"ليبانون ديبايت"
ما أن أنهى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله كلامه في ذكرى المقاومة والتحرير الـ17، في الشق المتعلّق بدعوته المسلحين للخروج من الجرود بصفقة سلميّة، والمضاف إلى كلامه السابق في خطاب ذكرى اغتيال القيادي مصطفى بدر الدين، حتّى تحرّك تنظيم داعش في جرود عرسال وعلى كافّة مستوياتها لـ"أكل" غريمه جبهة النصرة.
بُعَيْدَ منتصف ليل السبت الماضي تسلّل عناصر داعش من مواقعهم في جرود رأس بعلبك إلى جرود عرسال وفتحوا الهجوم على مسلحيّ "جبهة النصرة" (فتح الشام) من 3 محاور، هي شميس العجرم، خربة داوود، والشاحوط - سرج النموره، في اتّجاه وادي حميد، مدينة الملاهي، العجرم وخربة يونين، وهي مواقع نفوذ "النصرة" في جرود عرسال. الهجوم الذي أتى على شكل حرف U، بدأ من دون سببٍ جوهريّ خلافاً للعرف الذي اتّبع وساد المعارك الماضية.
كان قد سبق الهجوم، إيقاع الجيش اللّبنانيّ لأفراد من التنظيم في رأس بعلبك بعمليّةٍ نوعيّة مضاف إليها إحباطه لعمليّة تفجير ناسفة ومخطّط يجري الحديث على أنّه كان يُعدّ له لإرباك المنطقة، حيق نجح باعتقال عدد من المطلوبين الخطيرين، ما يؤدّي إلى ربط كلّ هذه الوقائع ببعضها والوصول إلى خلاصة أنّ "داعش" كان نشط ويعدّ لأمرٍ ما في السّاحة الشرقيّة.
دون أدنى شكّ، حرّك كلام نصرالله القائل بالحلّ السلميّ للمسلحين، عقل داعش الشيطاني الذي لا يفقه لغة التسويات أبداً. ما لا يمكن إغفاله، إنَّ حراك "داعش" أتى في لحظةٍ حسّاسة، كانت تستجمع "جبهة النصرة" قِواها وتفكّر في الدعوة التي أطلقها نصرالله ونقلت إليها بُعيدَ خطاب "بدر الدين" عبر بعض وجهاء بلدات القلمون النازحين في عرسال. التفكير بسلوك هذا المنعطف تعزز في عمليّة التفاوض التي افتتحها حزب الله قبل أشهر مع "سرايا الشام" في مخيمات عرسال مثلاً، في محاولةٍ منه لإقناع المسلحين وحاضنتهم من النازحين في العدول عن الخيار المسلّح وإلقاء أسلحتهم والعودة إلى قُراهم في القلمون.
يتوجّس "داعش" من خطوة "النصرة" التي وإن حصلت وقامت "الجماعة" باِلتفافة عسكريّة، ستجعله عارياً في منطقة جرديّة تسهّل الاستفراد به، وهو للغاية يحاول الضغط على مسلحيّ النصرة على كافّة الصعد من أجل منعهم أوّلاً من سلوك هذا الدرب والفرار نحو إدلب كما فعل نظرائهم، وثانياً استباق الأمور والاستفادة من مواقعهم التي تقع على تماس مع مواقع "داعش" من خلال إبعادهم عنها عسكريّاً، منعاً لوصول حزب الله أو الجيش اللّبناني إليها، في حال القرار بإخلاء الجرود، وفي هذا القرار صوناً لمعاقل وجود داعش.
تعزيز الأوراق أتى في مقامٍ آخر من خلال إعلان "داعش" ما هو أشبه بـ"أمر عمليات"، إذ نشطت خلاياه النائمة في المناطق الشرقيّة، وسط خشية من قبل الأجهزة الأمنيّة أن ينسحب الأمر على خلايا في مناطق أخرى، وهو ما أدّى بتلك الأجهزة إلى القيام باِلتفافة نوعيّة على داعش وتوجيه ضرباتٍ قويّة له الهدف منها كان إرجاعه إلى قواعد الاشتباك القديمة وتهدئة روعه من كلام نصرالله الذي كان وقعه على التنظيم، حسبما توحي الوقائع، قاسياً وكوقع الرصاصة الموجّهة نحو الرأس.
ويسود انطباع لدى جهات أمنيّة، من أنّ حراك داعش الأخير، قد ينمّ عن مخطّط موجود لديه لاختراق الداخل اللّبنانيّ وإرباكه بعملياتٍ إرهابيّة في فترة شهر رمضان التي يستغلّها عادةً التنظيم في ضربات، انطلاقاً من تاريخه تعامله مع المشهد اللّبنانيّ.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News