يعتبر النائب عن كتلة المستقبل خالد زهرمان أنه “لا مجال للشك في أن لبنان ليس على رأس قائمة الاهتمامات الدولية والأميركية، ولكن قد يكون من حسن الحظ أن هناك ميلا إلى ضبط الوضع في لبنان، والحرص على الحفاظ على استقراره ليس غيرة عليه، ولكن بسبب التخوف من حدوث انفجار في صفوف اللاجئين السوريين يدفع بهم في اتجاه الدول الغربية”. ويلفت زهرمان إلى أن القمم المعقودة في السعودية تنطوي على ايجابيات وسلبيات.
تكمن الإيجابيات في القرار الذي اتخذته إدارة ترامب بمواجهة التطرف والإرهاب والحدّ من تأثير الأذرع الإيرانية الممتدة إلى وسط الدول العربية، انطلاقا من رؤية تعتبر أن هذه الأذرع لعبت دورا كبيرا في نمو الإرهاب وانتشاره. ويشير زهرمان إلى أن ورش العمل المرافقة للقمم “تخرج الأمور من حدود المعالجة الأمنية فاتحة المجال أمام مقاربة أكثر عمقا لموضوع الإرهاب تتّصل بسبل محاربة أسبابه والفكر الذي ينتجه ويغذيه”.
وكان للحضور الإيراني في المنطقة الأثر الأكبر في خلق مناخ سهل مهمة التيارات المتطرفة، وتمكينها من استقطاب عدد كبير من الشباب. ويخشى زهرمان من أن “يكون الرد على مشروع تحجيم النفوذ الإيراني المطروح في القمة عبر تفجير معركة مع إسرائيل”. وينبه إلى أن إشكالية جدلية كبيرة “يمكن أن يثيرها مشروع مواجهة إيران فهو يمكن أن يحمي الساحة العربية واللبنانية، ولكنه يمكنه كذلك أن يدفع في اتجاه نشوء مواجهات داخل هذه الساحة”.
ويعرض لموضوع العقوبات معتبرا أنها قد تنتج مجموعة من الآثار السلبية على لبنان حيث يمكن أن تطال من له علاقة بحزب الله ومن لا تربطه به أيّ صلة. ويضيف “ربما يكون للعقوبات أثر عام على لبنان ككل، ولكن على حزب الله أن يفهم أن منطق العقوبات مصمم بشكل خاص كي يطاله ويطال بيئته”.
ويؤكد أنه “لا يمكن للبنان تعطيل مسار أيّ قرار أميركي، ولكن يمكنه الاستفادة من الحرص الأميركي على الاستقرار في لبنان النابع من ارتباط ملف اللاجئين السوريين وغيره من الملفات الحرجة بموضوع الأمن الغربي”. ويختم زهرمان تصريحاته قائلا إن “قطار مواجهة إيران يمشي بسرعة كبيرة، ولا يمكن للبنان إيقافه ولا التحكم في سرعته ولا بديل أمام اللبنانيين عموما وحزب الله خصوصا غير اعتماد منطق تحييد لبنان عن الصراعات”.
يشير النائب عن كتلة التنمية والتحرير علي خريس إلى أن الجلسة الحكومية الأخيرة شهدت إطلاق مواقف واضحة من قبل وزراء حركة أمل “أكدوا فيها على ضرورة أن تكون القمم المعقودة في السعودية محددة الأهداف، وأن تضع على رأس أولوياتها محاربة الإرهاب المتمثل في داعش والنصرة، وأن تخرج بموقف واضح بشأن فلسطين وما يجري فيها”.
ويقول خريس “نحن ننتظر أن يصدر عن القمة موقف يتضامن مع الأسرى الفلسطينيين في معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضونها، ويدين الاحتلال الإسرائيلي والممارسات التي يقوم بها ضد الشعب الفلسطيني”. ويؤكد أنه “إذا ذهبت القمة في اتجاه مواجهة إيران وحلفائها فإن لبنان يجب أن يتخذ موقفا واضحا ضد أيّ قرار أو موقف ينال من هذا الحلف”.
ويلفت إلى مسألة العقوبات مشيرا إلى نشاطات الوفد النيابي الذي أرسله الرئيس نبيه بري إلى الولايات المتحدة الأميركية، لعقد لقاءات مع مسؤولين في الخزينة الأميركية وأعضاء في مجلس الشيوخ، لمحاولة شرح وجهة النظر اللبنانية. ويشدد على أن القرارات الأميركية لا تطال جماعة معينة أو طائفة أو تيارا سياسيا، بل تنعكس سلبا على كل لبنان. ويختم متمنيا للوفد النيابي النجاح في مهمته الرامية إلى إيجاد حلول لموضوع العقوبات.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News