أمن وقضاء

placeholder

ليبانون ديبايت
الأربعاء 21 حزيران 2017 - 04:00 ليبانون ديبايت
placeholder

ليبانون ديبايت

ماذا يُخفي الجيش لداعش شرقاً؟

ماذا يُخفي الجيش لعرسال؟

ليبانون ديبايت - المحرر الأمني

"رمضان" أوشك على الرحيل، دون أن يأخذ معه مجاميع الإرهابيين المُحتشدين في الجرود اللّبنانيّة المُحتلة، كما اوحى البعض. توحي المؤشرات حتّى الآن بأنّ الجيش اللّبنانيّ ليس بصددِ تنفيذ هجومٍ شامل على الإرهابيين في الجرود كما رُدِد، كذلك لا تدلّ جداول الحركة أو يؤكد الرصد الميداني وجود أيّة تحضيرات "غير اعتيادية" للجيش على خطّ الحدود الشرقيّة، سوى عمليّات "تدشيم وتعزيز" باتت طبيعية في مثل هذا الوقت من كلّ عام، فلماذا يُهلَّل إعلاميّاً لـ"معركة الحسم الكبرى" ويُراد إدخال الجيش عنوةً في أمرٍ لا يسقطه من باله، لكن وقته ليس الآن؟

هناك من يغوص كثيراً في التحليل، خاصّةً مع الزيارات المتتالية لقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي إلى بيروت، والتي بنى عليها في امكانية حصول "تعديل ميداني"، لكن المصادر المعنية بالملف، تعتبرها "ترتيب روتيني عادي، غير مرتبط بأيّة تحضيرات غير عاديّة على الحدود"، ولا تخجل في قولها لـ"ليبانون ديبايت"، إنّ الجنرال جوزف فوتيل، لم يفاتح أيّ من القادة العسكريين الذين التقاهم، بأي خُططٍ عسكريّة مستقبليّة للجيش في هذه المنطقة أو في افكار اميركية، بل انحصر حديثه فقط في "الخطوات التي يقوم بها الجيش لمكافحة الإرهابيين".

من يُتابع الوقائع الميدانيّة المقرونة بالأحداث المُتتالية في السلسلة الشرقيّة للبنان، في فترةٍ زمنيّةٍ قصيرة، يتأكّد أنّ الحِراك العسكري يحصل في الجانب السوري من الحدود، بعدما قلّب حزب الله خُطط العملية المُرتقبة بين يديه، وبات جاهزاً لتسديد ضربته المُوجِعَة في مواجهةٍ قد تشتعل جبهاتها وفاقاً للوقت الذي يُحدده مسار التفاوض الجاري مع بقايا المُسلحين والنازحين في مخيّمات عرسال، والذي يخوض غماره على الضفّة الثانية، "أبو طه العسالي" – مسؤول "سرايا أهل الشام" في وادي حميد في عرسال بالإضافة إلى عوامل ميدانيّة أخرى.

على المقلب الآخر، كثًر الحديث في الآونة الأخيرة عن التحضيرات التي يقوم بها الجيش اللّبنانيّ لأوسع عمليّة عسكريّة مرتقبة ستشهدها أيّام رمضان، إذ أوحت التحصينات التي يقوم بها للبعض أنّ المعركة ستبدأ. يتحضّر هلال رمضان للأُفول ولم تأتِ المعركة الموعودة بعد. مصادر معنية، تؤكّد لـ"ليبانون ديبايت" أنّ الجيش يُعزز مواقعهً ويُحصّنها ليس بُغية الهجوم على المُسلحين، فمن يريد الهجوم لا يُعلن عن ذلك، بل يُباغت عدوه لتحقيق أهدافه المرجوّة"، عازيةً خلفيّة التحصينات التي يبني البعض مواقفه عليها، لالتفات المؤسّسة العسكريّة حول إمكانيّة ارتداد المسلّحين تلقائياً إلى الداخل اللّبنانيّ بعد تضييق الحزب والجيش السوريّ الخناق والحِصار عليهم من شمال غرب القلمون (جرود الجراجير وقارة).

وانطلاقاً ممّا تقدّم، لا يجد المعنيون حاجةً لعملية عسكريّة واسعة حالياً، كون الجيش يحقّق أهدافه بأقل خسائر ومصاريف ممكنة، من خلال اعتماده اسلوب ناجح اثبت براعته، ووجه ضربات قاسية للمسلحين وقادتهم، فلماذا الانقضاض عليهم الآن في ظرفٍ غير مؤاتٍ ولا يوفّر غطاء سياسي داخلي لأيّ حراكٍ واسع؟ تسأل المصادر المعنية.

تفسير السؤال يقود إلى أنّ المؤسسة العسكريّة تحسب الخطوات والوقت جيداً، وتعي أنّه تعب وتآكل قدرات المسلحين، يقود مع تمكين ضربات الجيش إلى عوامل انفراط وجودهم، دون الحاجة إلى شنّ عمليّةٍ عسكريّةٍ في تضاريس وعرة وقاسية، قد تتحوّل لعنة على المهاجمين ومنصّات قوّة للمدافعين الذين لا يتوزّعون على أمتارٍ محدّدة ضيقة، بل على مساحات شاسعة تشظي إمكانيّة العمل وتحتّم تأمين الأعداد المناسبة.

وممّا يُبعد إمكانيّة حصول عمليّة عسكريّة واسعة في الوقت الحاليّ، هو نجاح المصالحات في توفير ما يمكن تأمينه من خلال المعركة، أي تنظيف الجرود وإعادة النازحين، وهذه المصالحات تجري حالياً على شكل مفاوضاتٍ تحت مجهر دَولي ضمن منطقةٍ جِرديّة خاضعة قبل أي شيءٍ آخر لعوامل إقليميّة تعوم على صفيحٍ من المصالح لا يمكن غضّ النظر عنها، ومن المعروف أنّ أيّ اشتباكٍ في هذه المنطقة سيأثر حتماً على النازحين التي فتحت سوريا أبوابها لاستعادتهم إذ يعوّل داعش عليهم بُغية استخدامهم دروعاً بشريّةً في وجه الجيش، في حال حصل تطوّر ما لاحقاً.

وعليه، يبقى الجوّ العرساليّ الدّاخلي القابع على صفيحٍ ساخنٍ بين الأهالي والنازحين هو أكثر ما يعيق تحرّكات الجيش ويُعرقل أي عمليّة مُحتملة، فأيّ خطوة قد يقوم بها الأخير باتّجاه الجرود يُرجّح أن تنقلب عليه وتصبح المعركة أهلية داخلية بين العرساليين والنازحين، ونحن بغنى عن ذلك.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة