المحلية

placeholder

نهلا ناصر الدين

ليبانون ديبايت
الأربعاء 13 أيلول 2017 - 03:00 ليبانون ديبايت
placeholder

نهلا ناصر الدين

ليبانون ديبايت

محافظ بيروت يخصخص 300000م2 كرمى لعيون الحريري

محافظ بيروت يخصخص 300000م2 كرمى لعيون الحريري

"ليبانون ديبايت" - نهلا ناصر الدين

يعرّف قانون تحديد الأملاك العمومية، الأملاك العامّة أنّها جميع الأشياء المعدّة بسبب طبيعتها لاستعمال مصلحة عمومية، وهي لا تُباع ولا تُكتسب ملكيتها بمرور الزمن.

لا يبدو أنّ رئيس حكومة استعادة الثقة سعد الحريري قد عرّج على هذا القانون أو سمِع به، يشاركه بتجاهل القانون نفسه كلّ من محافظ بيروت زياد شبيب ورئيس بلدية بيروت جمال عيتاني.

فتفاجأ زوّار حرش بيروت يوم السبت الماضي، بمنعهم من دخول الحرش، بسبب تنفيذ حدثٍ يعود لكشّاف لبناني في الحرش. وهم الذين ينتظرون يوم عطلتهم للاستفادة من حقِّ التنفّس في الفسحة الطبيعية الخضراء الوحيدة المتبقّية في العاصمة الإسمنتية بيروت، على اعتبار أن دخول الحرش يقتصر بالأيام العادية من الساعة السابعة صباحاً حتّى الواحدة ظهراً، وفي أيّامِ عطلة نهاية الأسبوع من الساعة السابعة صباحاً وحتّى السابعة مساءً.

ليتوضّح لاحقاً أنّ سبب منع الناس من الدخول يعود لتفقّد الرئيس سعد الحريري مساء السبت مخيّم "اتّحاد كشّاف لبنان" في حرش بيروت في ختام فعالياته بحضور محافظ بيروت زياد شبيب ورئيس المجلس البلديّ لمدينة بيروت جمال عيتاني وعدد من القادة الكشفيين والمهتمين بالشأن الكشفي.

يؤكّد المشاركون في مخيّم "اتّحاد كشّاف لبنان" أنّ للمخيم أهمّيته البالغة كونه للمرّة الأولى يحصل في لبنان مخيّم وطنيّ لا يتبع لكشّاف معيّن؛ بل لكلّ الجمعيات الكشفية في لبنان، ويؤكّدون أنّ قرار منع الدخول اتّخذته السلطة المحلّية حاصرةً الدخول بمن لديه دعوة لحضور حفل المخيّم، بسبب زيارة الحريري للمخيّم، إذ قلّده رئيس اتّحاد كشّاف لبنان المحامي جوزيف خليل المنديل الكشفي وقدّم له درع المخيّم الذي يشارك فيه 800 كشافاً من جميع المحافظات، قُسِّموا على أربعة مخيّمات فرعيّة في بيروت كـ"عربون محبّةٍ وتقدير". وبدوره قدّم الرئيس الحريري درع الأرزة اللّبنانيّة كـ"هدية وطنيّة للاتّحاد الذي حقّق نجاحاتٍ كبيرة على الصعيد العربيّ والدولي".

لسنا هنا بوارد الكلام عن المخيّم، أو استهداف المناسبة التي تشكّل خطوةً مهمّة لدعم العمل الكشفي المُهمّش في لبنان، ولكن للسؤال إن كان يحقّ للسلطة المحلّية الموكلة الحفاظ على حقّ المواطن بأملاكه العامّة، أن تخصخص مساحة 300 ألف متر مربع لتنفيذ حدثٍ معيّن تحت أي سبب من الأسباب، حتى لو كان من بين هذه الأسباب زيارة أحد الشخصيّات الرسميّة لهذه الأماكن.

يروي شادي حرب لـ"ليبانون ديبايت" ما حصل معه على مدخل المحرش في ذلك اليوم، ويقول "توجّهنا يوم السبت عند الساعة السادسة مساءً أنا ورفيقتي إلى حرش بيروت كعادتنا الأسبوعيّة، لنستمتع بطبيعة الحرش وخضاره، وتفاجأنا بمنعنا من الدخول تحت حجّة تنظيم حفل لكشّاف لبناني. حاولنا مناقشة حرس الحرش (البلديّة) ومندوب الكشّاف وإقناعهم أنّ دخولنا إلى الحرش هو حقّ لنا، ولكن دون جدوى".

ويؤكّد حرب ولسانه لسان حال العشرات من الذين قصدوا الحرش من أماكن قريبة وبعيدة، وعادوا أدراجهم حاملين بداخلهم سبباً آخر للنقمة على السلطة الحاكمة في لبنان، بأنّه كان يجب إفساح المجال للناس بالدخول مع إعطائهم التعليمات الخاصّة بالابتعاد عن الحدث الذي ينظّمه اتّحاد الكشّاف اللّبنانيّ، أو كان يمكن تزنير الجزء الذي يُنظّم ضمنه الحدث، فبالتأكيد إنّ الحفل لم يمتدّ على مساحة الحرش المتبقّية بكاملها، أي على امتداد 300 ألف متر مربع.

وعبثاً حاول "ليبانون ديبايت" الاتّصال بمحافظ بيروت، لاستجلاء الأسباب الحقيقيّة التي منعت الناس من الدخول إلى أملاكِها العامّة يوم السبت الماضي.

إذاً، يمكننا القول دون الوقوع بفخّ المبالغة إنّ الأملاك العامّة في حرش بيروت تمّت خصخصتها بطريقةٍ غير مباشرة، ولو كانت هذه الخصخصة ليومٍ واحد، وهو الأمر الذي يفتح الباب لتكرار هذا الحدث المستهجن وغير القانوني لاحقاً من قبل أيّ جمعيّة قد يروق لها احتكار الحرش لتنفيذ مناسبات خاصّة. علماً أنّه أضعف الإيمان كان يتوجّب على المعنيّين إخبار أهالي بيروت أنّ حفلاً خاصّاً يُقام في حرش بيروت في هذا اليوم، ويستدعي إغلاقه في وجه أصحابه، أقلّه كي لا يقفوا كالشحّاذين على أبواب أملاكهم العامّة...!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة