"ليبانون ديبايت" - المُحرّر السياسيّ
مرّت السياسة اللّبنانيّة - الخليجيّة، بمراحل تاريخيّةٍ كانت حصّة الأسد فيها للمملكة العربيّة السعودية، التي اعتبرت وما تزال اللّاعب الأبرز في الشّأن العربيّ واللّبنانيّ العامّ، ليس فقط على الصعيد السياسيّ، بل أيضاً من النواحي الاقتصاديّة، الماليّة، والسياحيّة.
ومع مرور الوقت والمراحل والتطوّرات، والأحداث المُتنقّلة، برزَ دورُ دولٍ خليجيّةٍ أخرى في لبنان كان أبرزها قطر، التي لَعبَت في فترةٍ معيّنةٍ دوراً كبيراً جدّاً على صعيد السياسةِ الداخليّة اللّبنانيّة، وإعادة إعمار لبنان بُعَيدَ حربِ تموز 2006، كذلك ردّت الدولة على اتّفاق "فكّ نزاعٍ" بين اللّبنانيين عام 2008 حمل اسمها الذي أحدث تغييرات كثيرة ما نزال نعيش فُصولها اليوم، ممّا جعل من قطر لاعباً أساسيّاً على السّاحة اللّبنانيّة.
طِوال تلكَ الأعوام التي خَلت أقامت الإمارة الخليجيّة علاقات جيّدة جدّاً مع الأحزاب كافةً ومنها "حزب الله" ومع البيئة الشيعيّة، لتتصاعد بعدها الأدوار القطريّة وتشمل الكثير من الملفّات اللّبنانيّة الداخليّة المُختلفة، إلى أن اندلعت الحرب في سوريا، وراحت الدوحة باتجاهِ دعمِ الجماعات المتطرّفة، والمُتشدّدة، وصولاً إلى الأزمة الراهنة التي تعيشها وخِلافاتها الخطيرة مع السعودية.
ومع انكفاء الدور القطريّ، بدأ يظهر لاعب خليجيّ جديد هو الإمارات التي تقتحمُ السّاحة بجملةِ علاقاتٍ تبنيها مع شخصيّاتٍ سياسيّةٍ وغير سياسيّة أو ذات طموحاتٍ سياسيّة، بالإضافة لشخصياتٍ نافذة في المناطق وأخرى ذات حيثيّةٍ مُعيّنة ورجال أعمال وغيرهم، وأخرى تُعدّ من خارج هذه الدائرة، أمّا الاستهداف الأبرز فيتركّز على متعاطيّ الشأن العام الذين بدأوا يُحِيكون علاقة جيّدة ووطيدة مع تلك الدولة التي لا تفصل في علاقاتها الناشئة بين الشيعة والسنّة، بل تزاوج بينهما.
وردَّ متابعون أنّ "النشاط الإماراتيّ محصور بمدِّ اليد للمساعداتٍ، كناية عن سُللٍ تخصّ بها الإمارة بعض الشخصيّات السياسيّة القريبة منها والذين يقومونَ بتوزيعها على شكلٍ خُصِّصَ لمفاتيح انتخابيّة يجري استثمارهم لاحقاً، كذلك برزَ النشاط على مستوى ملفّاتٍ أخرى مُرتبطة برِجالاتِ الشأنِ العامّ الذين تلقّى بعضهم الدعم في إنشاء جمعيّاتٍ ذات خدمات اجتماعيّة.
ويقرأ أنّ خطوة الإمارات تأتي لتثبيت دورها في لبنان على غِرار أدوار الدول الخليجيّة الأخرى، لكن في المقابل فإنّ هذا الدخول يفتحُ المجالَ للتساؤل :"هل سيكون النشاط الإماراتيّ، مُتعارضاً مع الدور السّعوديّ في المِنطقة ولبنان، أم مُكمّلاً له، ومتى ستظهر إلى العلن هذه التطوّرات في العلاقات الإماراتيّة اللّبنانيّة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News