انجز اكثر من استطلاع للرأي في قضاء المتن الشمالي مع تزييت الأحزاب والقوى ماكيناتها لخوض غمار الانتخابات النيابية، على الرغم من ان موعد الانتخابات لم يحدد بعد، ولم يعرف شكل القانون الذي ستجرى على أساسه.
ولكن، وكعادته، يبدو المتن الشمالي مساحة حراك سياسي مستمر، نظراً لتنوع القوى والأحزاب والشخصيات فيه، وهو سيشكّل أول اختبار محتمل للتفاهم المسيحي.
وبعد انجاز الانتخابات التمهيدية والاستطلاعات في المتن، أظهرت الأرقام الرسمية توزّع القوى وقوّتها التجييرية، بالإضافة الى صعود او تراجع او تكريس التأييد لنواب حاليين، وبروز أسماء جديدة.
في الأشهر الثلاثة الأخيرة، اجرت اكثر من شركة استطلاع معتمدة من قبل الأحزاب والكتل، استطلاعات للرأي في آذار ونيسان الماضيين، من بينها «ستاتيستيكس ليبانون» لربيع الهبر، «غلوبل فيجن» لطانوس شهوان، و«بيروت للمعلومات» لعبدو سعد، على مستوى كل المتن.
آخر الاستطلاعات اجرته في نيسان 2017، شركة «ستاتيستيكس ليبانون». وقد حلّ فيه التيار الوطني الحر اولاً مع قدرة تجييرية متمثلة ب 29620 صوتاً، وجاء حزب الكتائب ثانياً مع 13680 صوتاً، والطاشناق ثالثاً مع 11045 صوتاً، والقوات اللبنانية رابعة مع 9413 صوتاً.
هذا على مستوى الأحزاب. اما على مستوى الأشخاص، وعلى أساس الone man one vote، فحل النائب إبراهيم كنعان في المرتبة الأولى، حاصلاً على 24،50% من الأصوات، فيما جاء سامي الجميل ثانياً مع 16،50% ، واغوب بقرادونيان ثالثاً مع 11%، ولا احد رابعاً مع 10،88%، والياس بو صعب خامساً مع 9%، وميشال المر سادساً مع 8،25%.
بينما اظهر استطلاع الرأي على المقاعد المارونية الأربعة تقدم كنعان مع 62،13% ، والجميل ثانياً وحصل على 49%، ونبيل نقولا 32،88%، وسليم سلهب 28،75%، وسركيس سركيس 24،25% وادي ابي اللمع 22،500%.
اما استطلاع الرأي الذي أجرته الشركة نفسها في آذار، فأظهر كذلك تفوق التيار الوطني الحر على سائر الأحزاب والقوى مع 29620 صوتاً، والكتائب ثانياً مع 12927 صوتاً، والطاشناق ثالثاً مع 12802 والقوات في المرتبة الرابعة مع 9539 صوتاً.
وبعد إعطاء المستطلعين 26 خياراً مسبقاً على المقاعد المارونية، حل كنعان في المركز الأول مع 61،63%، تلاه سامي الجميل مع 42% ونبيل نقولا مع 31،75%. واستمر الامر على حاله مع إعطاء المستطلعين 8 خيارات مسبقة، فحصل كنعان على 64،88% والجميل عى 45،25%.
وعند الكاثوليك، حل ملحم الرياشي في المرتبة الأولى مع 38% على أساس 13 خياراً مسبقاً، وادي معلوف ثانياً مع 17،75%.
ارثوذكسياً، حلّ الياس بو صعب في المرتبة الأولى، مع 57،50%، وغسان مخيبر ثانياً مع 47% وميشال المر ثالثاً مع 34%.
في هذا الوقت، نتائج استطلاع مركز بيروت للأبحاث والمعلومات، لم تختلف عن استطلاع الهبر، فأظهرت حلول كنعان في المرتبة الأولى مع 61،3% والجميل ثانياً مع 49،2%.
اما حول توزيع التأييد على المرشحين الموارنة على أساس الصوت الواحد لمرشح واحد، فأظهرت نتائج «بيروت للأبحاث» استمرار كنعان في المرتبة الأولى مع 30،5% امام سامي الجميل مع 25،9%.
وفي السياق عينه، اجرت «غلوبل فيجن» التي تعتمدها القوات اللبنانية عادة، استطلاع رأي ميداني في شأن اتجاهات الرأي العام السياسية في قضاء المتن الشمالي، نفّذ في كانون الثاني 2017، واظهرت النتائج هنا ايضاً حلول كنعان في المرتبة الأولى، عند السؤال عن الشخصية السياسية التي يؤيدها المتنيون (من دون عرض أسماء) مع 24،6%، وسامي الجميل ثانياً مع 20،8%، والياس بو صعب ثالثاً مع 13،3%.
كما حاز كنعان 36،3% متقدماً على الجميل الذي حاز 15،1%، عند السؤال عن الشخصيات المارونية التي يرشحونها بحسب الأولوية بالاضافة الى إدي أبي اللمع بنسبة 22.5%، وقد اختار 21.5% فادي عبود.
وعند الكاثوليك، حاز ملحم الرياشي 34،5% بفارق كبير امام ادي معلوف الذي حصل على 14،44%، من دون عرض مسبق للاسماء، لترتفع نسبة تأييد الرياشي الى 44% بعد عرض الأسماء، متقدماً على ادي معلوف الذي حاز على 14،8% فقط.
