متفرقات

placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام
الثلاثاء 16 أيار 2017 - 19:35 الوكالة الوطنية للاعلام
placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام

ابو الغيط: نلمس بوادر غير طيبة لاقتسام النفوذ

ابو الغيط: نلمس بوادر غير طيبة لاقتسام النفوذ

افتتح "مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش اللبناني" اعمال مؤتمره السابع، صباح اليوم، في فندق "مونرو" بعنوان: "تناقضات الصراع والتحول في العالم العربي" برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وحضور وزير الاتصالات جمال الجراح ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، العميد الركن كلود الحايك ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون وشخصيات سياسية وامنية وباحثين واكاديميين ومشاركين من عدد من الدول العربية.

وتحدث في الجلسة الافتتاحية مدير مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر العميد الركن فادي ابي فراج.
وقال: "ان سياسات التطوير والنمو في الجامعات ترتكز على تطوير مشاريع علمية بحثية، عمادها الفكر وانعكاسها تقدم الدول ونهضتها، من هذا المنطلق اعتاد مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش اللبناني على اخذ المبادرة وتنظيم مؤتمر اقليمي في كل عام، يجمع نخبا فكرية من لبنان والدول الشقيقة والصديقة، ضمن استراتيجية علمية واضحة، هادفة الى معالجة مواضيع انية ومستقبلية، في اطار الحوار وتبادل الاراء والافكار ووجهات النظر ومن اولى ركائز الحوار، الاعتراف الحقيقي بوجود الاخر والايمان بالتعددية الفكرية والتي هي بالطبع ليست مقتصرة على فرد او مجموعة، وامالنا كبيرة بخبراء وباحثين عسكريين واكاديميين من 20 دولة، يتمتعون بالعلم والتجربة والثقافة سيشاركوننا في المؤتمر الاقليمي السابع بعنوان: تناقضات الصراع والتحول في العالم العربي".

ابو الغيط
ثم تحدث ابو الغيط الذي قال: "اننا امام جملة من التحولات والتغيرات والعمليات التاريخية الممتدة التي تتفاعل في نفس اللحظة بطول المنطقة وعرضها.
وقال: "ثمة كيانات سياسية تاريخية تتعرض امام اعيننا لخطر الزوال، هناك دول نشات في فترات مختلفة خلال القرن الماضي، واستمرت ككيانات وطنية موحدة تواجه اليوم خطر التفكك والانفجار. الضغوط تتوالى على هذه الكيانات من الداخل والخارج في الوقت ذاته، العقد الاجتماعي الناظم لهذه المجتمعات تهدد بالانقسام الكامل. ولان الكثير من الجماعات والقوى الاقليمية قد وصلت الى هذا الاقتناع فان سباقا متسارعا يجري اليوم على وراثة هذه الكيانات السياسية او الحصول على مناطق نفوذ داخلها، لا احد يعلم ان بدأ التفكيك متى ينتهي، او عند اي حد يقف، فاذا انفصمت عرى الدولة الوطنية التي عرفتها المنطقة العربية منذ اتفاق سايكس - بيكو، في عشرينيات القرن الماضي، فان البديل سيكون شيئا جديدا علينا جميعا، بيئة استراتيجية مختلفة تلعب فيها الجماعات الارهابية والميليشيات والكيانات الطائفية بل والقبائل والتحالفات المناطقية ادوارا متصاعدة".

واضاف: " ندعو الله ان تكلل الجهود الجارية بالتوفيق، وان تتمكن من ايقاف مسلسل الفوضى والتفتيت المستمر منذ ما يربو على ستة اعوام، ان دور الجامعة العربية في تسوية الازمات العربية يواجه تحديات لا شك انكم ترصدونها جميعا، فتحرك الجامعة مرهون بارادة الدول الاعضاء، ذلك انها لا تمثل ارادة اكبر منهم، وانما تعد تجسيدا لارادتهم الجماعية ان اكتملت، ولكلماتهم ان اجتمعت، والجامعة ليست مؤسسة تعنى بالسياسة فحسب، وانما هي بوتقة جامعة لكل مجالات العمل العربي المشترك في الاقتصاد والثقافة وغيرها. وهي تركز على هذه المجالات بالذات لانها تنطوي على امل حقيقي وتغرس ثمرا للمستقبل. وليس معنى هذا ان الجامعة تغفل دورها السياسي او تتناساه، وانما هي تحرص على ممارسته بحساب، عارفة ما لها وما عليها، ومن دون افتئات على رؤية الدول وقرارها السيادي.. وبحيث يوظف ثقل الجامعة المعنوي والاخلاقي والسياسي في المكان والوقت المناسبين. وفي اي الاحوال، فاني ارصد زخما طيبا بعد قمة عمان في اذار الماضي. والمس رغبة صادقة من جانب الدول العربية جميعا في رأب اي صدع، وتجاوز كل خلاف، من اجل وقف نزيف التفكك والتفتت".

