"ليبانون ديبايت"
يمكن للمارّ في شوارع عين الرمانة - الشّياح إنْ لم يعلق في زحمة سيرٍ لها أوّل وليس لها آخر أن يرى بالعين المجرّدة الكمّ الهائل من مشاريع البناء التي أكلت بشكلٍ فاضح أجزاءً من الطريق العام، هذا إن حالفه الحظّ ولم يجد الطريق العام المؤدّي إلى وجهته مقطوعاً بسبب أشغالٍ تعود لورشاتٍ خاصّة، لا عامّة.
أمّا إن كان يريد هذا المارّ أن يركن سيارته في إحدى شوارع عين الرمانة، فهذا ضربٌ من المستحيل، فأعمال البناء أكلت الرصيف وبضع أمتارٍ من الطريق، ما يجعل من حياة أهالي عين الرمانة أشبه بمعاناة مستنسخة يوميّاً.
يتذمّر الأهالي من ممارساتٍ يهمسون سرّاً بأنّها تحصل بتسهيلٍ من رئيس بلديّة الشياح إدمون غاريوس، والتي تخضع عين الرمّانة لنطاقها البلدي.
توجّه "ليبانون ديبايت" إلى عين الرمّانة، واستطلع عن قرب المعلومات التي تردّدت عن مشاريع البناء "المُخالِفة". فبالقرب من كلّ ورشةٍ يصعب عليك أن تلتقي بمن يحدّثك عن رأيه بأعمال البناء تلك، فالجواب البديهي "ما بعرف... ماخصّني"، بينما إذا ابتعدّت قليلاً عن صخبِ الأشغال ستجدُ خلف الجدران الهادئة الكثير من المفصحين عن تذمّرهم.
يتحدّث صاحب أحد المحال التجاريّة في عين الرمّانة ويقول: "بيتي في أوّل عين الرمّانة وباب رزقي في آخرها، ولكنني أضطر يومياً أن آتي وأذهب إلى عملي مشياً على الأقدام لأنّ لا مكان لركن سيارتي الصغيرة، فتراخيص مواقف السيارات يوزّعها رئيس البلديّة كتنفيعاتٍ على العائلات المحسوبة عليه انتخابيّاً بينما يُحرَم من تبقّى منها". ويتابع رافضاً الإفصاح عن اسمه "ولا تتوقّف استنسابيّة رئيس البلديّة عند مواقف السيارات، بل كلّ محلّ لبيع السلع الغذائيّة، تسطّر البلدية محاضر ضبط بحقّه، إذا وضع ثلاجة البوظة أمام محلّه، إلّا إذا كان يشتري البوظة من معمل أيس برغ التابع لرئيس البلديّة".
تتابع طريقك في عين الرمّانة، وتتأكّد من مقولة البوظة، فكلّ ثلاجة كُتب عليها "آيس برغ" وضعها صاحب المحلّ على الرصيف من دون التخوّف من محاضر الضبط، ولكن يلفتك خلال مسيرك اعتداءاتٌ أخرى على الرصيف والطريق العام، وهي مولّدات الكهرباء الخاصّة، التي وضعت على الطريق من دون حسيب ولا رقيب، فتسأل عن مالكي هذه المولّدات، فيردُّ مصدر محلّي في عين الرمّانة "هذه المولّدات كلّها لآل أبي اللمع الذين تجمعهم برئيس البلديّة قرابة عائليّة".
ولا تتوقّف المحسوبيّات هنا، فـ"مشاريع البناء الحديثة والتي يجري من خلالها التعدّي على الطريق العامّ، كلها تعود لعائلة أبي اللمع ولأحد أعضاء المجلس البلديّ المقرّب من رئيس البلديّة" بحسب المصدر.
ويشدّد المصدر على تأذّي الأهالي من قطع الطرقات العامّة في المنطقة بشكلٍ متكرّر، من قبل البلديّة، بسبب استكمال ورشات البناء الخاصّة. ويفسّر قضية حصر مواقف السيارات القليلة بـ"حاشية رئيس البلديّة" على حدّ قوله، إنّها تحصل في إطار التضييق على أهالي عين الرمّانة، ليروا أنفسهم "مرغمين" لاحقاً للانضمام إلى مشروع موقف السيارات الكبير، الذي يتّسع لأكثر من 400 سيارة، و"هو مشروعٌ خاصّ لرئيس البلديّة في شارع بيار الجميل في عين الرمّانة لناحية الدفاع المدني"، وهو المشروع الذي أخذ بطريقه الرصيف ونصف الطريق العام، وأصبح بالكاد يتّسع لمرور سيّارةٍ واحدةٍ، ويتسبّب بزحمةِ سيرٍ عنيفة يوميّاً.
إذاً، كثيرةٌ هي ممارسات رئيس البلديّة التي يتذمّر منها أهالي عين الرمّانة، أمّا لسان حالهم عندما يُوجّه لهم السؤال، (لماذا لا ترفعون الصوت وتطالبون المجلس البلديّ بكفّ يدهِ عن حقوقكم العامّة) فهو غالباً ما يكون "شو بدنا نعمل.. الفاجر بياكل مال التاجر"...!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News