رأى عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" النائب هاني قبيسي، أن "لبنان يستحق التضحية لانه وطن صغير بامكاناته وقدراته، وتعرض في السابق لاعتداءات اسرائيلية ولفوضى داخلية جعلت منه مربكا غير قادر على الخروج من أزماته، إلا أن الرسالة التي حملناها في هذا الوطن وهي الدفاع عن الحدود، وهو ما تعلمناه من الامام القائد السيد موسى الصدر انه "اذا التقيتم العدو الاسرائيلي قاتلوه بأسنانكم وأظافركم وسلاحكم مهما كان وضيعا"، فكان منا الجرحى والشهداء من أمثال محمد سعد وخليل جرادي والشيخ راغب حرب وبلال فحص وهم القادة والقدوة الذين حرروا الارض ودحروا العدو من ارضنا، وبفضل دمائهم بات للوطن عيد، هو عيد المقاومة والتحرير في 25 أيار من العام 2000".
وقال خلال احتفال تأبيني في اللوبية: "نحن في لبنان نعيش فخرا وننعم بالعزة والمقاومة بأن اسرائيل لا تتمكن من الاعتداء على لبنان، بل لعلها تحسب ألف حساب لكل اعتداء تقوم به على الساحة اللبنانية ، اما على المستوى الداخلي فالواقع مرير فبعض الساسة في لبنان أسير لافكاره الطائفية والمذهبية ويريد العودة بلبنان الى الوراء الى زمن الطائفية والاقتتال في الشوارع وتعريض لبنان للخطر ، مع الاسف في ان يكون الانسان طائفيا يعرض الوطن للانهيار في سبيل قضايا يراها مهمة، وهي بنظر الشعب اللبناني لا قيمة لها، لأن اللغة الطائفية لا يتحدث بها أي مواطن لبناني يعيش الحس الوطني المقاوم الذي وقف بوجه اسرائيل ، وهو الذي يبتعد عن أي لغة طائفية او مذهبية ".
وقال: "البعض أسير أفكاره ويعرض لبنان للخطر، ويعرض كيان الدولة للخطر. نعم لانه يطالب بحق يعتبره شخصيا لطائفته ولمذهبه، ولا يطالب بحق لبنان في ان يكون وطنا لكل اللبنانيين ، وبالتالي اذا ذهبت كل طائفة للمطالبة بحقها نصبح قبائل وعشائر ويتفكك الوطن ويذهب في مهب الريح ولا يبقى لاحد شيء، نقول انه لا يمكن لاي طائفة على الساحة اللبنانية ان تحمي نفسها بعرض عضلاتها أو بسواعدها ، الدولة اللبنانية هي التي تحمي الجميع ، تحمي كل الطوائف ولا يمكن لاحد ان يكون اكبر من هذه الدولة ويعتبر نفسه انه اكبر منها ، ويعتبر طائفته انها اكبر من بقية الطوائف، بل يعتبر طائفته افضل من بقية الطوائف ويتحدث بلغة طائفية او مذهبية تعيد الانقسام الى الساحة اللبنانية ، قلنا الحرب اللبنانية انطوت وذهبت الى غير رجعة ، والفوضى ذهبت الى غير رجعة ، والطائفية والمذهبية يخجل البعض من التحدث بها، ومع الاسف البعض يجاهر بلغته الطائفية والمذهبية غير مكترث بكل الامور".
اضاف: "يقولون ان هذا المجلس مدد لنفسه اكثر من مرة. نقول ان هذا الامر حصل ، ولكن كنا غير مسرورين بالذي حصل من تمديدات سابقة فرضها الواقع الامني والسياسي. ولسنا نحن من طالب بالتمديد ، ونقول لا نريد ان نبقى في هذا المجلس الممدد لنفسه ، أما ان يكون البديل لغة طائفية ومذهبية وان يكون البديل عدم الالتزام باستحقاقات دستورية ، اما ان يكون البديل رفض الوصول الى قانون انتخابي عصري يراعي صحة التمثيل فهذا أمر لا يبشر بالخير ولا يبشر في انجاز قانون عادل للانتخابات. وأساس العدالة في الانتخابات هي النسبية التي نحن موافقون على اعتمادها ، البعض يتهرب ويتلطى خلف شعارات لا مكان لها. والشعارات التي تطرح شعارات طائفية مذهبية. وهنا أقول على الجميع ان يتحمل المسؤولية في إفراغ مؤسسات الدولة وتعطيل دورها".
ولفت إلى ان "ما يجري على مستوى السياسة اللبنانية أمر لا يبشر بالخير في الوقت الذي تشتعل فيه الحرائق من حولنا في سوريا واليمن ، آن الاوان لطرح قانون جدي للانتخابات يعتمد العدالة والمساواة على الساحة الوطنية ويوصل الحق الى كل الطوائف في لبنان ، لا ان تكون طائفة أفضل من الاخرى ، ونحن في جبل عامل نتمسك بالدولة ، نحن طالبنا بالدولة ان تأتي الينا بعد اتفاق الطائف ، ونحن من حمل الجيش اللبناني على أكتافه من بيروت الى الجنوب لكي ينتشر في المنطقة وتكون الدولة موجودة ويكون الجيش الوطني موجودا، لاننا حريصون على كل شبر من الاراضي اللبنانية ، ونحن نحرص اكثر من غيرنا على قيام الدولة وبقائها، وبقاء مؤسساتها".
وختم قبيسي: "كل الانجازات التي حصلت منذ اتفاق الطائف الى اليوم نراها بما يحصل أنها مهددة لأن الفراغ يستدعي الفوضى ويعطل العمل بالقوانين ، وفراغ المؤسسات لا يمكن ان يستمر ولا يمكن لاحد ان ينتج قانونا للانتخابات النيابية بعد الوصول الى الفراغ ، الى اين يأخذون البلد الى الفراغ ، الى مؤتمر تأسيسي جديد؟ وهذه مخاطرة كبيرة تهدد كل انجازات الشعب اللبناني على مستوى المقاومة والتحرير واتفاق الطائف ، هذه المخاطرة هي مخاطرة مشبوهة لا تفكر الا بطريقة كيدية تريد ان تكرس نفسها وزعامتها على الساحة اللبنانية، ونحن سنتصدى لكل المحاولات الصبيانية المشبوهة لتخريب الوطن ونقله من واقع الاستقرار الى واقع الفوضى ، وكفى لعبا بهذا الاستقرار ولننجز قانونا حقيقيا للانتخابات النيابية يوصل الحقوق الى اصحابها على مستوى كل الوطن اللبناني".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News