"ليبانون ديبايت"
ينتظرُ الجيشُ اللّبنانيّ فجراً قريباً يُعلنُ فيه النصرَ في الجرودِ ليطلعَ الفجر مُنبثقاً بالدماءِ ويكون فاتحةَ إنهاء الوجودِ الكاملِ للتنظيمِ الإرهابيّ في الداخلِ أيضاً؛ عندها ستكون باكورة النصر الحاسمِ على الإرهاب.
شقَّ الجيشُ طريقهُ صوبَ الأهداف التي رسمها منذ اليوم الأوّل، وفي 48 ساعة من عمرِ المعركة التي أطلقها، استطاع استعادة ما يقارب الـ80 كيلومتراً مربّعاً من أصلِ 120 تقعُ ضمن الأراضي اللّبنانيّة، وتشكّل أقلّ من النصفِ بقليل أعلن عليها "داعش" إمارته، وبالتالي وضع قدماً في النصرِ وأخرى في مِعدةِ التنظيم الذي خَسِرَ على الجانب اللّبنانيّ أكثر من 50% من الأراضي التي سيطرَ عليها.
وعَلِمَ "ليبانون ديبايت" أنّ عناصر تنظيم "داعش" المُتواجدين ضمنَ الأراضي اللّبنانيّة ويخضعون لإمرة قياديّ عسكريّ من بلدةِ الجراجير السوريّة، قد انكفأوا بشكلٍ حادٍّ صوبَ المناطق الخلفيّة التي تقعُ على خطِّ التّماسّ مع المناطق السوريّة الخاضعةِ لسيطرةِ التنظيم، وهو مؤشّرٌ يدلُّ على عدمِ قُدرتِهِم على خوضِ القتالِ أمامَ الجيشِ وتفضيلِهِم الخروج نحو الأراضي السوريّة.
لكنّ هذا الخروج ليس السبب فيه عدم وجود النيّة لدى هؤلاء الإرهابيّين بالقتال؛ بل لأسبابٍ عدّة نذكرُ منها:
- "الإمطارُ النّاريّ" الذي استخدمه الجيش طِيلة أيّام المعركة، والذي أعمى المُسلّحين ما أدّى إلى خروجِ مواقعَ كثيرة عن الخدمة وتعرّض أخرى لأضرارٍ في دِفاعَاتِهِا ما أخرجها من المعركة كونها لم تَعُد تَقوَى على الصمود.
- التّقدّم السريع الذي رسمه الجيش منطلقاً من خُططٍ وتصوّراتٍ مُوضوعةٍ سلفاً؛ أثبتت جدواها ونجاعتها على أرضِ الميدان وأظهرت التزاماً ممتازاً من قِبَل العسكريّين.
- فَهْمُ الجيشِ لقدراتِ التنظيم ما أوصله إلى تركيبِ تكتيكاتٍ مُلائمةٍ لها، وهو ما أدركه "داعش" وقاده إلى الشعورِ بالفراغِ نتيجة انكشاف خُططِهِ، فأُجبِرَ على التراجع.
ويُسجّل في المعركة لغايةِ الآن الآتي:
- نظافتها ودقّتها من حيث استعادة الجيش لنحوِ 80 كيلومتراً مربّعاً في مستوى خسائرٍ طفيفٍ جداً كون التقدير العسكريّ يُعطي هامش خسائر أكبر بكثير.
- التنسيق النّاريّ الذي كان لديه نسبة خطأ قليلةٍ جداً مُقارنةً مع هذا النوع من المعارك، ويُسَجَّلُ للسلاحِ النّاريّ الثّقيل للجيش دقّتهُ في الرمي.
- استخدام الجيش لتكتيكٍ هجوميٍّ يختلفُ عن قواعدِ العمل العسكريّ الكلاسيكيّ.
وكان الجيش قد سيطرَ لغايةِ اليوم الثّاني من العمليّة على مُرتفع ضليل أم الجماعة (1605) - ضهور وادي التينة (1551) - قراني مقيال فرح (1575) - جبل وادي الخشن - قرنة حقاب الحمام - قراني العقاب (1563)، مراح المخيرمة، شعاب المخيرمة، المرتفع 1564، ضهرات حقاب العش، سهلات قلد الثعلب، وادي خربة الشميس، وادي الخشن، ضهور المبيض، ضهور وادي التينة، جبل المخيرمة، شعبات الدرب، قلعة الجلادة وقرنة الجلادة.
إلى ذلك فتحَ انكفاء داعش إلى الخلف علامات استفهامٍ عديدة حول ما يصبو إليه التنظيم. ففي حين تخوّف مُراقبون من إمكانيّة أن يقوم عناصره بالتجمّع في نقاطٍ محدودة وانتظارهم الجيش للقدومِ والانقضاضِ عليه بعملياتٍ انتحاريّةٍ، أشارت معلومات "ليبانون ديبايت" إلى أنّ أمير التنظيم "موفّق أبو السوس" بات حراً من اي التزام تقديري لواقع الجبهة الميدانيّ، وهذا التحرّر قد يقودهُ إلى التفكير بالخروجِ من الجرودِ نحو مِنطقةٍ أُخرى قريبة عبر بوّابة الجبهة السوريّة.
وتفيد مصادر شديدة الثقة لـ"ليبانون ديبايت"، ان القيادة الأم لـ"داعش" في الرقة تخلّت عن ازلامها في الجرود منذ مدّة نتيجة عدة اعتبارات اساسها داخلي، وتركت لهم حرّية التصرف!
وعَلِمَ موقعنا، أنّ المُقاومة في الجزء السّوريّ من الجبهة، غير مستعدّة حاليّاً لفتحِ ممرٍّ آمنٍ يؤدّي إلى خُروجِ المسلّحين دون ثمن، وإنّ الخيار الحاليّ معهم هو الاستسلام أو الاستمرار في القتال في ظلِّ ظروفٍ ليست في صالِحِهِم.
وتردّدَ أن "داعش" قد يستغلّ ممرّاً ما للفِرار نحو مِنطقةٍ أكثر أمانا خارج الجرود، لكنّ مصادر متابعة نفت لـ"ليبانون ديبايت" إمكانيّة حصولِ ذلك؛ كون المعابر التي يمكن لـ"داعش" أن يستخدمها خاضعةً لرقابةٍ جويّةٍ في النهار عبر الطائرات المُسيّرة، وهي غير صالحةٍ للعبورِ أثناء اللّيل نظراً للظلامِ الدامس.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News