المحلية

الخميس 18 أيار 2017 - 07:35 الأخبار

القلق يؤرق فرنجية

القلق يؤرق فرنجية

آثر رئيس تيّار المردة، سليمان فرنجية التمسّك بعهده، بأن لا يشارك في جلسة لمجلس النّواب لا يحضرها نواب حزب الله، حتى ولو كانت نتيجتها انتقاله إلى قصر بعبدا. لم «يبِع» فرنجية حلفاءه موقفه هذا، بل أبلغه للرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند، في الاتصال الشهير الذي أجراه الأخير معه، بعد ترشيح الرئيس سعد الحريري له.

دفع فرنجية ثمن مواقفه على الأقلّ مرتين كرمى لـ«الخطّ»، مرّة في 2004 عشية التمديد للرئيس العماد إميل لحّود، ومرّة عشية انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، بعد أن دفع والده الشهيد طوني فرنجية دماً ضريبة مواجهة التقسيم في الماضي.

هل أنت نادم؟ «لا». الجواب قطعي. لكن آخرين كثراً يندمون. على الأقل، أولئك الذين انهالوا عليه بالاتهامات والتجريح. أحد السياسيين قال بعد مقابلة فرنجية مع الزميل ماسيل غانم قبل أسبوعين، «الله يسامحنا»... فعلاً.

القَلَق يؤرِقُ سليمان فرنجية. مع أن الظروف تجعل من دور رئيس المردة أساسياً وضرورياً في المرحلة المقبلة على المستوى الشخصي، وكثرٌ باتوا يرون وجوده حاضنة سياسية لخطاب «مسيحي» وطني ومعتدل، وآخرون يرون فيه ملجأ في مواجهة عقلية الإلغاء المتجدّدة. إلّا أن «المهوار» الذي قد يواجهه لبنان والمسيحيون (بوصفهم جزءاً من مسيحيي المشرق وليس في جزيرة معزولة) هذه المرّة، بالنسبة إليه، أخطر بكثير من حافة الهاوية التي وقف المسيحيون عندها في الحرب الأهلية ونهاية الثمانينيات مع تجذّر «الانعزال» في المارونية السياسية.

«المهوار» الجديد متعدّد الأوجه. ما يصيب المنطقة قد ينعكس وبالاً على لبنان وعلى مسيحييه خصوصاً، أوّلاً بسبب التكفير وثانياً إذا ما تحوّلت العصبية المسيحية المستجدّة إلى محرّك للعصبيات الإسلامية، سنيّة كانت أم شيعية في الكيان الصغير. وثالثاً، في النظام السياسي اللبناني، فمصطلح «الحقوق المسيحية» فضفاض إلى درجة أن المطالبة بصلاحيات للمسيحيين اعتبرها المسلمون في الماضي مجحفة، قد تكون سبباً في خسارة «الامتيازات» الحاليّة، خسارة لا تضاهيها تلك التي أعقبت الحرب الأهلية في اتفاق الطائف، يوم كان المسيحيون يملكون فائض قوة، بما لا يقارن مع القدرات والعدد اليوم. وما يخاف منه فرنجية، حقّاً، هو أن المعارك تُخاض بالقوى الصغيرة، ثمّ تأتي التسويات الدولية، لترضي القوى الكبيرة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة