المحلية

placeholder

زياد الشويري

ليبانون ديبايت
الجمعة 05 أيار 2017 - 09:11 ليبانون ديبايت
placeholder

زياد الشويري

ليبانون ديبايت

طبخات دولة فاشلة

طبخات دولة فاشلة

ليبانون ديبايت - زَياد أنطوان الشّويري، كاتِب وسياسي

لبنان يعاني مِن فراغات متعدّدة ليسَ أخطرُها الفراغ الذي أوفد شيطانه يتفّقّد البلاد قُبيل محنة إنتهاء المِهَل.

فراغ في حضور الدولة، في الإنماء والمستشفى حيث تحوّلت جمعيات المجتمع المَدَني إلى ما يشبه حكومات ظِلّ تَعمَل على تَخفيف معاناة النزوح، والسكن، والمدرسة، دونَ أن تَقوى على الكهرباء العصية على الإصلاح، ولا على المياه الملوّثَة ولا على النفايات ولا على حال الطرقات في بلدنا.

حتّى العَدالَة في حالَة فَراغ وإفراغ فيما خلا قلّة قليلة من القضاة الذينَ ما زالوا صامِدين في وجه الفساد والمُفسِدين.

لقد هلّلنا بقرب إقرار الموازَنَة، ونتطلّع بِكَثير من الحَماس للإنتهاء من الفذلَكَة، وكأنَ الفذلَكَة تحوّلَت هَدَفاً قومياً نبيلاً ، ونسَينا اثني عشرَةَ سنةً مِن دونَ موازَنَة، وتناسَينا مُعتَمِدينَ سياسَة دَفن الرؤوس في الرّمال أن الدَّين العام تعدّى الـ 140 فـي الـمئة الناتـج القومـي.

لا أقصد بالطبع نشر الرعب، ولكن لا بدّ من أن أضيف على الفراغات كلها، الفراغ من الدستور ( بِمَعنى الإنتهاء منه بعد أن أُشبِعَ اجتهادات " لمرّة واحدة وإستثنائيَّة").

دستورنا استَحالَ دَساتير لأن مفسِّروه ابتَدَعوا في كل تفسيرٍ دستور،والأنكى أن هؤلاء استطاعوا حتّى أن يفسّروا ويأوّلوا ما هو غير قابل للتأويل في الدستور ألا وهوَ " المِهلَة الدستوريّة" فَتخطّوا المِهَل وجدّدوا ومدّدوا وأجّلوا ومارسوا كل أفعال التمغيط والتّمييع بحسب ما تملي عليهم مصالِحهم.

استَحَلنا بِحُكْم الضّرورَة الطائفية والمَذهبيَّة إلى طبّاخينَ مهرَة والحمدالله، واستَطعنا دوزَنَة المَقادير بحيثُ أخَرجنا من طناجِرِنا طَبخات دولَة فاشِلَة وِنظامٍ فاشِل ( لا بأس أن يُستَنتَج من التوصيفِ هذا تَلميحاً بإعادَة فَكفَكَة مكوّنات الطائِف وإعادَة جَمعِها).

قانون الإنتِخاب تحوَّلَ إلى مَعرَكَة كَونيَّة تُستَعمَل فيها كافّة أنواع راجِمات الطوائِف ما يدلّ بما لا لبسَ فيه، وبغض النظّر مَن هوَ المُغالي ومَن هوَ المعتَدِل، أن "البلد مِش ماشي"( تيمُّناً بِعَكس ما كانَ يَحلو للرئيس الشهيد رفيق الحَريري أن يسوّق وعَن حَقّ ربّما في التسعينات).

قد نُنغصّ على المتقاتلِين القول اليوم ان هناك أزمَة كَيان وأزمَة نِظام وأزمة دستور وأنَّ تِقنيات الرَّتي والتصبيج لا تصنَع أوطاناً!

ولَكِن هذا هو الواقِع الذي يعبّر عَنه السؤال الشعبي أفضل تَعبير: كيف ولادَك؟ فيأتي الجَواب متهكّماً: "هنّي قِدّامَك".

إنهيارات بالجملَة وآمال متفرّقَة مُجهَضَة، فإلى مَتى نستطيع الصّمود في هذا الجَحيم السياسي والأمني والإقتصادي والإجتماعي المَطهو على نار اللجوء والنزوحِ مَعاً؟!

قليل من الجرّاة ولنواجِه أنفسَنا " لمرّة واحِدَة وإستثنائيَّة"!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة