خاص-"الهيبة"... طفل يحمل سلاح وواقع بأقسى صوره!

-خاص التحري-

منذ اللحظة الأولى لإنطلاق مُسلسل "الهيبة" كان من الواضح أنّه لن يمرّ مرور الكرام في زحمة الأعمال الرمضانيّة. وسرعان ما تحوّل لحالة شعبيّة خاصّة ملعبها الشارع ومواقع التواصل الإجتماعي التي ضجّت بالتعليقات الطريفة والتي طالت شخصيّات المُسلسل وقد وصلت إلى ذروتها قبل ساعات من عرض حلقة الأمس حتّى شعرنا أنّ الجميع إتّجهوا إلى "الهيبة" للمُشاركة في زفاف "جبل" و"عليا"...
في المقلب الآخر، علت بعض الأصوات، المتأثرة بحادث مقتل الشاب "روي حاموش" الأليمة التي هزّت الرأي العام، والتي إعتبرت أنّ "مشاهد السلاح في المُسلسل مُبالغ بها" وربّما هو "الجانب الوحيد المُكلف لـ"الهيبة"...
فهل الدراما تُروّج لـ"الممنوع" لمُجرّد أنّها تنقل واقعاً يحكمه التفلّت الأمنيّ؟!!
صُنّاع "الهيبة" يعرفون أنّ الواقع يخلق الدراما، لذا رفعوا سقف التحدّي عالياً بطرحهم لمواضيع شائكة يُعاني منها مُجتمع بأكمله، وتتحكّم بها أطراف غير شرعيّة...
صنّاع "الهيبة" وضعوا الإصبع على الجرح، فمن الطبيعي أن تتحرّك مشاعر الألم والخوف أمام مشاهد من الواضح أنّ المُخرج أرادها مُحرّكة للمشاعر، فترجم الواقع بأقسى صوره عندما صوّر الطفل"جبل"يحمل السلاح لأوّل مرّة.
ذكّرني "الهيبة" بالمُسلسل المصري"تحت السيطرة" بطولة "نيللي كريم" والذي تدور أحداثه حول حياة مُدمني المخدّرات من خلال قصّة "مريم" التي تحاول مُساعدة صديقين للإبتعاد عن بؤرة الإدمان ، هذا العمل الذي قسم الرأي العام لحساسيّة المواضيع المطروحة فيه، من دعارة ومخدّرات وتعاطي الخمور، وحصد أكثر من ثماني جوائز ضمن المهرجانات السنويّة الخاصّة بالدراما.
فما الذي سيحصده مُسلسل "الهيبة" بعد، غير الأصداء الجميلة التي تُنبىء بجزء ثانٍ يُحكى عنه في الكواليس؟ وما الرسالة الأكبر من هذا العمل والتي من المؤكّد أنّها ستتّضح مع عرض المزيد من الحلقات؟ّ