المحلية

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الخميس 09 تشرين الثاني 2017 - 01:00 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

حزب الله "مستعد لتحرير الحريري"

حزب الله "مستعد لتحرير الحريري"

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

لم "يَفش" بعد الورم الذي أحدثته استقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض، وبما أنّ المُوجبات المُسبّبة لهذا الورم ما تزال غير واضحة المعالم من المصدر وبحاجةٍ إلى دراسة مُعمّقة للملفّ الطبّي، رُشح الورم للانفلاش أكثر فأكثر في الجسم، والتداعيات قد تبلغ تأثيراتها البيوت السياسيّة الباحثة عن حلٍّ دون أن تهتدي إليه.

"انقشاع الرؤية" إذاً ما زال غائباً عن الفضاء السياسيّ، ولدرء تهديدات الانفلاش، كان من المُوجب عقد لقاءات ميّزت الساعات الماضية. فمن عائشة بكّار إلى بعبدا، أسّس المعنيّون لسحبِ التشنّجات عبر قراءة "الأزمة" بصورةٍ مُتقارِبة، ووصلوا إلى خُلاصةٍ مفادها "انتظار عودة المعني (الرئيس الحريري) كي يُبنى على الشيء مُقتضاه"، فالتصوّر إذاً كما يكشف أكثر من مصدر أصبح: "لا نيّة في البتِّ بالاستقالة أو تحويل الحكومة إلى تصريف الأعمال إلى ما شاء الله".

وكوننا أمام مُعضلةٍ دستوريّةٍ، ثمّة رسالةٌ وضعت في بريد المقرّبين من الرئيس الحريري علّها تصلُ إليه في الرياض وفحواها:

- إمّا الحضور شخصيّاً لتقديم الاستقالة وفق الأطرِ الدستوريّة المرعية
- وإمّا إرسال الرسالة مكتوبةً عبر القنوات الدبلوماسيّة

وتقرأ مصادر واسعة الاطّلاع هذه الخطوة على أنّها "مخرجٌ للرئيس الحريري وإشارةٌ أنَّ الجو السياسيّ العام لا يعتبره رئيس حكومة تصريف أعمال أو سابق، بل رئيس أصيل مُعتقل".. من هنا، تُفسّر أسباب السعي اللبنانيّ لدى الجهات الدوليّة والآيل صوب الضغط نحو الإفراج عن الرئيس الحريري وتركه يُفسّر أمره بنفسه.

ويبرز هنا وجهٌ آخر للتشبّث بخيار الحريري عبّر عنه من خلال الثناء عليه، وتسريب أنّ التسمية في حال جرت الدعوات لاستشاراتٍ نيابيّةٍ مُلزِمة، ستَركنُ إلى الحريري نفسه، على أن يبقى بحث شكل التسوية الجديدة إلى حينه.

وحده تيّار المستقبل اختار سلوك الدروب المتعرّجة، فالسياق السياسيّ الذي يسير ضمنه، يدل على مدى التخبّط الذي تعيشه دوائر القرار "الزرقاء"، وما يُؤكّد ذلك هو البيان المُقتضب الذي خرج عن اجتماع "كتلة المُستقبل" أوّل من أمس، الذي وصف الحريري بـ"رئيس الحكومة" علماً أنّها كانت أيدت الاستقالة منذ اليوم الأوّل وهندست خطابها على هذا الأساس.. فماذا تغيّر؟

التخبّط نفسه انسحب على المكتب الإعلاميّ للرئيسِ سعد الحريري، الذي أشار إلى زيارة ولي عهد إمارة أبو ظبي، الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان، بعبارة "زار رئيس الحكومة سعد الحريري" مُسقطاً أيضاً عبارة "السابق أو المُستقيل" من البيان!

ويدلّ البيانان على أنّهما خرجا عن السياق المرسوم سعوديّاً، والذي يعتبر الرئيس الحريري "رئيساً سابقاً"، كما ورد على وكالة "واس" الرسميّة السعوديّة في تغطيتها لخبر زيارته الملك محمّد بن سلمان.

وإن دلَّ هذا التخبّط، فيدلُّ على أنّ القراءة لدى فريق "تيّار المستقبل" الرسمي ما زالت ضبابيّة ولم تستطع حتّى الآن الخروج بموقفٍ واحدٍ وواضحٍ يقرّر مصير الرئيس سعد الحريري، وهو ما اتّضح من كلام رئيس الكتلة فؤاد السنيورة من قصر بعبدا بعد لقاءه الرئيس عون، إذ سمّى الحريري "رئيس حكومة" وأعلن "أنّنا إلى جانبه ونرشّحه إلى رئاسة الحكومة".

التخبّط والضياع غاب عن قاموس التيّار الوطنيّ الحرّ وحزب الله وحركة أمل. فبينما سعى الأوّل لمواكبة الرئيس عون في حراكه الداخليّ عبر إطلاق يد رئيسه جبران باسيل في التخاطب مع الزعماء والبحث معهم في إمكانيّة الوقوف عند نقطةٍ واحدةٍ من تفسير ما حصل، نشط "الثنائي الشيعي" على خطِّ إرسال الرسائل الإيجابيّة ناح الرئيس سعد الحريري، إنَّ من خلال كلام الرئيس نبيه برّي الذي لا يرى بالحكومة رئيساً إلّا الحريري وأنّها "ما زالت قائمة"، أو حراك حزب الله وتسريبه أن لا بديل عن "الشيخ سعد".

وفي قراءة أوساطٍ سياسيّةٍ مُتابعة، فإنَّ كلام حزب الله نابعٌ من أمورٍ عدّة:

- الحرص على الوحدة الداخليّة
- قطع الطريق على المسعى السعوديّ الآيل صوب استغلال الجوّ لشحن بطّاريات الفتنة السنية الشيعية
- التشديد على دور الرئيس الحريري في لَعِبِ دورٍ مُعتدلٍ وفعّال

وتزيد أنّه بالنسبة إلى حزب الله، لمس طوال عامٍ كاملٍ تجاوباً من الرئيس الحريري ونيّةً لديه في مقاربة الأمور بهدوء بعيداً عن الحساسيّات السياسة، ما دفعها لمد اليد نحو فتح "حوارٍ جادٍّ" معه. وتعتبر أنَّ نوعيّة العلاقة التي نسجت بشكلٍ غير مباشر مع الحريري، وضعته في حرجٍ ثمّ مأزقٍ مع السعودية، لذا يعتبر "الحزب" نفسه معنياً مباشراً في مسألة إخراج الرئيس الحريري من هذه الضائقة.

لذا تخرج الضاحية بخُلاصةٍ واضحةٍ: "لا بحث في أيّ أمرٍ يتعلّق بالحكومة في غياب الرئيس الحريري، نحن ننتظره، ونتعاون مع الجميع لتحريره سياسيّاً".

واستنتاجاً من هذه الخلاصة، أوعزت لرئيس جهاز الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا، القيام بجولةٍ علنيّةٍ وغير علنيّة، لوضع الجميع في صورة موقف حزب الله. وعَلِمَ "ليبانون ديبايت" أنّ صفا "نشّط اتّصالاته على مستوى مُختلف الأجهزة الأمنيّة والقضائيّة ولدى الشخصيّات السياسيّة، لتقديم عرضٍ حول موقف حزب الله من المسائل الراهنة".

وتأتي خطوة "صفا" وكأنّها ردٌّ على سياسة السعودية الدافعة صوب تضييق الخناق على حزب الله وحصره ثمّ تحميله داخليّاً مسؤوليّة ما آلت إليه الأمور، لكن استيعاب اللّبنانيّين لِمَا حصل وانتباههم أنّ ما جرى مع الحريري أتى ضمن سياق عقائبيّ له ارتباطات داخليّة سعودية، حرّر حزب الله من قفص الاتّهام، وأسقط الخطاب الذي تلا استقالة الحريري وصوب نحو الحزب، وأثبت من خلال قلّة الخبرة في التعامل السعودي مع هذه الحالة، أنَّ الرئيس الحريري مُقيّدٌ ويجب تحريره.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة