"ليبانون ديبايت"
"لم يعد أحد يتحدّث عن الصّراع العربي الإسرائيليّ، لقد احتجب هذا الصراع، واختفى وراء صراعٍ آخر طغى عليه.. هو الصراع العربي - العربي والصراع الإسلاميّ - الإسلامي.."، هذه هي الحرب الخفية التي تحدّث عنها في الماضي الكاتب المصري مصطفى محمود والتي نعيش فصولها اليوم، فالصراع بدأ يتفاقم يوماً بعد يوم بين الدول العربيّة.
في الحقبة الأخيرة، قسمت سوريا ظهر البعير ضمن محورين، كانت إمارة قطر إحدى مكوّناته الأساسة، وعلى وتيرة حماوة الصراع الميداني نفسها، كان تقريباً داخل المحور الواحد إذ تصارعت كلّ من السعودية وقطر على الظفر بالدور الإقليمي ذات القطب الواحد، بينما كانت إدارة الرئيس باراك أوباما تعمل كـ"شرطي فكّ نزاعاتٍ" بين الجهات.
غادر أوباما ليحلّ مكانه دونالد ترامب الذي وضع اليد على الملف وعمّد السعوديّة التي زارها مؤخراً "شرطياً" في الخليج دافعاً نحو مواجهة إيران ضمن حلفٍ "خليجيٍّ - عربيّ - سنّيّ". كان من نتائجِ هذه الزيارة، وهو ما ظهر لاحقاً، استثناء قطر من المرحلة الجديدة، ما أعطى ذريعةً للسعودية من أجل تكبيل الدوحة إقليمياً. استغلّ تصريح منسوب لأمير قطر ليشنّ جيران الإمارة حملة مقاطعاتٍ قادت إلى تدهورٍ غير مسبوق في العلاقات الخليجية - الخليجية. هذه التطوّرات، دفعت بدولٍ صديقة إلى الدخول على خطِّ المصالحة، وأخرى على خطّ تأجيج الخلاف، من خلال قراراتٍ رسميّة صارمة تجاه قطر. لكن أين لبنان من كلّ ما يحدث وما هو الموقف الذي سيتبنّاه؟!
تؤكّد أوساط ديبلوماسيّة، لموقع "ليبانون ديبايت"، أنّ لبنان ينطلق في تعامله مع الأزمة وفق سياسية النأي بالنفس التي اعتُمِدَت إبان اشتداد رياح الأزمة السورية، وتبنّاها رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون لاحقاً في خطاب القسم، وكرّرت الحكومة التشديد على تبينّها في بيانها الوزاري"، لتخلص أنّ "الموقف الرسمي للبنان يصبّ في هذا الاتّجاه، ويعتمد موقع الحياد في التعامل مع قضايا الصراع العربية - العربية".
وتجزم الأوساط، بأنّ لبنان لن يدخل في حلبة الصراع كي لا تنعكس الأمور بشكلٍ سلبيّ عليه، فكما تربطه علاقات قوية مع السعودية، تربطه علاقات لا تقل شأناً مع قطر". وحول طبيعة أن تؤثر علاقات بعض الأفرقاء السياسيين على الموقف الرسمي للدولة، قالت الأوساط إنّ "ما للسياسية الداخليّة الخاصّة هو للسياسة الداخلية الخاصّة، ورسم سياسة لبنان الخارجية وكيفية التعامل مع الدول، الصديقة وغير الصديقة، لا يأتي من أهواء هذا السياسيّ أو ذاك ولا بمعيار القرب من أي دولة، بل من باب ترتيب الأولويات والمصلحة".
وذكّرت الأوساط، أنّ قطر لعبت دوراً كبيراً في لبنان، فهي ساهمت بإعماره بُعَيدَ حرب تموز وكان لها بصمات في الهِبات المقدّمة للدولة والمساعدات الإنسانيّة وغير الإنسانيّة وصولاً لحلّ قضية المختطفين العسكريين وغير العسكريين، فلبنان الذي صاغ عبارة "شكراً قطر"، لن يتنازل عنها أو عن أيّ عبارةٍ أخرى ترتبط بشكر الأشقاء.
وانطلاقاً من المساعي المبذولة من عددٍ من الدول لرأب الصدع الخليجي، أبدت الأوساط الدبلوماسيّة "استعداد لبنان للعب دور الوسيط والمشاركة في تبريد الأجواء بين الدول الشقيقة" غامزةً من بوّابة أنَّ قطر لديها في ذمّة لبنان جميل منذ أيّار 2008 حينما جمعت الأقطاب اللّبنانيون في الدوحة ولم تخرج الا عندما أمّنت الاتّفاق الشهير بينهما، ولبنان ليس من الذين يأكلون الجميل، وهو مستعد لفتح ابوابه للحل".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News