"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:
مع تهافت الناس على الجراحات التجميلية وانتشارها غير المسبوق وسط النساء والرجال وبين مختلف الأجيال، يتزايد الحديث عن أخطاء طبية في مجال التجميل بعضها يَسكت "ضحاياها" عنها, وكثير منها يخرج إلى وسائل الإعلام موجّهاً أصابع الاتهام إلى الطبيب او من يدعي انه مختص بالتجميل, ويضيع الحق بين الظالم والمظلوم في حالات عدة حيث المسؤولية تقع على الطرفين المتضرر ومن ضرّه!
حالة "باسمة" هي احدى تلك الحالات, فجل ما في الامر انها قصدت احدى المراكز التجميلية في منطقة طرابلس, لتتلقى علاج تجميلي بسيط لوجهها وهو الـ "Mesotherapy " وهو علاج تجميلي طبي غير جراحي وطبيعي. الاّ انه تسبب بـ "دبغ" وازرقاق على ذقن باسمة, قيل انه ناتج عن حساسية تعاني منها الاخيرة.
الى هنا.. الامر اكثر من طبيعي, الاّ ان ما انتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من صور واخبار "مرعبة" تُظهر وجه باسمة المشوّه استدعى منا التواصل مع الطرفين للاستفسار عن حقيقة ما حصل.
الضحية رفضت ان تتكلم, لكي لا تدخل بقضية تشهير او تتواجه مع من له علاقة بتشوّه وجهها, الاّ ان مصادر مقربة منها روت لـ "ليبانون ديبايت" تفاصيل ما جرى معها منذ ان قصدت مركز التجميل هذا من اجل علاج الـ "Meso" فقالت "بعد الدبغ طُلب من باسمة وضع مرهم لمعالجة الالتهاب والمجيء في اليوم التالي لمتابعة العلاج, وما حصل انه وفي اليوم التالي قصدت باسمة المركز ونصحتها صاحبة هذا المركز بعلاج جديد يصحح شوائب الوجه ويجمّل وهو طبيعي وسهل."
العلاج هو "PRP" او ما يُعرف بتقنية الحقن بالبلازما وهي عبارة عن مصل يتم سحبه من دم الشخص نفسه ويكون غنياً بالعوامل المساعدة على نمو الخلايا وتنشيط الخلايا الجذعية في المكان المعني. وبحسب المصادر ان "باسمة وافقت على هذا العلاج لأنه تحت اشراف احد المختبرات الطبية في المنطقة, وفعلا خضعت للعلاج الذي لم يتعد وقته النصف ساعة تقريبا وحتى لا اثر للألم فيه, فعادت صاحبة المركز واقترحت على باسمة نوع آخر من العلاجات قائلة انه يُزيل البقع السوداء نهائيا من الوجه ويعطيه اشراقة."
ونقلت المصادر ان "بعد اقناع باسمة تم حقنها بإبرتين تسببتا لها بألم شديد ما استدعى منها التوقف وسط العلاج والذهاب الى المنزل اثر الورم الذي تعرض له وجهها, والعودة بعد حوالي الاسبوع للمتابعة, الا ان باسمة لم تستطع العودة لأن وجهها ازداد تورما وازرقاقا واصبحت خبيرة التجميل تأتي الى منزل باسمة لاعطائها ابر "الكورتيزون" وابر "تجلّط" محاولة منها معالجة الالتهابات."
ولكن باسمة لم تلجأ الى القانون لتحصيل حقها لأنها كانت مشغولة بايجاد حل لوجهها وتشوهه وقيل ان الادلة التي تُدين المركز قد جرى اخفاءها على الفور. لكنها روت ما جرى معها لأصدقائها الذين تناولوا القصة عبر مواقع التواصل, وتبنتها بدورها بعد المواقع والصفحات الالكترونية, ناشرة صور لباسمة بعد الحادثة واسم المركز والتفاصيل, ما جعل الطرف الآخر يرفع دعوى "تشهير" بحق باسمة وكل من يتناول القصة, راوين لـ "ليبانون ديبايت" سيناريو مختلف ومغاير عما نُقل من الطرف الاول.
وإنطلاقاً من الموضوعيّة وضرورة نقل الروايتين من دون فرض أحكام مسبقة، تواصل "ليبانون ديبايت" مع المركز التجميليّ حيث اكدت صاحبة المركز عبر محاميتها, انها لم تحقن المتضررة بأي مادة, بل جل ما في الأمر انها تحسست على علاج الـ "Meso" وتورم وجهها وامتلأ بالماء, معتبرة ان الضحية حاولت ابتزازهم ماليا, نافية ان يكون للمركز اي علاقة بتشوه وجه باسمة, وقالت ان الاخيرة كانت قد حقنت وجهها في مكان آخر, ولم تتلق في المركز التجميلي لدينا سوى علاج الـ "Meso" وهو علاج طبيعي يمكن لأي شخص ان يقوم به.
باسمة من طبيب الى آخر تحاول معالجة وجهها المتضرر, والمركز ينفي اي خطأ من قبله, ويقول عبر محاميته ان وزارة الصحة تبلغت وكشفت على المركز الا انها لم تجد اي مواد تُظهر ان المركز يقوم بأي عملية حقن تجميلي. صور, تسجيلات, وتقارير طبية تُدين المركز والعاملين فيه بالاضافة الى تقرير من الطبيب الشرعي, بالمقابل وقائع ودعاوى واثباتات تنفي اي تسبب بالتشوه من قبل المركز لباسمة.. فهنا نترك للقضاء الذي وكّله الطرفان بايجاد الحق, ايجاده!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News