ليبانون ديبايت
تتجرّع الحالة الأرسلانيّة كأساً حزبيةً مرّة تتفاقم شيئاً فشيئاً، دون أن تكون هناك سبل واضحة للمعالجة وتكفل إغلاق جرح الحزب الديمقراطيّ اللّبنانيّ المفتوح على كلّ الاحتمالات.
تتوالى الاستقالات لتصيب خلدة في الصميم. قبل أشهر، تقدّم أكثر من 85 حزبياً، من رؤساء الوحدات والقطاعات والأعضاء العاملين العاديين باستقالتهم من دائرة راشيا والبقاع الغربي جماعياً، في خطوة أفرغت الدوائر الحزبية الرسمية في تلك المناطق. بعدها بأسابيع، استفاق الأرسلانيون على خبر استقالة عضو المكتب السياسي عماد العماد وممثل الحزب في لقاء الأحزاب، بعدها كرّة السبحة لتدكّ أعلى الهرم بخروجِ كادرٍ أساسٍ عن الطاعة الحزبية، وهو أمين سرّ القيادة العامّة صلاح الغريب.
الغريب انّ "الغريب" الذي يعتبر من الدائرة القريبة لرئيس الحزب الوزير طلال أرسلان، اي البعيدة عن اي خطوات من هذا النوع - كما يفترض -، هو في الوقت نفسه ابن عم شيخ عقل الموحدين الدروز المعيّن من أرسلان، الشيخ ناصر الدين الغريب. وكان الغريب قد فنّد أسباب استقالته بـ" الترهّل والتراجع الحاصلين في الحزب ومؤسساته وصولا إلى ما يشبه الشلل التامّ والفوضى".
أزمة "الديمقراطيّ" تتخطّى الأبعاد السياسيّة، كون جميع المستقيلين لم يخرجوا عن المواقف العامّة المتّبعة من الوزير أرسلان، ما يدل على انّ جذور الخلاف داخليّة يمكن تلخيصها بهيمنة وتضييق على الإدارات يمارسها أحد المسؤولين النافذين في الحزب، على ما يؤكّد كُثر على مقربة من دائرة المستقلين.
ويقول عارفون لـ"ليبانون ديبايت"، إنّ استبدال الانتخابات بالتعيينات المؤسساتيّة في "الديمقراطي" فضلاً عن التعديلات التي أجريت على النظام الداخلي والتي يقال إنّها أتت لخدمة ذلك المسؤول في وضع اليد على الحزب، بالإضافة إلى إنتاج كوادر "غير قادرة" كما يردّد داخليّاً، كلّها أسباب اجتمعت على درب اتّخاذ قرار بالاستقالات الجماعية وتالياً الفردية التي تصب بنفس الهدف، والتي يبدو أنّها مرشّحة للمزيد من التصعيد إذا بقيت الحال على ما هي عليه.
ويؤكّد مستقيليون لـ"ليبانون ديبايت"، أنّ الحالة الأرسلانيّة المعنون عنها في الحزب الديمقراطيّ اللّبنانيّ، باتت في خطر، بحال بقاء عدم الانتظام سيّد التصرفات والمواقف ورفض سلوك درب الإصلاح الداخلي المطالب برفض أحاديّة الصوت. أمّا التوجّس فهو من دور الوزير أرسلان، الذي تقول مصادر المستقيلين إنّه "لا يتدخّل، ويترك الأمور في عهدة من هو سبب المشكلة".
لكن الموجة على ضفة الجهات الرسمية في الحزب لا تبدو متأثرة إذ تؤكد اجوائها "تجاهل خلدة لهذه الحالات وتجاوزها". وإذ تنفي مصادر "ليبانون ديبايت" في الحزب الديمقراطي قانونية هذه الاستقالات كون "النظام الداخلي في الحزب ليس فيه اي مادة تسمى استقالة بل هناك اقالة"، تؤكد في الوقت نفسه ان "حزب لديه منتسبين بالالاف لن يؤثر عليه خروج قلائل".
وتكشف المصادر لموقعنا، ان " ما يسمى "استقالة" قدمت من الغريب وهو - بحسب قولها - مفوض عام الكشاف، منذ سنة ونصف، وهو منذ ذلك الحين غير عامل حزبياً" ووفق تفسيرها، فإن عرضها على الاعلام اليوم سببه "قيام العشرات بحالات مماثلة ونشرها على الاعلام بنية تشويه صورة الحزب وادعاء ما ليس موجوداً"، وهو ما شجع السيد الغريب لسحب هذه الورقة والتلويح بها بقصد الذم وخلق "فقاعة اعلامية".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News