المحلية

placeholder

ليبانون ديبايت
الأحد 27 آب 2017 - 08:06 ليبانون ديبايت
placeholder

ليبانون ديبايت

بالتفاصيل.. المشاكل التي واكبت تمثال "مار شربل" حتّى لحظة رفعه!

بالتفاصيل.. المشاكل التي واكبت تمثال "مار شربل" حتّى لحظة رفعه!

بعد وقوع بعض الإشكالات بين شركة بيروت الدولية للصناعة البحرية والتجارة والمساهمين الآخرين في صناعة تمثال القديس شربل، وبين آل سلامة وبلدية فاريا حيث سيجري وضع هذا التمثال على إحدى تلالها, أُثيرت التساؤلات لمعرفة كيف انتهى الامر وما حقيقة هذه الاشكالات واسبابها..

تحمّلت شركة بيروت الدولية للصناعة البحرية لصاحبها الدكتور عبدالله ضو، مبلغ 590 ألف دولار من تكلفة التمثال، اي حوالي ثلثي التكلفة, بحيث تبرّعت به بشكل كامل. وعن السبب الذي دفع الشركة لصناعة التمثال رغم كونها شركة صناعية بحرية, قال الدكتور ضو لـ "ليبانون ديبايت": " محاضرة ألقيتها في جامعة البلمند عن مادة الفيبركلاس لطلاب كلية الهندسة، وكان إبن شقيق النحات نايف علوان، بينهم. وفي وقت حرج إنسحب الذين كلفھم السيد علوان بناء التمثال من الفيبركلاس، فأشار عليه الدكتور عصام طوق بمراجعتنا لتنفيذ التمثال."

كان على النحات تسليم التمثال في مطلع شھر تموز 2017, أي كان هناك مدة شھرين فقط لإنجاز العمل الذي يتطلب سنة ونصف على الأقل لتنفيذه, وعن العوائق التي تحول دون التنفيذ اشار ضو الى انها كانت كثيرة وعدد منها " أولا : المواد التي يجب أن تستعمل في صناعته، من الفيبركلاس أو الرزين، لا تتوفر في السوق اللبنانية،

ثانياً: يرى المشاھد تمثالا من الخارج، أما في حقيقة الأمر فھذا مبنى من الفيبركلاس يرتفع 23 متر اً فوق قاعدته وھي 3.5 متراً، في أعالي جبال لبنان غير المأھولة، حيث يجب أن تحتسب سرعة الريح 165 كلم في التصميم الإنشائي، ويجب احتساب إرتفاع الثلوج وثقل الجليد ومخاطر تطويق التمثال بالجليد، ثم فوارق الإختلاف بدرجات الحرارة، كذلك مخاطر الصواعق العنيفة المدمرة على ھذه الإرتفاعات، وكل ذلك يستوجب التصميم الإنشائي بأحمال قصوى.

ثالثاً: ليس لدى النحات علوان أي تصميم إنشائي لمبنى التمثال، والعقد الموقع بينه وبين من كلفه بصناعة التمثال من الوجھة الھندسية والصناعية يتضمن معلومات خاطئة لا قيمة لھا إطلاقاً، وقد أوضحنا ذلك للمعنيين وتفھموه.

رابعاً: لا يوجد سابقة في العالم لمبنى مماثل. ونحن الوحيدون الذين بنينا فيلا من الفيبركلاس، وكانت حدثاً صناعياً معمارياً أذھل الشركات العالمية المصنعة لمادة الفيبركلاس.
تصدينا لجميع تلك المعوقات، وكنت أنجز التصميم الإنشائي والصناعي في الليل وفريق العمل الذي تجاوز 70 مھندساً ومعلماً كبيراً يتلقُّون التعليمات شفھياً على مدار الساعة، لا خرائط ولا مواصفات ولا من يحزنون."

أما عن مصدر التمويل, فكشف ضو انه في الأسبوعين الأولين سدد النحات نايف علوان حوالي تسعين ألف دولار، ثم تعذر عليه استمرار التمويل، ليتضح لنا أن القيمة المالية للعقد بينه وبين مموليه، لا تكفي لتمويل بدايات العمل وذلك بسبب عدم معرفة كافة الفرقاء الموقعين عليه بالأصول الھندسية والصناعية لما وقعوا عليه.

ولكن الاستمرار في العمل بدون تمويل حصل بعد دعوة الفرقاء لإجتماع اتضح فيه حدود قدرة التمويل لدى السيد إيلي سلامة الذي بادر بتمويل التمثال وفاء لنذر للقديس شربل في شفاء نجله، حماه لله، فوجدت نفسي وجھاً لوجه مع عبقري لبناني ھو نايف علوان، أبدع فيما نحت، ومع قديس أسقط من وجدان الناس مھزلة السياسيين، فرفعوه فوقھم، ومع تراث مسيحي مظلوم في أرضه ووطنه، فقررت تحمل الأعباء اللازمة لإنجاز التمثال ورفعه فوق جبال لبنان. أطلعت شريكي سعادة الدكتور طلال بن علي الشاعر على قراري فبارك القرار ورحب بالفكرة.

وتم تمويل العمل بحسب ما قال ضو "عبر تحويل المواد المخزنة لتصنيع الجزيرة العائمة وبنينا بھا التمثال، تحملنا رواتب جميع المھندسين والمدراء والإداريين في الشركة طوال مدة العمل، استخدمنا جميع معدات ومواقع العمل في الشركة دون احتساب قيمة ذلك طوال مدة العمل، ثم تحملنا في قيودنا كافة الضرائب القانونية على القيمة المالية المسجلة بدفاترنا، وتنازلنا عن أي حق بالأرباح. ولا بد أن نذكر أن السادة آل ساسين تبرعوا بكافة أعمال الرافعات طوال مدة العمل، كذلك السادة نبيل ملاعب ونجله طلال تبرعا بكافة أعمال النقل طوال مدة العمل وقاد طلال ملاعب القاطرة التي أوصلت التمثال إلى موقع إرتفاعه على قاعدته في فاريا في عملية لوجستية لم يسبق لھا مثيل في مخاطرھا الجسيمة، خطط لھا ونفذھا وقادھا مدير عام الشركة المھندس سومر ضو . وتحمَّل النحات نايف علوان وأشقاؤه جورج والمختار ريمون وابنه المھندس روفايل قيمة كل أتعابھم في نحت نموذج التمثال.

واستخلص ضو التكاليف بالاجمال موضحا ان السيد ايلي سلامة ساھم ب 275,000 دولار أميريكي، شركة بيروت الدولية تحملت أضعاف ذلك، السادة ساسين تحملوا كلفة كل عمليات الرافعات الكبيرة وھي خمس رافعات لمدة أسبوعين والسادة أبو طلال نبيل ملاعب ونجله طلال تحملوا مجاناً كل أكلاف سيارات النقل وكافة أعمال التحضير التي استمرت لأسبوعين قبل النقل.

وعن حقيقة بوادر عتب على بلدية فاريا, شرح ضو قائلا " حقيقية الأمر، مبروك لأھل فاريا، ومبروك للصديق الكبير غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، لما نكن لشخص
غبطته، وبما يمثل في مضامين حضارة بلادنا. أما العتب فھو خلفنا الآن، ولكن لا بد من الإضائة على بعض ما يتوجب على احرار البلاد معالجته لمنع العودة الى الوراء. تعرضنا لكثير من الإساءات الشخصية من رئيس بلدية فاريا قبل أن نجتمع به شخصيا وذلك قبل نقل التمثال بيومين."

واضاف ضو لحظ الجميع طوال مدة عملنا التعتيم المتعمد على ذكر اسم شركتنا أو اسمي شخصياً. حتى فجر الأحد قبيل إنطلاق قافلة التمثال, حاول البعض تغطية شعار الشركة على القاطرة التي تحمل التمثال وھي قاطرة جرى تصنيعھا مع اللودر الحاملة للتمثال خصيصاً لھذه المھمة في مصانعنا في قبرشمون، إذ تعذرت إمكانية عبور التمثال تحت الجسور على التريلات التقليدية، كما تعذر صعوده على الطريق الترابي إلى قمة الجبل على تريلا تقليدية لخطر إنقلاب التريلا والتمثال والقاطرة بسبب ضخامة التمثال.

واكمل "طوال مدة سير القافلة على الطريق تعرضنا لإرباك شديد من رئيس البلدية حيث أجبر القاطرة التي تجر أربعين طنا صعودا على السير ببطئ مؤذي للمحرك ليقف على سيارته أمام الكاميرا ويسير ببطئ شديد وقد طلبت اليه مرارا وتكرارا الإستعجال قليلا، وعندما عجزت طلبت من ضباط شرطة السير إرغامه على التقليل من الإستعراض، وتكرر ذلك عند الصعود بالتمثال من فاريا الى موقع تثبيته على الجبل. فكان يجلس على الATV أمام البلدوزر على مسافة عشرة أمتار طوال الطريق ويطلب تصويره عند اللحظات الحرجة، دون أي مبرر عملي لھذا التصرف. وطوال الوقت كنا نحبس أنفاسنا خشية أن يتعطل شيئ في ال ATV وتقع العاقبة، بينما كل مدراء ومھندسي الشركة وكبار العاملين على تنفيذ عملية النقل عبروا الطريق سيراً على الأقدام من بداية ميروبا وحتى وصول التمثال إلى موقعه على يومين متواصلين، وذلك لمعالجة مرور التمثال في المواقع الضيقة خاصة وأن السائق لا يرى قطعياً جوانب التمثال خلفه."

مشيرا الى انه "طوال يومين من الشنططة على الطريق، لم تقدم بلدية فاريا كوب من المياه لأكثر من سبعين شخصا يعملون تحت الشمس الحارقة في نقل التمثال، بينما الكثيرين من أصحاب متاجر فاريا قدموا المياه والعصير بدون مقابل، و"ام بشير" منحتنا حسم % 20 على كمية المناقيش لإطعام الشباب تقديرا منھا لعملھم، غير أن شرطة البلدية بذلوا قصارى جھدھم لتخفيف وطأة التجمھر على عملنا مشكورين."

واعتبرا ضو ان الأخطر من ذلك جميعه، عندما حضر رئيس البلدية الى ورشتنا في حارة صخر للمرة الأولى وذلك بعد نشر خبر العتب، سألته أمام جميع الحضور. " يا ريس أُشجِّعك على تكريس وحدة لبنان في مسيرة ھذا التمثال للقديس شربل، وأتمنى عليك أن تعلن أن الذين قاموا بتصنيع ھذا التمثال ونقله ورفعه وتثبيته ھم من كل لبنان، أديانا ومناطق ، بنو معروف الموحدين من الجبل، أھل السنة من طرابلس وعكار وعرسال وبيروت، مسيحيون من كسروان وزغرتا والبترون، علويون، شيعة، أكراد، إمتزج عرقھم جميعاً بالتراب لإخراج ھذا الإنجاز التاريخي، كان جوابه صادماً لجميع الحضور."

وتابع ضو "خاتمة المطاف، رفعنا التمثال، فوق قاعدته بحضوره عند الساعة 14.26 بعد ظھر الجمعة 25 آب 2017 ، وكان يعطي حديثاً صحفياً لوكالة دولية ھامة، فطلب من الصحفي أن لا يتحدث مع أي شخص آخر، ثم غادر الموقع دون أن يسلم علينا أو يقول يعطيكم العافية. في ھذه الأثناء كانت سيارات الطعام تنقل وليمة "باربيكيو" أعددناھا لجميع الحاضرين على رفع التمثال من الشركة ومن أھالي فاريا الكرام إحتفالا بإنتھاء العمل، ولكن إزاء تصرف رئيس البلدية خشينا من إھانات إضافية نتعرض لھا، قد تفقد شبابنا السيطرة على الإحتقان، فأعدنا السيارات واحتفلنا في موقع الشركة في حارة صخر. وللأسف، لم نتمكن من إكمال أعمال تقوية يد التمثال خشية التعرُّض لما قد لا تحمد عقباه.

ووجه ضو كلمة أخيرة مهنئا اللبنانيين "جميعاً، لتخليد أحد أعظم رجالھم على إحدى أعلى قممھم. مبروك لصاحب الغبطة نيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مبروك لأھالي فاريا وكسروان. عندما أطلعت أخي الدكتور طلال بن علي الشاعر في جدَّة على فيديوھات نقل وتثبيت التمثال علَّق بإيجاز:"عمل جبَّار يُعتز به دولياً". أتوجه بالشكر العميق لقوى الأمن الداخلي، كبار الضباط والضباط والرتباء والأفراد، ممثلة بحضرة اللواء عماد عثمان، على جھودھم الجبارة طوال أربعة أيام من عملية نقل وإيصال تمثال القديس شربل، بالتنسيق مع مدير العلاقات العامة في شركتنا العميد المتقاعد حسان رستم.

وختم قائلا "أما جيش لبنان، جيشنا المفدَّى، كنا أثناء الليل ونحن على جبال كسروان نعمل على تجھيز التمثال للمرحلة الأخيرة، ينقضى الليل وينبزغ الفجر على ھدير مدافعھم وأزيز رصاصھم وھم يبذلون دماءھم على جبال لبنان الشرقية يدفعون الجھل المتعفن عن حياة اللبنانيين قبل تراب لبنان، عن حرية لبنان قبل أرزاقه ومبانيه. طوبى لكم وقدَّس لله دماءكم.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة