سلام: الحريري يسعى لإبعاد لبنان عن سياسة المحاور

قال الرئيس سلام: "إن العيش الواحد في لبنان أمر مسلم به، ووجود لبنان مرتبط بالتمثيل المتوازن لكل مكوناته، كي لا يشعر فريق انه في موقع ضعيف وفريق آخر في موقع متفوق. وقد علمتنا التجارب انه كلما اختل هذا الميزان دفع الوطن والمواطنون ثمنا كبيرا".

وتابع سلام في حديث مع وكالة "أنباء الشرق الاوسط": "إن لبنان لا يستمر ولا ينهض ولا يقوى إلا بمشاركة جميع مكوناته الطوائفية والمناطقية والسياسية... وشواهد التاريخ القديم والحديث كثيرة في هذا المجال".

وأضاف: "نحن نحرص على أن يكون هناك توافق وتوازن فى تلك العلاقة بين تلك القوى والمكونات، خصوصا اننا مقبلون على انتخابات نيابية في شهر أيّار المقبل، ونريد أن تكون الأجواء العامة في لبنان مستقرة لممارسة هذا الاستحقاق، والا ما نفع أن يكون هناك نظام ديمقراطي في وسط عاصفة يتخبط فيها الجميع. واود ان اشدد هنا على دور جميع القيادات السياسية في الحفاظ على التوازن في البلاد".

وردا على سؤال عن استقالة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، قال الرئيس سلام:"ان اعلان رئيس الوزراء سعد الحريري استقالته يرتكز الى معطيات سياسية معينة وابرزها أن الحريري توجه منذ سنة إلى خيار إنقاذ الدولة من المأزق الذي كانت فيه على مدى سنتين ونصف. ومنذ تلك اللحظة وهو يحاول أن يساهم ويساعد فى نهوض الدولة اللبنانية، ولكن هذا الأمر يتطلب المساعدة من الجميع، فلا يكفي أن يكون هو من يتحمل وحده هذا العبء".

وتابع: "الرئيس الحريري وصل إلى وقت شعر فيه أنه يجب القيام بصدمة معينة يستفيق فيها الجميع ويدرك ما تم الاتفاق عليه وما جاء فى بيان الحكومة اللبنانية عندما نالت الثقة، وهو النأي بلبنان عما يحيط به في المنطقة من أحداث والابتعاد عن أي أمر يكون فيه أذى أو ضرر لأي دولة عربية شقيقة".

وأردف: "ان رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري نجحا فى إدارة الازمة السياسية عقب استقالة الرئيس سعد الحريري، ونأمل أن يستكمل هذا النجاح بتوافق كل القوى السياسية الرئيسية على تثبيت النأي بالنفس عن صراعات المنطقة"، معربًا عن أمله في أن تنجح المشاورات.

وقال: "ليس للبنان هذا البلد الصغير أن يدخل في سياسة المحاور مع هذا الفريق أو ذلك، لا عربيا ولا اقليميا والرئيس الحريري يدرك ذلك جيدا ويسعى اليه ويحرص عليه ويسعى لإبعاد لبنان عنه".

وتابع الرئيس سلام ان "دور حزب الله فى سوريا والعراق ليس خافيا على احد. هو معلن ولم يتم فى الخفاء، ولكنه يشكل عبئا ليس على "حزب الله" فقط بل من جهة ارتداداته علينا في لبنان، علما ان لبنان ليس لديه القدرة أن يكون لاعبا كبيرا ومؤثرا في المنطقة لدرجة ان يتلقى فى المقابل ضربات بحجم هذا اللعب الخارجي".