اقليمي ودولي

الجزيرة
الأحد 26 تشرين الأول 2025 - 10:57 الجزيرة
الجزيرة

لغز الملياردير الصيني... كيف سرق 14 مليار دولار من العالم الرقمي؟

لغز الملياردير الصيني... كيف سرق 14 مليار دولار من العالم الرقمي؟

كشفت وسائل إعلام غربية أن رجل الأعمال الصيني الكمبودي تشن تشي (37 عامًا) يقف وراء واحدة من أوسع شبكات الاحتيال السيبراني في العالم، وصفتها هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) بأنها "إمبراطورية إجرامية بُنيت على معاناة بشرية".


ووفق تقرير الهيئة، فإن وزارة العدل الأميركية وجّهت إلى تشي اتهامات بإدارة مجمعات احتيالية في كمبوديا، سرقت مليارات الدولارات من العملات الرقمية من ضحايا حول العالم، فيما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية مصادرة نحو 14 مليار دولار أميركي من عملة البيتكوين المرتبطة به، في أكبر عملية من نوعها بتاريخ الجرائم المالية الرقمية.


ويقدَّم تشي عبر موقع شركته "مجموعة برنس" (Prince Group) على أنه رجل أعمال ناجح ومحسن معروف، إلا أن التحقيقات الأميركية والبريطانية تعتبره "العقل المدبّر لتنظيم إجرامي عابر للحدود" يتورط في غسل الأموال والاتجار بالبشر وتشغيل مجمعات احتيال رقمية داخل كمبوديا وخارجها.


نشأ تشي في جنوب شرقي الصين قبل أن ينتقل عام 2011 إلى كمبوديا، حيث استثمر في العقارات والبنوك والطيران، وحصل لاحقًا على جنسية كمبودية وقبرصية وفانواتو.

في عام 2018 أسس "بنك برنس"، ثم أطلق مشروعًا عقاريًا ضخمًا بقيمة 16 مليار دولار في مدينة سيهانوكفيل تحت اسم "خليج الأنوار". كما حصل على أرفع الأوسمة من ملك كمبوديا مقابل تبرعات مالية سخية، وأصبح مستشارًا مقربًا لوزير الداخلية ورئيس الوزراء.


لكن بعد انفجار فقاعة العقارات عام 2019 وحظر المقامرات الإلكترونية، بدأت الشبهات تحيط بإمبراطوريته، إذ تحولت مشاريعه إلى واجهات لغسل أموال ناتجة عن عمليات احتيال رقمية. وتشير الوثائق إلى أنه امتلك عقارات فاخرة في لندن ونيويورك وطائرات خاصة ولوحات فنية أصلية لبيكاسو.


التحقيقات الأميركية والبريطانية شملت 128 شركة و17 شخصًا من سبع جنسيات على صلة بتشي، واتهمتهم بإدارة ما يُعرف بـ"مزارع الهواتف"، حيث يُجبر مئات الأشخاص على تنفيذ عمليات احتيال إلكترونية.

ونقل الصحافي الاستقصائي جاك آداموفيتش ديفيز عن شهود أنّ العمال في مجمع "غولدن فورتشن" التابع للمجموعة كانوا يتعرضون "للتعذيب والضرب الوحشي" إذا حاولوا الفرار.


منذ إعلان العقوبات، جُمّدت أصول "مجموعة برنس" في مصارف آسيوية، وفتحت كل من كوريا الجنوبية وسنغافورة وتايلند تحقيقات بحقها. أما الحكومة الكمبودية فالتزمت الصمت، وسط تقديرات بأن أنشطة الاحتيال باتت تشكل ما يقارب نصف اقتصاد البلاد.


تشي لم يُشاهد علنًا منذ أسبوع، فيما تشير التقديرات إلى أن إمبراطوريته المالية التي بلغت ذروتها بمليارات الدولارات، انهارت في أكبر قضية احتيال رقمي في آسيا.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة