"ليبانون ديبايت" - المحرر السياسي
أما وقد انتهت المرحلة الرابعة والأخيرة من عمليات حزب الله على الشريط الحدوديّ اللّبنانيّ - السوريّ، بتحقيقه تأميناً لمئاتِ الكيلومترات من الجرود والمناطق اللّبنانيّة - السوريّة، يكون الحزب بذلك قد حقّق هدفه الاستراتيجيّ المُعنون للعمليات، وهو إبعاد خطرِ الإرهابيين عن الحدود اللّبنانيّة، ويكون تالياً قد وجّه ضربةً للمشروع الذي أُعِدّ على هذه الحدود، وكان يُراد منه تشكيل عمقٍ حيويٍّ يؤازر الخُطط أو التحرّكات الإرهابيّة التي خُطِّطَ لها في الداخل المحليّ، ورفدها بكلّ الاحتياجات اللوجستية وغيرها.
سقط هذا المشروع إذاً، وهذا السقوط يمكن رصده في تهاوي الجيوب الإرهابيّة الناشئة في الداخل المحليّ على ضفاف الحرمان. الإرهابيون القابعون في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بدأوا بتحضير أنفسهم للمغادرة ضمن صفقةٍ شبيهةٍ تجري كتابة أحرفها الأولى، بعد أن صار عملهم يفتقد إلى أيّ مدٍّ لوجستيٍّ خارجيّ، تزامناً يتحضّر الجيش اللّبنانيّ للإغارة على جموع "داعش" المحتلّة لجرودِ رأس بعلبك، شمال عرسال، القاع والفاكهة لإتمام مشروع تأمين الحدود.
وتزامناً مع تسريب معلوماتٍ حول العمليّة، رصد، حتّى من قبل داعش، قيام الجيش اللّبنانيّ بتحضيراتٍ عسكريّةٍ وإتمام التجهيزات اللّوجستيّة للمعركة، ما أكّد أنّ الحديث عن هذه المعركة ليس "كلاماً إعلاميّا" كما يشاء البعض تصويره، بل هي عمليّة أمرٍ واقع تسلح الجيش وأعدّ لها قبل مدّة. وعلم "ليبانون ديبايت" أنّ قائد الجيش العماد جوزيف عون أطلعَ رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون على خُطَطِ المعركة، تكتيكاتها وتفاصيلها، وهو ينتظر "الأمر" لإطلاق رصاصتها الأولى.
مرجع عسكريّ قال لـ"ليبانون ديبايت" إنّ توقيت المعركة مرتبط بجزأين اثنين، الأوّل مُتعلّق بالقيادة العسكريّة، أمّا الثاني فله علاقة بإتمام "التسوية" في جرود عرسال، وبعدها يبدأ الجيش "معموديّة النار".
وتوقّعت مصادر مراقبة أن تحصل العمليّة بعد ذكرى الأوّل من آب، وستلي العرض العسكريّ الذي سيتخلّله خطابات تُوحي بنوايا الجيش المبيّتة للإرهابيين. وقالت المصادر إنّ اختيار هذا التوقيت مدروس وله ارتباط بـآب 2014، فبينما شكّل هذا التاريخ طعنةً في الظهر تعرّض لها الجيش وأماط اللّثام عن خللٍ سياسيّ تجلّى في عدم إعطاء أمر الحسم له، سيمثّل آب 2017 طمساً للمرحلة السابقة وانطلاقةً في عهدٍ قُرِّرَ وضع فائض الصلاحيات في عُهدَةِ الجيش الذي سيمسح تراكم 2014 ويثأر لعسكرييه ويُعلن تنظيف الجرود بشكلٍ كاملٍ.
وأكّد المرجع العسكري لـ"ليبانون ديبايت" أنّ "الجيش أكمل تحضيراته وانتشاره وبات جاهزاً لخوض النِزال" وردّاً على سؤالٍ حول إمكانيّة دخول الجيش السوري أو حزب الله طرفاً مساعداً في المعركة، وبخاصّةٍ أنّ "داعش" يمتلك خطّاً خلفيّاً مسانداً من الجهة السورية (مرتفعات قارة - الجراجير)، قال إنّ التنسيق حتّى الساعة "غير موجود، والعملية هي لبنانية 100%".
وحول ما يجري تداول المعلومات عنه لناحية إمكانيّة إخراج المسلّحين من داعش إلى سوريا ضمن صفقةٍ، قال المرجع إنّ "هناك مكان كثير حول هذه النقطة، لكنّنا نترك السياسة لأهل السياسة.. نحن عسكر ويهمّنا الميدان. حاليّاً هناك جرودٌ يجري العمل على تحريرها، وهناك شبه رفضٍ من داعش للمغادرة، وعليه فإنّ العمليّة العسكريّة آتية".
لكن هناك معوّقات كثيرة تمنع إمكانيّة خروج داعش بشكلٍ سلميّ ودون معركة، أوّلها اشتعال المعارك في البادية السوريّة، ما يُعرقل وصول المسلّحين إلى دير الزور إلّا بهدنةٍ تضع هذه المناطق ضمن ستاتيكو جديد ينتهي بانتهاء عمليّة الإخراج، وهو سيناريو مُستبعد، فضلاً عن وجود معارضةٍ سوريّةٍ رسميّة لمثل هذه الخطوة، خاصّةً وإنّها لم تحصل مع داعش أبداً في السابق، بالإضافة إلى رفضٍ من داعش ذات نفسه المعروف عنه عدم سلوك طروقات التفاوض أو الحلول السلميّة.. وهذا لا ينهي إمكانيّة تحقيق مفاجآة، وفقاً لمراقبين.
وفي سؤالٍ "ليبانون ديبايت" لمرجعياتٍ عسكريّةٍ في المقاومة، أكّدت أنّ "ترابط الدم بين الجيش والمقاومة واحد، ونحن على أتمّ الجهوزيّة للمشاركة في معركة جرود القاع في حال طُلِبَ منّا ذلك أو رأينا حاجة في دخولنا" مشدّداً على أنّ الطرف السوري من الجبهة سيكون "تحت أعيننا".
وتواتر لـ"ليبانون ديبايت" أنّ المقاومة ستتولّى المنطقة الممتدّة من آخر نقطة موجودة فيها عند حدود جرود الجراجير باتّجاه شرق جرود عرسال وتتقدّم على خطٍّ مُعاكس لتقدم الجيش، على خطّ يُقدّر طوله ب 20 – 25 كلم، على أن تتولّى إشغال مواقع داعش في الجزء السوريّ من الحلبة في حال كانت هناك حاجةٌ لذلك وأهمه (مرتفع حليمة قارة 2400م).
ميدانيا، شَهِدَت الأيّام الماضية محاولات "جس نبض" بين داعش والجيش اللّبنانيّ على خطّ جرود رأس بعلبك، حيث تجلّى ذلك من الرميات والرميات المضادّة بين الطرفين. وعلم "ليبانون ديبايت" أنّ "داعش" رُصِدَ يعمل على تعزيزِ نقاطه الأماميّة، لكن سيكون عارياً من ناحية الخطّ اللّوجستيّ ناحية الأمام (باتّجاه جرود عرسال) عكس الخطّ الخلفيّ (باتّجاه الجرود السوريّة) بعكسِ ما كان حاصلاً مع النصرة ما يشكّل عاملاً إيجابياً لصالح الجيش اللّبنانيّ.
وتحدّثت معلومات عن أنّ "داعش" قد يلجأ إلى استخدام سلاح الانتحاريين في محاولة منه للضغط على الجيش على أن يعبر هؤلاء من منافذ جُرديّةٍ ضيّقة إلى قرى مثل القاع أو الفاكهة، لكنّ هذه المعلومات تقف أمام تحضيرات الجيش في القرى الحدوديّة التي كان أساسها سدّ أيّة ثغرات.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News