للمرة الثانية على التوالي يمر عيد الفطر ثقيلاً وحزيناً على أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «داعش» الإرهابي، فبهجة العيد تغيب هذا العام أيضاً في ظل إستمرار خطف العسكريين وغياب أي أخبار عن مصيرهم تبرد قلوب أهلهم وذويهم. وكما عشية كل عيد، يأتي العسكريون إلى أهاليهم من خدمتهم لقضاء «مأذونية» العيد معهم، غير أن هذه العشية تختلف عن سابقاتها، فلا العسكريون سيأتون من خدمتهم، ولا أخبار عنهم منذ ما يقارب السنتين ونصف السنة.
وعلى الرغم من كل الجهود التي بذلها القائمون على الملف وحكومة استعادة «الثقة» برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وما قدمته من جائزة قدرها 250 ألف دولار لكل من يدلي بمعلومات عن العسكريين، فإن كل هذه المحاولات لم تُحدث أي خرق في جدار الملف خصوصاً في ظل التعتيم الممنهج الذي يتبعه التنظيم حول هذا الملف ومصير العسكريين وصحتهم.
«عيدٌ بأية حال عدت يا عيد»، إنه لسان حال الأهالي اليوم عشية العيد، خصوصاً وأنهم كانوا يأملون تمضية هذا العيد مع أبنائهم وعودة الفرحة «المخطوفة» منذ أسرهم في 2 آب قبل ثلاث سنوات إلى أرجاء المنزل وإلى وجوه الأهالي ومحبّيهم. أبناء ينتظرون آباءهم من أجل تمضية العيد معهم وأخذ «العيدية»، وأمهات ينتظرن فلذات أكبادهن على أحر من الجمر لقضاء أمتع الأوقات معهم بعد غياب طويل، وزوجات متلهفات للقاء رفاق العمر. واقع مرير يعيشه الأهالي ليس في عشية العيد فحسب، بل في كل الأوقات منذ يوم الاختطاف.
وعلى الرغم من الإحباط الذي يعيشه الأهالي نتيجة غياب الأخبار، بحسب ما أكدوا إلا أنهم يأملون أن «تسهم الجهود المبذولة من قبل الحكومة في إحداث ثغرة في جدار الملف تكون مفاجأة للأهالي وأجمل عيدية لهم».
وفي هذا السياق، شدد حسين يوسف، والد العسكري المخطوف محمد يوسف، على أن «يوم العيد أصبح بالنسبة إلينا يوم ألم وغصة في ظل غياب فلذات الأكباد»، مشيراً إلى أن «الأهالي يفتقدون فرحة العيد وما يحمل من معاني الفرح والسعادة والبهجة لأنهم يمرون بحالة مؤلمة وسيئة جداً في ظل غياب أي خبر عن مصير أبنائهم».
ولفت إلى أن «الأهالي سيكونون متواجدين في هذا اليوم في ساحة رياض الصلح في خيمهم، ليس من أجل العيد بل من أجل أن يبكوا من حرقتهم ووجعهم على غياب أبنائهم»، متمنياً «بنهاية هذا الشهر الفضيل وفي هذه الأيام المباركة، أن يشفق الله على قلوب الأمهات والآباء ويستجيب لدعائنا ويفك أسرهم عما قريب».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News