وتابع: "اما الاتجاه الثاني الذي ارصده فيتمثل في تغيرات اجتماعية عميقة تجتاح المنطقة من اقصاها الى اقصاها، ولا يمكن لاي مجتمع عربي ان يدعي بأنه بمنأى عنها. اخطر هذه التغيرات على الاطلاق هو الطفرة الشبابية. 60% من سكان المجتمعات العربية تقل اعمارهم عن 29 عاما، هناك قوة بشرية هائلة يتجاوز حجمها المائة مليون شاب عربي تقع اعمارهم بين 15 و 29 عاما، المنطقة العربية من اكثر المناطق شبابا في العالم، ولا ينافسها في ذلك سوى افريقيا جنوب الصحراء، هذا الاتجاه سوف يستمر حتى عام 2050، وهذه "الظاهرة الشبابية" ان جاز التعبير تصحبها ازمة عنيفة في الهوية، فجيل الشباب الحالي هو باليقين الاكثر اتصالا بالعالم الخارجي بواقع اتاحة وسائط الاتصال وتكنولوجيا المعلومات على نطاق واسع، وهو جيل ممزق بين ما يراه على الشاشات، وما يلمسه ويعانيه في واقع الحياة، وهو ايضا ضحية لحالة من العجز المزمن عن ايجاد "نموذج تنموي" او صيغة اقتصادية ناجحة تسمح باستيعاب هذه الامكانية، الهائلة وتحويلها الى طاقة نمو تدفع المجتمعات للامام، ان البعض يقدر، ان البعض يقدر المنطقة العربية في حاجة الى نحو 60 مليون وظيفة خلال العقد القادم لاستيعاب هؤلاء الشباب وابعاد شبح البطالة عنهم"، والرقم وحده يكشف عن حجم التحدي الذي نواجهه".

واردف قائلا: "لا يخفى ان مثل هذه الطفرة الشبابية تضع الاوطان امام اختبارات صعبة تتحدى استقرارها، فالمجتمعات ذات الثقل الشبابي الكبير اكثر عرضة للفورات والاضطرابات، واكثر ميلا الى العنف، والتضافر بين هذين العاملين، الانفجار السكاني والتراجع الاقتصادي يخلق كتلة حرجة خطرة يتعين على الحكومات والمجتمعات العربية تفادي الوصول اليها. اما الاتجاه الثالث الذي ارصده فيتجسد في وجود بيئة دولية واقليمية لا تساعد على التئام الاوضاع في المنطقة العربية، بل تدفع لتفاقمها وتخلق ظروفا تقضي الى المزيد من تشرذمها وتفككها، فهناك اولا حالة من انعدام اليقين في قمة النظام الغربي. ثمة صعود في الاتجاهات الشعبوية لا تخطئه عين، ويتعين علينا ان نراقب بدقة تبعاته على منطقتنا، وعلى العلاقات العربية الغربية بصفة عامة وهناك ثانيا عودة لما يشبه التنافس على المنطقة بين اقطاب النظام الدولي، وليس من الواضح بعد الى اين سيقود هذا التنافس، ولكن المؤكد اننا نلمس بوادر غير طيبة لاقتسام النفوذ كما عكسها مثلا الاتفاق الذي وقع مؤخرا في الاستانة بشان مناطق خفض التصعيد في سوريا".

وقال: "يضاف الى ذلك حالة التنمر والتربص من جانب قوى اقليمية ترى في حالة السيولة فرصة يتعين اقتناصها، وغنيمة ينبغي الفوز بها. ولا ننسى ان استمرار القضية الفلسطينية من دون حل يفرض على الدول المحيطة باسرائيل ومنها لبنان، اعباء امنية مضاعفة. ولا شك ان هذه المؤثرات الخارجية سواء من النظام الدولي او من الاقليم المحيط، تلقي بظلالها على الصراعات الدائرة في المنطقة العربية، فها هي حروب الوكالة التي كانت قد توارت مع اقول زمن الحرب الباردة، تعود لتطل برأسها من جديد. وهي حروب عالية التكلفة، هائلة الضحايا، وعادة ما تمتد لفترة زمنية طويلة، لانها تدار بواسطة اطراف خارجية لا تعاني مجتمعاتها ويلاتها وغالبا ما يكون لدى هذه الاطراف الاستعداد للاستمرار في ضخ السلاح والدعم المادي الى ان تتحقق اهدافها، او ان تحرم خصومها من تحقيق اهدافهم، وسواء تصارع الكبار ام تصالحوا فان المنطقة تصير في زمن التنافس الدولي اكثر انكشافا وتعرضا لمخاطر الانقسام".

الصقال
وبعد جلسة الافتتاح، انعقدت المرحلة الاولى من اعمال المؤتمر فتحدث رئيس مجلس ادارة ملتقى التأثير المدني المهندس فهد الصقال الذي رأى ان "في الشرق الاوسط ثلاثة مشاريع اقليمية هي المشروع الصهيوني الذي يستهدف اسقاط فكرة الدولتين اسرائيل وفلسطين وتوسيع الاحتلال الاستيطاني في الضفة الغربية تمهيدا لاعلان اسرائيل الكبرى بعد اكمال عملية تهويد القدس والمشروع الايراني الذي يستهدف استتباع عدد من دول المنطقة العربية تحت المظلة الدينية والمشروع التركي الذي يقوم على اساس مبدا اعادة احياء العثمانية وامتداداتها جنوبا.

وتحدث عن الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورأى انه يصعب التكهن بتحولات مواقفه كما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فضلا عن الاتحاد الاوروبي المشغول حاليا في اعادة ترتيب اوضاعه وهناك الصين"، معتبرا ان "كل من هؤلاء يبحث عن دور له في توليد شرق اوسط جديد يستجيب لمصالحه بالتزامن مع انتهاء صلاحية معاهدة سايكس بيكو".

افرام
كلمة المهندس نعمة افرام القاها ممثله انطوان عويط فقال: "لم تكفنا نكبة فلسطين، ولا ارتداداتها وتداعياتها لم يرهبنا احتراق الجمهورية اللبنانية ولم نتعلم من حربي الخليج الاولى ولا الثانية، عمت التراجيديا معظم العالم العربي، وها هو الشعب يتعمد بالدم والمآسي والهجرة. وفي ظل تناقضات الصراع والتحول في عالمنا العربي لا يزال البحث قائما عن افضل الطرق لادارة شؤون الافراد والمجتمعات والدول، وتغيب الحلول وهاهو عالمنا العربي يواجه التفضيل ما بين ارهاب متوحش، او صراع مذهبي مستعر، وما بين استقرار تؤمنه ديكتاتوريات ظلامية او فوضى عبثية تضرب الدساتير والانظمة".

واضاف: "ما اصاب ويصيب عالمنا العربي هو خلل بنيوي في مقاربة هاتين الثابتتين. ففي الفهم الخاطئ لمفهوم الحرية والكرامة الفردية، كان الوقوع في أسر الطائفية والمذهبية. وفي ممارسات منحرفة في إدارة شؤون الاوطان كان الوقوع في شرك الفوضى والثورات والحروب".

ورأى "أن الاستقرار النسبي الذي وصلنا اليه في لبنان لا بد له أن يدعم أكثر مع استكمال الإصلاحات البنيوية التي أقر بعضها دستور الطائف، وأهمها اللامركزية، وهذا مسار يكفل استقطاب القدرات الحية للمجتمع المدني وتثميرها في مجال إيجاد القيمة المضافة وتطوير حياة الانسان".

