رصد

placeholder

الأناضول
السبت 02 كانون الأول 2017 - 09:30 الأناضول
placeholder

الأناضول

رسالة ميقاتي الى الحريري: التنازل ممنوع

رسالة ميقاتي الى الحريري: التنازل ممنوع

تحت عنوان "رسالة ميقاتي الى الحريري: التنازل ممنوع" كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": رسم الرئيس نجيب ميقاتي سقفا للعمل الحكومي مستقبلا، وحدد معايير واضحة للدعم والوقوف الى جانب رئيس الحكومة أيا يكن هذا الرئيس، وهي الحفاظ على أمن وإستقرار لبنان، وحماية السنة، والتمسك بالعروبة، وإعتماد الاصلاحات، وعدم التهاون بموقع رئاسة الحكومة والدفع به لكي يضطلع بدوره المحوري في السياسة اللبنانية، لأن ذلك من شأنه أن يعزز ويقوي إتفاق الطائف.


هذه المعايير كانت بمثابة رسالة سياسية ودية وراقية الى الرئيس سعد الحريري، بأن التنازل بعد اليوم بات ممنوعا، وأنه إذا ما قرر الاستمرار في ترؤسه لحكومة العهد الأولى، بعد إستقالته الملتبسة وتريثه الملتبس، فإن لذلك شروطا سقفها تلك المعايير المنبثقة من ثوابت دار الفتوى التي خطتها أقلام قربية من الحريري عند تكليف ميقاتي برئاسة الحكومة عام 2011، وكان الرئيس المكلف آنذاك، أول من وافق عليها وأعلن إلتزامه بها، وترجمها في مسيرة حكمه، وصولا الى إعلانه مبدأ النأي بالنفس الذي تحول اليوم مطلبا محليا وإقليميا ودوليا.

من المفترض أمام هذا الواقع، أن يُسحب من التداول السياسي مصطلحيّ "حكومة حزب الله" و"حكومة القمصان السود"، خصوصا أن هاتين التسميتين كان أطلقهما الرئيس الحريري على حكومة ميقاتي، ومن ثم إرتمى الحريري بأحضان حزب الله، لتشكل له "القمصان السود" درعا واقيا، خصوصا بعد تصريحه الأخير الصادم لمجلة "باري ماتش" الفرنسية بأن "حزب الله لا يستخدم سلاحه في الداخل!".

أما مبدأ "النأي بالنفس" الذي أصبح محطة كلام لدى الحريري، فقد واجهه بحرب شعواء وسعى إلى إسقاطه مرارا وتكرارا، قبل أن يدرك أن سر بقائه اليوم على رأس الحكومة، هو تنفيذ هذا المبدأ بحذافيره، وبكامل المندرجات التي سارت عليها حكومة ميقاتي ونجحت من خلالها في تجنيب لبنان فتنة مذهبية، لو سُمح لها آنذاك بأن تعبرَ الى الشارع اللبناني لكان البلد اليوم يتساوى في الخراب مع سوريا والعراق.

يبدو واضحا أن الرئيس ميقاتي لا يسعى اليوم الى التشفي أو الى الثأر لما تعرض له خلال حكومته من ظلم وتجن سياسيين، بل على العكس، فإن ميقاتي يدعم الحريري، لكن هذا الدعم مشروط بحماية الموقع السني الأول، والحفاظ على هيبته ودوره السياسي، وبعدم عودة الاحباط الذي كان سائدا خلال الأشهر الماضية في الشارع السني، علما أن هذا الاحباط لم يشر إليه ميقاتي بقدر ما أثاره في العلن وعلى شاشات التلفزة، نواب مستقبليون، إضافة الى مجموعة العشرين المقربة من الحريري.

لذلك فإن ميقاتي لم يتوان بعد إستقالة الحريري من السعودية، وما تضمنه بيانها من إيجاء بعدم عودته سريعا الى لبنان لأن حياته مهددة بالخطر، وبأن فراغا حكوميا يلوح في الأفق، عن زيارة دار الفتوى وتوجيهه البوصلة السياسية نحوها، وذلك بهدف إيجاد مظلة أمان للطائفة، وهو بذلك فتح الباب لكي تكون دار الفتوى محجة لكل السياسيين، وأوجد ثنائية قوامها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان تعملان بتوازن وطني على معالجة الاستقالة ومواجهة تداعياتها، بدل أن يكون هذا الأمر حصرا برئيس الجمهورية وبغياب المكون السني.

يشير متابعون الى أن ما قام به الرئيس ميقاتي يشكل إستمرارا لنهج عدد من رجال الدولة الذين تركوا بصماتهم في التاريخ اللبناني، حيث كانوا يواجهون الأزمات الصعبة بالحكمة والتروي، ويسعون دائما الى مراعاة التوازن السياسي والطائفي، والحفاظ على الصلاحيات، والتمسك بالثوابت الوطنية، بهدف تجنيب لبنان المزيد من الويلات.

(غسان ريفي - سفير الشمال

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة