أمن وقضاء

placeholder

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 11 تموز 2017 - 02:00 ليبانون ديبايت
placeholder

ليبانون ديبايت

اقتراح تبادل.. التلّي مقابل أسرى حزب الله

اقتراح تبادل.. التلّي مقابل أسرى حزب الله

"ليبانون ديبايت" - المحرّر الأمنيّ

انشغلت في الأيّام الماضية، الطائرات الحربيّة السوريّة، بشنِّ غاراتٍ على طول الجرود اللّبنانيّة والسوريّة مستهدفةً سائر المسلحين المنتشرين دون استثناء، في وقتٍ كان الجوّ العام في مخيّمات النازحين على المقلب اللّبنانيّ، يوحي بأنّ ثمّة خوفٌ من قيام حزب الله بتشغيلِ محرّكات عمليته العسكريّة. هذا الخوف، قد يعكس حالة ضغطٍ مضاعفةٍ إلى الحالة المُماثلة المكوّنة من جراء تحضيرات حزب الله.

لم يفرّق الطيران السوري بين مسلّحٍ وآخر، فكلّهم وعلى اختلاف تصنيفاتهم وُضِعُوا ضمن "حزمةٍ واحدةٍ" وإن اختلفت مقاربة الأمور الميدانيّة. ثمّة تقديرات بأن يرشّح عن العملية الجديدة، عند اكتمال التمهيد الناري لها، واقع جديد سيحوّل "سرايا أهل الشام" إلى حرس حدود متكاتفٍ ومتضامنٍ - إلى حدٍّ ما - مع الدولة السوريّة، على غرار إفرازات المصالحات في المناطق الأخرى، إذ تحوّل المسلحون من عناصر ميليشيات إلى قِوى أمن، فماذا عن جبهة النصرة وداعش؟

بالنسبة إلى تنظيم البغدادي الذي يتمتّع بوجودٍ مُريحٍ في الجزء الشماليّ الغربيّ من القلمون والشماليّ الشرقيّ من عرسال، يبدو أنّه خارج أيّ معادلةٍ حسابيّةٍ تفاوضيّة، إن على مستوى تفكير حزب الله أو "داعش" ككل. وعلى الرغم من كلِّ الأقاويل التي تتحدّث عن تنسيقٍ بين "داعش" و "النصرة" للحيلولة دون تمدّد حزب الله في المنطقة الجرديّة الخاضعة للطرفين، تبدو حسابات البيدر مختلفة عن حسابات الحقل، فلـ"داعش" مصلحة أساسيّة في إبعاد "النصرة" عن مناطق يحتاجها لتشكيل خطوط دفاعٍ أماميّة يتعذّر عليه رسمها حاليّاً بحكم وجود "النصرة" التي دخل معها على فترات، بقتالٍ داخليٍّ ضروس، هذه رواية!

هذه الأخيرة، ترى فائدةً من المفاوضات، وهذا يدلّ من خلال طرحها الانتقال إلى إدلب ضمن "سلّة تفاهمات"، لكن ما عرقل استمراريتها هو دخول "سرايا أهل الشام" كـ"طرفٍ مؤثّر" أوّلاً وعدم تحقيق رغباتٍ عدّة لها ثانياً، ما أجبرها على إطلاق النار على الورقة.

لا يمكن حاليّاً إلّا فهم أنّه من خلف الضغط العسكريّ الذي يتراكم في الجرود، مساعٍ لـ"إحراج النصرة فإخراجها"، على مبدأ سحب التنازلات من فمها تحت النار. لا يُخفي مطّلعون على الملف لـ"ليبانون ديبايت"، أنّه وخلال إدارة التفاوض عبر الوسط بين "الجبهة" و "حزب الله" ممثلاً الدولة السوريّة، قدّمت مُعطيات عديدة تُشيرُ إلى نيّة "داعش" الانقضاض عليها في الجرود، حين إدراكه أنّها راحلة، فهو لن يدعهم يرحلون هكذا دون ثمن.

على ذمّة الراوي، "داعش" يفضّل أن يكون صاحب السيطرة على "أراضي النصرة"، لكنّه وفي الوقت نفسه يستفيد من وجودهم جاعلاً من عناصرها "أكياس رملٍ" مرفوعةٍ على حدود مناطقه التي يضع حاميته خلفهم! هذا التناقض في تفسير الأمور، يذهب حدَّ توقّع "النصرة" أنّ "داعش" لن يسمح لهم بالخروج دون ثمن، وهذا ما تأكّد من خلال تلك المُعطيات المُشار إليها آنفاً، وهذه روايةٌ ثانية!

ولا يُخفي المُطّلعون نفسهم، أنّ خلف عملية إعاقة الصفقة أمرين، الأوّل إخراج الورقة من يدِ "سرايا أهل الشام" التي لم تعد "تُعْجِب" النصرة والتي استشعرت تقارباً بين "السرايا" و "الدولة السوريّة"، وثانياً وجود نيّةٍ لرفع المطالب عبر المُمطالة، ومن ثمّ إشعار الجهات الأخرى أنّ التفاوض سيتهاوى.

تُشير معلومات "ليبانون ديبايت"، إلى أنّ "النصرة" قدّمت مطالب عدّة خلال مرحلة المفاوضات الأخيرة، ففضلاً عن الغذاء والدواء المقترحين كـ"بوادر حسن نيّة" (لم يحصل أن أرسلت أيّة مواد)، طلبت مثلاً عدم تسليم المناطق التي سيجري إخلاؤها لـ"سرايا الشام"، فضلاً عن اقتراح تأمين "رعاية الدولة للاتّفاق" (خوفاً من استهداف قوافل الخارجين)، وهذا الخوف قاد للانتقال إلى إمكانيّة بحث وُجهةٍ أخرى لإخراج المسلّحين تنوب عن الداخل السوريّ، وهنا، لم تبدِ "الجبهة" تشجيعاً للخروج عبر المناطق الخاضعة لسيطرة الناس، خاصّة وأنّه في الطريق نحو إدلب، جزء كبير منها مأهول!

حزب الله الذي لاحظ رفعاً مستمراً لقائمة المطالب من قبل "النصرة"، كان أوّلاً قد وضع شرط الحصول على معلوماتٍ حول أسراهُ المعتقلين لدى "الجبهة" في منطقة حلب، ليتطوّر هذا الشرط لاحقاً مع تطوّر مطالب "النصرة" ويصل حدَّ مبادلة "التلّي" بعناصر الحزب الأسرى!

وحصل "ليبانون ديبايت" على معطى، يُؤكّد أنّ حزب الله كان عازم على عدم السماح بإخراج "التلّي" من منطقة الجرود، طالما أنّ أسراه الأربعة الأحياء في حلب لم يجرِ تحريرهم، وبالتالي ارتبط مصير التلّي بمصيرِ هؤلاء، وهو ما أعاق التفاوض بذريعةٍ قدّمتها "النصرة" وهي عدم وجود "آلية تنسيقٍ" مع الجهات الموجودة في تلك المنطقة، وهو كان أشبه بـ"اعترافٍ مبطّن" من أنّ "الجبهة" تحوّلت إلى "جبهاتٍ" غير خاضعةٍ لقيادةٍ واحدة!

في الخُلاصة، ارتفع في الأيّام الماضية خيار العسكريّة على الخيار التفاوضي، أمّا النتائج، فهي منوطة بالأيّام القادمة، إذ يُتَوقّع أن تُطلَق صفّارة العمليّة قُبَيل آخر الشهر الجاري.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة