أمن وقضاء

placeholder

ليبانون ديبايت
الأربعاء 26 تموز 2017 - 01:30 ليبانون ديبايت
placeholder

ليبانون ديبايت

"التليّ" ممنوع في تركيا

"التلي" ممنوع في تركيا

"ليبانون ديبايت"

أضاع أمير قاطع القلمون الغربيّ في جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، أبو مالك التليّ، فرصةَ الخروجِ من الجرود بصفقةٍ كانت تُطبخُ على نارٍ هادئة، وبدلاً من أن يكون اليوم جالساً في إدلب يحتسي ما لذَّ وطاب، يقبع في مثلثٍ جُرديٍّ لم يَعُد يقوى على حمايته.

في أحد الدهاليز الموجودة في قاطع الزمراني (وفاقاً للمعلومات)، يتخفّى أبو مالك التليّ مع حفنةٍ من رجاله مُستغلّين أخاديد جُرديّة ومغاور كانت المُقاومة الفلسطينية قد أنشأتها في ستينيّات القرن الماضي. هو عالقٌ بين جُردَين ونارين، النار الأولى؛ تأتي من فوهات بنادق حزب الله الموجّهة نحو الجزء الشماليّ من جرود عرسال، والنار الثانية؛ صادرة من هذا الشرق نحو الأسفل، تحمل بين أحرفها رفضاً لاستقبال التليّ لدى "دولةٍ" جاهرت في العداءِ له لا بل قاتلته.

حزب الله لعب في الجرود جيّداً. هو دفع به وبرجاله صوب حدود سيطرة "داعش" وتركتهم هناك ينهشون بعضهم بعضاً، لكي يجري استنزافهم بهدوء وبأقل خسائر ممكنة.

ترسم المصادر الخطوط الأخيرة من عملية التفاوض، لتكشف لـ"ليبانون ديبايت" أنّ آخر رسالة وردت من الجرود يوم الخميس الماضي كانت سلبيّةً وفيها عبارات تهديدٍ لحزب الله الذي سارع إلى مباشرة العمل العسكريّ كونه قد أنهى التحضيرات قبل مدّة. تُشير المعلومات المتقاطعة لـ"ليبانون ديبايت" أنّ من كان يريد عملية التفاوض تلك هما أحمد الفليطي المُكلّف بتبادل الرسائل مع الجانب اللّبنانيّ، والشيخ مصطفى الحجيري الذي كان يذهب ثمّ يعود من الجرود بعد أن يطرح ما يصله من أحمد على "أبو مالك" الذي كان دائم الرفض.

يوم الجمعة وعند أخذ القرار للبدء بالعملية، كان الحجيري قد قُطِعَت وساطته بطلبٍ من أبو مالك، لكن "الفليطي" كان يحاول أن يُحدث خرقاً في جدارها، وهو كان أحد أسباب اغتياله، إذ قضى قرار "التليّ" بإسقاط كلّ الوساطات، وعند استشعاره أنّ ثمّة من لم يَنْصَعْ، بادر إلى الإيعاز بقتله إيذانا بإنهاء التفاوض، أو بالحدِّ الأدنى هناك من كان متضرراً من طرف النصرة في استكمال عمليّة التفاوض، فقرر تبنّي خطوة الإجهاز.

لكن المصادر التي كانت متابعة للاتّصالات، تكشف عن خيطٍ كان أحد أسباب اغتيال "التليّ" للمفاوضات والتسوية يتعلّق بمعلومةٍ وردته من "أبو طاقيه" الذي نُقِلَ إليه رفض نقله إلى تركيا لأنّ السلطات هناك "ترفض استقباله" ما ردّ عليه بضربِ كامل المفاوضات وإسقاطها، على الرغم من أنّ المقاومة كانت تطرح حلولاً بديلةً لممراتِ النقل التي رفضها التليّ كونها تمر من سوريا.

مع محاصرته في قاطعٍ جُرديٍّ ضيّق لا تتعدى مساحته الـ13 كلم مربع، عاد التليّ إلى لغة التفاوض مُبدياً، على ما تقول المصادر، استعداده للمغادرة، لكن المشكلة ترتكز بين:

1- فقدان الأهلية للتفاوض بعد أن بات محاصراً
2- فقدان المرجعيّة التي ستشارك من يكلّفه في المهمّة للنقاش معها
3- خروج أبو طاقيه من دائرة المفاوضات بعد مقتل الفليطي

وثمّة أسبابٌ أخرى تقود إلى تعقيد المفاوضات في الظرف الحالي، وبعيداً عن دوران محرّكات العمل العسكري، وبالنسبة إلى حزب الله، فإنّ شروط التفاوض تغيّرت مع تغيّر خارطة سيطرة النصرة على الجرود. ففي الوقت الذي كانت النصرة تفاوض، كانت تقبض على أكثر من ثُلثي الأرض القاحلة، أمّا اليوم فباتت هذه النسبة خاضعةً لسيطرة المقاومة بـ90%، وتحوّل المسلحون إلى فئران عالقين في مصيدةٍ تقع بين مُربعيّ الزمراني والعجرم، وبالتالي، لم يعودوا يملكون الحيّز على قيادة المفاوضات بالشكل السابق، والحلّ اليوم هو؛ وفاقاً للقاعدة التي وضعتها المقاومة، إمّا الموت أو الاستسلام.

انطلاقا ممّا تقدّم، يبدو أنّ التليّ بات عالقاً في شريطٍ جرديٍّ قصير تترصّده الطائرات السورية من الجو، وتقطع "داعش" عليه الطريق من الشمال، بعد أن نقل ناشطون أنّ لا رغبة لديها في احتواء "التليّ". وحدها قطر تحاول استخراج رجلها من البئر الذي وقع فيه أملاً في نيلها بركة الوسيط الذي سيعمل في الميدان، ورسم خارطة التفاوض الجديدة وآليتها.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة