يعيش الشرق الأوسط حالة من الترقب في انتظار ما إذا كانت قطر ستنصاع في نهاية المطاف للشروط الـ13 التي وضعتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين قبل فك الحصار عنها والحد من قطيعتها.
فبين أهم الشروط التي فرضتها مجموعة المقاطعة على الدوحة: "إغلاق قناة الجزيرة وفروعها، وتجميد القاعدة العسكرية التركية في قطر، الحد من الاتصالات الدبلوماسية مع إيران، النأي بنفسها عن التنظيمات الإرهابية، والكف عن التدخل في شؤون بلدان المقاطعة".
"رويتر"، وفي تعليق على ما يحيط بالأزمة القطرية وشروط مجموعة "الأربع العربية"، ذكرت بأن المقاطعة اشترطت على الدوحة كذلك تعويض المجموعة عن "الخراب والخسائر التي لحقت بها جراء السياسة القطرية".
كما ذكّرت "رويترز" بمطلب "الأربع" "رفع الدوحة التقارير الشهرية والسنوية لمجموعة المقاطعة تشرح فيها ما بذلته لتنفيذ قائمة الشروط الثقيلة التي آذنت ببدء لعبة اعتبرت "سي أن أن" أنها ستكون الأكبر من نوعها في المنطقة طيلة عقود"، لاسيما وأن الدوحة قد رفضت الشروط العربية جملة وتفصيلا ووصفتها بـ"التعجيزية".
واللافت في الأزمة القطرية، هو الخيار الذي وقع على الوسطاء لتسويتها واستقر على الكويت وعمان، الأمر الذي يؤكد اختلاف مواقف بلدان الخليج العربية تجاه ما أثير حول قطر، وعدم تبلور خريطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط التي رسمت خلال زيارته إلى السعودية.
واللافت فيها كذلك، عرض تركيا وساطتها للتسوية فيما هي حليف للولايات المتحدة وعضو في الناتو، الأمر الذي حمل اللواء محمد منصور مؤسس المخابرات القطرية على اعتبار أنه بالتطورات الأخيرة "صار ينصبّ على قطر الكثير من الخلافات السياسية وفي مقدمتها الإقليمية".
ومما يعزز طرح منصور، تصريح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الذي أكد في تعليق على المطالب العربية المتعلقة بقاعدة بلاده في قطر، أن قرار افتتاحها "اتخذ من بلدين مستقلين هما تركيا وقطر"، مذكّرا بأن "أنقرة أطلعت الرياض رسميا على موقفها بهذا الصدد".
ورغم دفاع أوغلو عن قاعدة بلاده في قطر، فقد أكد "أن أنقرة لا تميز في علاقاتها بين بلدان الخليج" ليضع بلاده بهذا التصريح على حافة الصدع العربي المتسع تباعا مع احتدام أزمة قطر.
وبالوقوف على ما يحيط بقطر، اعتبرت صحيفة "خبر 7" التركية أنه لو كانت إيران المستهدفة بإثارة هذه الأزمة، لأنزلت العقوبات الخليجية بها لا بقطر، نظرا للعلاقات الاقتصادية والسياسية القوية التي تقيمها الإمارات مع إيران".
هذا يعني أن المحور التركي القطري الإيراني سوف يؤسس لعلاقات أوثق بين تركيا والإمارات ليظهر بذلك حلف وليد لم تعرف له المنطقة مثيلا في تاريخها يضم أنقرة والدوحة وطهران وبغداد في ظل التحالف الروسي التركي الإيراني على الساحة السورية، ما يدعو إلى التساؤل عمّا إذا كانت واشنطن قد توقعت قيام حلف من هذا النوع بعد الإنذار السعودي لقطر أم لا؟
سوف تخلق الأزمة القطرية الفرصة لأنقرة وغيرها من الأطراف المنخرطة، للإفادة من مدخرات مالية ضخمة، واحتياطي هائل من الغاز وشغل مواقع استراتيجية في الخليج، في واحدة من أكثر الحلبات وعورة في العالم.
الأزمة القطرية في خضمها، وفيما تعزو صحيفة "ديلي صباح" التركية تفاقم التعقيدات في الخليج للضبابية التي صارت تتسم بها سياسة واشنطن"، يجمع فريق لا بأس به من الخبراء على "تهالك قدرات الولايات المتحدة وهيمنتها هناك"، رغم أنه من المبكر حتى الآن شطب واشنطن من حسابات المنطقة السياسية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News