وتجدر الملاحظة على هذا الصعيد، ان استطلاع الرأي يشمل اكثر من 20 مرشحاً عند الموارنة، يشكّلون العصب الحزبي لمختلف المكونات المتنية، فيما تقتصر العملية عند الأرثوذكس على ثلاثة مرشحين مستقلين، وعند الكاثوليك على 4 او 5 مرشحين على الأكثر.
الانتخابات الحزبية للتيار
قبلها اجرى التيار الوطني الحر انتخاباته التمهيدية للانتخابات النيابية، في 31 تموز 2016. والذي ميّز الانتخابات التمهيدية عدم اجرائها على أساس مذهبي، بل بالتنافس بين المرشحين بمعزل عن تمثيلهم المذهبي.
فحل كنعان في المرتبة الأولى ، حاصلاً على 484 صوتاً، ومتقدماً بأكثر من ضعفي عدد الأصوات عن اقرب منافسيه، وبثلاثة اضعاف عن الآخرين، اذ نال طانوس حبيقة 213 صوتاً، وحصل الياس بو صعب على 169 صوتاً، وإبراهيم الملاح 160 صوتاً، وادي معلوف 119 صوتا، ولم يحصل النائب نبيل نقولا على اكثر من 109 أصوات.
وفي 14 كانون الأول 2016، أي منذ ستة اشهر، اجرى التيار استطلاعاً شكّل المرحلة الثانية من الانتخابات الداخلية، بحسب التوزيع المذهبي، حيث نال عن المقعد الماروني ابراهيم كنعان 64,10% في ظل تنافس بين أربعة مرشحين موارنة، افرزتهم الانتخابات التمهيدية، بحيث نال نبيل نقولا 38,40%، وطانيوس حبيقة 22,66، وابراهيم الملاح 16,32.
اما عن مقعد الروم الأرثوذكس، فقد نال الياس بو صعب 87,99%، دون ان يكون هناك أي مرشح ارثوذكسي آخر، يتنافس معه.
اما عن مقعد روم الكاثوليك، وسط تنافس بين مرشحين، فكان الفائز ادي معلوف مع 34,98%، والخاسر شارل جزرا مع 18,79%.
وفي الفترة الاخيرة، برز اتجاه في صفوف القواعد الحزبية للتيار في المتن الشمالي، عن رغبة في ترشيح منسق هيئة المتن الشمالي في التيار، ابن بلدة جل الديب، هشام كنج، وهو من المناضلين الأوائل. ولم يعرف ما اذا كانت القيادة الحزبية تتحضر لتقديمه كأحد المرشحين التي تطالب بهم القاعدة الحزبية، الى جانب المرشح المحتمل عن احد المقاعد المارونية طانوس حبيقة الذي حلّ ثانياً في الجولة الأولى من الانتخابات الحزبية .
الرياشي مرشح محتمل
على المستوى الكاثوليكي، فالحديث الذي جرى في الأيام الماضية عن استبعاد ترشيح الوزير ملحم الرياشي للانتخابات في المتن الشمالي في غير محلّه، لأنه وإن كان الوزير جبران باسيل قدم ادي معلوف، ابن شقيق النائب اللواء ادكار معلوف، مرشحاً حزبياً كاثوليكياً للانتخابات، خلال غداء «كازينو لبنان»، الاّ أن هذا الاعلان يأتي في سياق تأهيل كل حزب لمرشحيه، وهي مسألة طبيعية، في سياق تهيئة القواعد للاستحقاق المرتقب.
ويأتي ذلك، في الوقت الذي لم تعلن القوات اللبنانية عن رغبتها في ترشيح أحد حزبييها او مناصريها للمقعد الكاثوليكي في المتن بعد. وبالتالي، فإذا برز لديها هذا التوجّه، سيكون الرياشي مرشح القوات المتقدم بفارق كبير على كل منافسيه الكاثوليك في المتن، بحسب استطلاعات الرأي، ومن الطبيعي أن يخضع ترشيحه اذّاك لعملية التفاوض المفترض ان تحصل بين التيار والقوات، بعد معرفة موعد الانتخابات وشكل القانون الذي ستجري على أساسه.
كما يبرز على الصعيد الكاثوليكي مرشحون محتملون من العونيين، اظهرتهم بعض الاستطلاعات في مواقع متقدمة في السباق الانتخابي، ومنهم المرشح جورج عبود، ابن بلدة الضبية. او من المقربين من القوات اللبنانية، ومن بينهم ميشال مكتف.
كل ذلك، يبقى في انتظار سيناريو التحالفات في المتن الشمالي، التي تبدو فيها الأمور اقرب الى لائحة تضم التيار والطاشناق والقوات، مع بروز ميل لدى بعض أوساط التيار لضم ميشال المر الى هذا التحالف، على حساب احد المرشحين الحزبيين. ويبدو ان هذا الخيار يعمل له نواب ووزراء، مقابل خيار القواعد الحزبية الذي يدفع باتجاه إعطاء فرصة للشباب للتغيير.
كما يبرز كذلك، اتجاه جدّي للحفاظ على التحالف مع الحزب السوري القومي الاجتماعي. ويبقى التحدي في امكان جمع التيار بين حلفائه، لا سيما بين لقومي والقوات، والذي على ما يبدو يحتاج الى اكثر من تحالف انتخابي متني، بحسب أوساط الفريقين المعنيين.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News