زاسيبكين
ثم عرض السفير الروسي الكسندر زاسيبكين تطورا الأحداث في العالم خلال السنوات العشر الماضية، وقال: "خلال فترة ما بعد انتهاء الحرب الباردة، وضع كل من الاطراف الدولية الاساسية تصورا لأعمالها المستقبلية، وقرر الغرب مواصلة نهجه الرامي الى تثبيت دوره القيادي على الصعيد الدولي، واستوعب عددا من بلدان اوروبا الشرقية بما في ذلك بعض جمهوريات الاتحاد السوفياتي التي انضمت الى الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي.
كذلك استخدم الغرب وحلفاؤه متطلبات الاصلاح في بلدان المعسكر الاشتراكي السابق وحركة التحرر الوطني لتغيير الانظمة السياسية فيها، وتم تشجيع الثورات الملوثة. وفي الواقع، حصلت خلطة من شعارات ديموقراطية مع انتشار الراديكالية والتطرف والارهاب على أساس ديني او قومي".

وأضاف: "خلال الاحداث الدموية في الشرق الاوسط، وبعد ذلك في اوكرانيا، وقفت روسيا ضد إسقاط الأنظمة الشرعية، فكنا منذ البداية ندعو الى تسوية سياسية سلمية للنزاعات من خلال إجراء حوار وطني تشارك فيه كل مكونات المجتمع، ووقفت روسيا ضد التدخل الخارجي الذي كان يحدث، سواء من خلال العدوان المباشر او تحريض التطرف وإرسال المقاتلين والسلاح وتمويل الإرهاب.
وبعد تدمير ليبيا نتيجة عملية الناتو، اكتسبت الاوضاع في سوريا اهمية خاصة، لأن التكفيريين من أكثر من 80 دولة تسربوا الى البلاد، وعلاوة على ذلك طرح موضوع التدخل الخارجي واستخدمت روسيا حق النقض في مجلس الامن لمنع تحقيق هذا السيناريو".

وأكد أنه "خلال فترة النزاع في سوريا نجري اتصالات في سبيل الحل السلمي، وفي الوقت نفسه نساعد النظام السوري في مكافحة الارهاب، ووجدنا شركاء في هذا المجال، ونقدم المساعدات الانسانية حفاظا على وحدة سوريا ووحدة أراضيها، فاليوم نتمسك بهذه الثوابت في ظروف المشاركة الروسية العسكرية المباشرة في سوريا، تلبية لدعوة من السلطات الرسمية".

وشدد على أنه "لإحراز التقدم نحو التسوية في سوريا، لا بد من مواصلة التفاوض في جنيف تجاوزا للعقد المعروفة التي تتجسد في طرح الشروط المسبقة من المعارضة والخلافات في المعارضة، كما يجب توسيع تمثيلها وتأمين المناخ البناء لتركيز على الخطوات العملية في مجال مكافحة الارهاب والاصلاح الدستوري والتوجه الى الانتخابات وإعادة البناء وعودة اللاجئين".

وأضاف: "هذه حقائق التطورات التي حصلت خلال عشرات السنين الاخيرة، وتحصل اليوم، وانطلاقا من هذه الحقائق أود أن أؤكد أن مواضيع الصفقات والمقايضات وفرض القرارات على الشعوب، وسايكس بيكو الجديد، كل ذلك غير مطروح بالنسبة إلينا، ولتوضيح الأمر أشير الى مثال بسيط: إذا كانت عبارة في وسائل إعلام أن "بوتين يشترط اعتراف ترامب بمصالح روسيا في سوريا واوكرانيا"، فهذا غير صحيح على الإطلاق. وكما قلت، فإن روسيا تسعى الى تحقيق الاهداف أكبر من اعتراف مصالحها من قبل الاميركان او غيرهم، وتمارس استراتيجية التوازن الدولي واقامة نظام التعددية وتأمين الامن والاستقرار وتسوية النزاعات، والبند الأول فيها مكافحة الارهاب، لأنه مشكلة عالمية تهدد الجميع، وعلى هذا الأساس قدم فلاديمير بوتين اقتراح انشاء الجبهة الدولية العريضة لمكافحة الارهاب على سبيل المثال من التحالف المعادي لهتلر. لم نكن أصدقاء مع أميركا وبريطانيا آنذاك، بل مصلحة مشتركة لتصفية الفاشية وحدت جهود دول التحالف".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة