انشغلت وسائل الإعلام الموالية لحزب الله عشية توجه الحريري إلى الرياض للمشاركة في فعاليات القمة بنشر خبر ردته إلى معلومات توافرت لديها تفيد بأن الحريري كان قد حاول في شهر مارس الماضي القيام بزيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية ولقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولكن الأخير رفض الاجتماع به وتم إبلاغه أنه يمكنه الالتقاء بوزير الخارجية أو البحث في إمكان عقد لقاء بينه وبين نائب الرئيس.
وأكدت هذه المصادر أن الحريري سيحاول التعويض عن رفض الرئيس الأميركي الالتقاء به بمحاولة عقد اجتماع معه في الرياض. ويقول مراقبون إن المغزى من نشر هذا الخبر في هذا التوقيت يدل على وجود تخوّف جدي من النتائج التي ستتمخض عن قمم الرياض، وخصوصا في ما يتعلق بالدور المركزي الذي ستمنحه للرئيس سعد الحريري بوصفه ضابط إيقاع علاقات لبنان مع العالم والجهة المخولة للنطق باسمه. وتشير المعلومات الواردة من الرياض أن الحريري سيلتقي بالرئيس الأميركي بشكل جانبي على هامش أعمال القمم، ما يعني أن الولايات المتحدة تنظر إلى الحريري بوصفه شريكا أساسيا وحليفا رئيسيا في المنطقة، وأن إدارة الملفات التي تعمل الولايات المتحدة من أجل إنجازها على إنشاء حلف أميركي عربي إسلامي يلحظ للحريري دورا خاصا ومميزا.
وإذ تعتبر التحليلات أن الحريري سيبادر إلى طرح موضوع العقوبات المفروضة على حزب الله مع الرئيس الأميركي وسيطالبه بضبطها، فإنه لا يفعل ذلك من أجل عيون الحزب وبشكل مجاني بل في إطار ينسجم مع ضبط الأمور في الساحة اللبنانية. وكان اللقاء الذي جمع بين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس الجمهورية ميشال عون تمهيدا لإقرار التجديد له في جلسة وزارية تعقد في بعبدا منتصف الأسبوع القادم، إعلانا واضحا عن شروع العقوبات في إنتاج واقع إدارة مالية للبلد، يتيح لسلامة المرضي عنه أميركيا الإمساك بزمام الأمور في هذا الشأن.
ولا يجد حزب الله سبيلا لمقاومة العقوبات، وتأتي الإشارات الايجابية التي أطلقها بشان التجديد لسلامة الذي كان قد سبق له أن أطلق جملة من الاتهامات في حقه وبعد أن كان معارضا للتجديد له، بوصفها علامة على اضطراره إلى تقديم تنازلات لمواجهة أزمة لا يستطيع التحكم فيها.
في الشأن المالي يتوقع أن يتسبب قرار مواجهة إيران الذي تشكل العقوبات جزءا منه بخلق حالة من هروب المال الشيعي في لبنان من دائرة الارتباط بحزب الله، والبحث عن ملاذات آمنة، يرجح أن تكون من خلال الدخول في نوع من الحلف المالي مع الحريري تحت الإدارة المالية لحاكم مصرف لبنان، الذي تصفه الولايات المتحدة بأنه واحد من أفضل حكام المصارف المركزية في العالم.
في خلق حالة مواجهة مع حزب الله يمكن أن تستفيد من المناخ الميال لتحجيم إيران في خلق معادلة سياسية جديدة في البلد تنطوي على قدر من التوازن
كذلك تقول المعلومات إن السعودية حرصت على أن تعيد بالتوازي مع عقد القمم زخم الدعم المالي السعودي إلى الحريري ومؤسساته، ما يعني أنها تنظر بعين الرضى إلى أدائه السياسي. يضاف إلى ذلك أن الاتفاقات الاقتصادية التي يتم التباحث في شأنها بين دول الخليج والولايات المتحدة تتضمن التخطيط لإطلاق ورشة إعادة إعمار سوريا التي يحتل لبنان موقعا مهما فيها. ويتوقع أن تكون شركات الحريري المختصة في مجال الإنشاءات في واجهة الشراكات المعقودة مع الشركات الدولية وكبار المستثمرين العالميين، ما سيعود عليه بأرباح مالية ضخمة.
من الناحية السياسية، يفرض الزخم السياسي الكبير الذي منحته دعوة الحريري إلى القمم على حزب الله التعامل معه بشكل جديد، سقطت فيه قدرته على الابتزاز السياسي بعد أن أسفرت محاولاته لفرض قوانين انتخابية تهدف إلى تحجيم كل المكونات في البلد عن نشوء حلف مسيحي مع سعد الحريري.
ولم يعد التهويل بجرّ البلاد إلى الفراغ النيابي والحكومي لغما يمكن أن ينفجر في وجه الحريري وحده، ويفرض عليه تاليا التفاوض مع حزب الله بشأنه والقبول بمجموعة من التنازلات في سبيل تجنبه. ويعلم الجميع حاليا أن الفراغ في حال دفع حزب الله في اتجاهه سينفجر في وجه الجميع وسيصيب بيئة حزب الله المستهدفة بالعقوبات بجملة من الأضرار الكبرى.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News