كتب نبيل هيثم في صحيفة "الجمهورية" مقالاً بعنوان "برّي والحريري وخلوة الأربع ساعات!"، جاء فيه: "البلد غارق في الأقاويل والقيل والقال، والمخيّلات شغّالة في رسم سيناريوهات وروايات لِما حصَل مع الرئيس سعد الحريري، وغالبيتُها يَغلب عليها الطابع البوليسي. ويبدو أنّ هذا الغرق سيطول، خصوصاً وأنّ "الحقيقة الكاملة" لِما حصل، مفقودة، لا بل محكومٌ عليها بالسجن المؤبّد داخل مغارة الأسرار الحريرية.وسط هذا الجو، يبدو مستحيلاً تجميع أجزاء الرواية الكاملة لِما باتت توصَف بـ"التجربة الصعبة والقاسية" التي مرّ بها الحريري، وهو التوصيف الذي يتّفق عليه المحيط العائلي والسياسي لرئيس الحكومة، وكذلك كلّ المستويات الرئاسية، تبعاً للتفاصيل التي وقفت عليها، سواء من الحريري نفسِه، ومن المراجع الاقليمية والدولية التي دخلت بكلّ قوّتها السياسية والمعنوية على خط منعِ هذه التجربة من ان تتفاقم الى ما هو أسوأ.
وتابع، "نجَح هذا الإجماع الدولي، معطوفاً على الإجماع الداخلي الذي تجلّى بصورة لا سابقة لها في لبنان ببُعدها السياسي والعاطفي والانساني والتضامني مع قضية الحريري، في حرفِ المسار اللبناني عن وجهة السقوط في الهاوية الخطيرة. ونحا به نحو الوضع شِبهِ الطبيعي الذي يعيشه لبنان في هذه الفترة وتحت عنوان "التريّث" في الاستقالة.
وأشارإلى أن "كل ما قيل حول تلك التجربة محبوس في هذه الحلقة الضيقة، ومحاولات اصطياد ولو حرف واحد من حروف الرواية الكاملة لِما حصل باءت كلّها بالفشل. فلا العائلة في واردِ الكلام عن المحنة التي عاشتها وتُحاول لملمة آثارِها، ولا رئيس الجمهورية طبعاً، وأمّا الرئيس بري، الذي كانت له محطتان لافتتان مع الحريري؛ الاولى في السيارة التي استقلّاها وحيدَين من ساحة احتفال الاستقلال الى القصر الجمهوري، والثانية في اللقاء المسائي بينهما في عين التينة مساء اليوم نفسه، فهو ليس في هذا الوارد على الاطلاق".
ولفت إلى أنه عند سؤال الرئيس نبيه بري، ماذا دار بينك وبين الرئيس الحريري في السيارة؟
يتلقّى بري هذا السؤال بابتسامةٍ تُشعر طارحَه بأنّه يتمتّع بقدر كبير من السذاجة وربّما اكثر من ذلك. ومن دون ان ينطقَ رئيس المجلس بكلمة، يقرأ صاحبُ السؤال في صمتِ برّي جواباً رادعا ".. وهل تعتقد أنّني سأقول لك".
وأردف، "ثم يذهب بمن يسأله الى مكان آخر ويقول "شو ممنوع نِطلع بسيارة واحدة، وهل هي المرّة الاولى التي نكون فيها معاً بسيارة واحدة، عندما تشكّلت الحكومة، ألم نكن معاً في سيارة واحدة، فلماذا انتم مستغربون، سألتُه ماذا حصل فأخبرني، ولن تأخذوا منّي كلمة"؟"
واعتبر أنه "وبهذا الصمت، وبهذا التمويه، قطع بري الطريق على ايّ سؤال حول لقائه بالحريري ليل الاربعاء. علماً انّ من تسنّى لهم الإحاطة ببعض مجرياته يصفونه بلقاء دسِم، جال على كلّ شيء من الرياض الى فرنسا ومصر فبيروت وقبلَها قبرص التي عرّج عليها الحريري في طريق عودته، ربّما لأنّ طائرته الخاصة كانت مركونة هناك".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News