"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
استدرك وزير الدفاع يعقوب الصرّاف خطوة الرئيس سعد الحريري المتمثّلة بـ"دعوة استدعاء" قائد الجيش العماد جوزيف عون، إلى مكتبه في السراي الحكوميّ، بحضوره شخصيّاً إلى جانب "القائد" وفقاً لما يمليه البند 8 من المادة 64 التي تُحدّد صلاحيّات رئيس الوزراء.
حسناً فعل الصرّاف في خطوته التي صحّح فيها صمته عن الاستدعاء، كذلك الرئيس سعد الحريري الذي خرج بانطباعٍ مختلفٍ عن المشهد الذي نُسج حول "الاستدعاء"، واصفاً اللّقاء بأنّه يجب أن يكون "أمام الإعلام لأنّ هناك تشويهاً للحقائق"، مشدداً على "التواصل الدائم مع قائد الجيش".
لكن هذا الموقف الذي برّد الأجواء وربّما أزال ما تراكم في النفوس، أتى كعملية علاجٍ لضررٍ لحق بالمؤسّسة من جرّاء أسلوبٍ اتُبِع معها ولم يكن الحريري موفّقاً فيه أبداً، ومثّل سابقةً كان من الأفضل تداركها، لكن أبلغ ما أدى إليه، هو امتعاضُ القائد من هذا الأسلوب، والذي لم تخفِهِ مراجع مقرّبة منه.
لا تُخفي مراجع سُئِلَت عن "نصِّ الدعوة (الاستدعاء)" أنّ العماد عون نُصح من قبل عددٍ من المقرّبين منه أن يحتجب عن الحضور، لكن اهتمامه بتداركِ أيّ أزمة بين المؤسّستين السياسيّة والعسكريّة ومعالجة أيّ "أزمة" قد تنشأ، غلبت على رأيه ربّما، وتجاوز الصلاحيّات من أجل المصلحة العامّة.
الأكيد وبحسب معطيات "ليبانون ديبايت" إنّ الاتّصالات السياسيّة التي نشطت في أعقاب دعوة الحريري واِلتماس امتعاض العماد قائد الجيش، قد وصلت في النهاية إلى تسويةٍ قضت بمرافقة وزير الدفاع للقائد وتوجّههما سوياً والجلوس في حضرت رئيس الحكومة، لكن الاتّصالات تلك لم تمنع تعبير عون عن امتعاضه من السياق الذي جرت الدعوة عبره، وإن خفّفت منه.
لا شكّ، والحديث للمراجع، أنّ العماد جوزيف عون أوصل رسالة "ردّة الفعل" في قالبٍ دبلوماسيٍّ مُعبّر خلا من السخونة والتشدّد إلى الرئيس سعد الحريري وأوصل المضمون في حدّه المعقول، الذي قرأه الحريري جيّداً وبنى في موقفه بعد اللّقاء عليه. فالرسالة، أدّت الغرض منها وأعادت تصويب الأمور وأبقت على العلاقة الجيّدة بين السراي واليرزة دون أن يمسّها غبار، وربّما رفعت شعور الحريري بمقدار انتباهه للضرر الذي ترتّب عن الدّعوة المُماثلة والتي حتّمت إعادة قراءةٍ في الدعوات المُقبلة التي لا حاجة فيها للبيانات الإعلاميّة!
ذهب بعض المطّلعين أمس إلى مرحلة تخيّل قيام قائد الجيش بردٍّ مُماثلٍ على الدعوة. ماذا لو نصَّ بيان ذكّر فيه أنّه قائد للجيش خاضع لرئيس الجمهوريّة بوصفه القائد الأعلى للقوّات المسلّحة. ماذا كان سيحصل؟ وهل من اقترحٍ على الرئيس الحريري القيام بهذه الحركة كان على درايةٍ بالنتائج المترتّبة عنها؟ ربّما نعم وربّما لا، لكن المؤكّد في كلّ الذي حصل، أنّ الطرفان خرجا بأقلِّ أضرار ممكنة، فالحريري أوصل رسالته والعماد عون أسمعه موقفه، وغادر على وئامٍ لتبدأ مرحلة تجاوز ما حصل والتعلّم من الماضي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News