حراكٌ خفيّ لتقريب الانتخابات.. من يقوده؟

"ليبانون ديبايت" - المحرر السياسي

"علينا إجراء الانتخابات حتّى لو اقتضى ذلك في الشتاء"... قالها رئيس مجلسِ النوّاب نبيه برّي أمام زوّارهِ في لقاءِ الأربعاء النيابيّ، داعياً إلى "تقريبِ موعد الانتخابات النيابيّة إذا تعذّر تأمين البطاقة الممغنطة". وتتالت من بعدها المباركات السياسيّة والدينيّة من جهاتٍ عدّة.

وهي الدعوة التي احتلّت النقاش في اجتماع اللّجنة الوزاريّة المكلّفة بالتحضير للانتخابات يوم الجمعة الماضي، برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري.

فبعد التوصّل لخيارِ الهويّة البيومترية بكلفةٍ تقارب الـ 150 مليون دولار أميركي، توقّف المجتمعون عند المدّة الزمنيّة الطويلة التي تحتاجها هذه الهوية، وهي المدّة التي لها أن تتسبّب بتمديدٍ رابعٍ تخشى أن تتحمّل وِزره أيّ كتلةٍ من الكُتلِ المتناقشة.

أجمع المجتمعون، بعضهم في الشكل وبعضهم في المضمون على أنّهم لا يريدونَ التمديد، ما فتح باب النقاش على إمكانيّة تقريبِ موعد الانتخابات وإجرائها خلال الفترة التي تمتدّ من شهرين إلى أربعةِ أشهر قادمة.

ما رفع أسهم إمكانيّة حصول الانتخابات ضمن المرحلة المقبلة، وما يعزّز هذا الخيار؛ إقرارُ هيئة الإشراف على الانتخابات مُؤخّراً. وإذا كان من الممكن أن نذهب باتّجاه انتخاباتٍ قريبةٍ، هذا يعني الحاجة لإقرار الحكومة للاعتمادات الماليّة المُخصّصة للتحضيرِ وإجراء الانتخابات النيابيّة.

وعَلِمَ "ليبانون ديبايت" أنّ هناك دفع من قِبَلِ الرئيس برّي باتّجاه تقريبِ موعد إجراء الانتخابات خلال الشهرين المقبلين، من خلال حراكٍ من تحتِ الطاولة يقودهُ أحد المقرّبين من برّي باتّجاه القِوى السياسيّة ليحصل على موافقتِهم لإجراء الانتخابات بموجب بطاقةِ الهويّة الحاليّة (أي وِفق نظام الاقتراع السّابق) خلال فترةٍ أقربها شهرين وأقصاها أربعة أشهر، على أن يتمّ التوجّه نحو مجلس الوزراء لإقرارِ الاعتمادات الماليّة للانتخابات.

وفي الاطّلاع على مواقف القِوى السياسيّة حتّى الساعة، نرى أنّ التيّار الوطنيّ الحرّ يدفع باتّجاه تقريبِ موعد الانتخابات، ويتّفق مع خيار برّي؛ لأنّ برأي التيّار إذا كانت البطاقة البيومترية سبباً لتطيير الانتخابات إلى ما بعد الربيع، فخيار تقريبِ موعد الانتخابات أفضل.

علماً أنّ القوّات اللّبنانيّة معترضةٌ في الأساس على الهويّة البيومتريّة ولا مشكلة لديها في انتخاباتٍ قريبةٍ على أساس التسجيل المسبق، وحزب الله ضمنيّاً غير معترضٍ على تقريبِ موعد الانتخابات. ما يعني أنّ الأغلبيّة السياسيّة مع خيار تقريبِ الانتخابات مع ضبابيّةِ موقف الاشتراكيّ، وتفضيل تيّار المستقبل التريّث في هذا الخيار لاعتباراتٍ سياسيّةٍ لها علاقة بإعادةِ ترتيبِ قاعدتِهِ الشعبيّة.