) وإلا سيتعرض للضرب المبرح "بالنبريش وبيتعلق" من قبل أمه.

تحدث وفي عيونه حزن لا ينتهي وألم ممزوج بعزة النفس "والرجولية" التي يدعي أنه يملكها خاصةً وأنه يرفض رفضاً قاطعاً أن تعمل أمه بدلاً منه، فكان رده علينا:"أن مجبور عيشها..وليش حدا بشغل إمو؟".
الصدمة لم تكن فحسب من ضرب علي إن لم يجمع المبلغ المطلوب، بل عندما أخبرنا أنه منذ خمسة سنوات نزل الى الشارع وبدأ في العمل كباقي أقاربه وأصدقائه.

طفولة مسروقة، رغبةُ في الحياة، وتمسك بعزة النفس، كل هذه الصفات موجودة في "علي" الذي يرغب كجميع الأطفال من عمره في أن يدخل المدرسة، ويحب أن يكون له كتاب ليدرس فيه، وورقة ليكتب عليها أحلامه ويرسم شجرة عائلته المكونة من خمسة بنات وشابين منهم لا يعمل وهو مسؤول عن مصروفهم، لذلك فهو يرفض أن يتوقف أن العمل، "دوام-ليل" مثله مثل كثيرون يعملون ويقفون على الطريق في منتصف الليل مهما كان الطقس في الخارج "فالهم الوحيد هو العمل".

للأسف يجول الأطفال أمثال علي شوارع لبنان طيلة اليوم. بعضهم ينتظر عند تقاطع الطرقات الكبرى ويطرقون على شبابيك السيارات باستمرار للتسول والحصول على بعض الليرات القليلة، وبعضهم يحملون بعض الأشياء بحجة "بيعها" وليس "التسول". ومن المحتمل أن تذهب الأموال التي تعطيها للمتسول إلى جيب رب عمله، بدلا من تغطية حاجاته، ما يعني دعم شبكة إجرام وذلك قد يؤدي إلى المزيد من الاستغلال.

وهنا أشدد وأطلب من كل شخص حين يعلم بأي حالة تعنينف أو استغلال نرجو منكم التواصل مع جمعية حماية على هذا الرقم 03 414964 فهي مستعدة اليوم أن تحمي أطفال من كافة الجنسيات الموجودين ضمن الأراضي اللبنانية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة