إن عودة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري عن استقالته أمر مطمئن للبنان بعد التوصل مع الرئيسين ميشال عون ونبيه بري إلى ضرورة نأي لبنان عن الصراعات الإقليمية والتدخل في شوؤن أشقائه العرب. هذا الالتزام الجديد ينبغي أن يكون جدياً وألا تكون تطورات اليمن الأخيرة مع مقتل علي عبدالله صالح فرصة لوكيل إيران حزب الله في لبنان أن يستمر في تدخله إلى جانب الحوثيين وتدريبهم ووضع لبنان ومؤسساته في خطر. لبنان لم يعد يحتمل صدامات وحروباً. ولولا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لكانت توترات المنطلقة اندلعت في لبنان. ويوم الجمعة تعقد الدول الداعمة للبنان اجتماعاً برئاسة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان وبحضور مؤكد للوزير الأميركي ريكس تيلرسون لتأكيد أن فرنسا وأميركا والدول الأعضاء في مجلس الأمن حريصة على بقاء لبنان مستقراً وآمناً في منطقة تحيطه بنيران الحروب والتوترات التي هو بغنى عنها.
إن التسوية التي مكنت الحريري من العودة عن استقالته أتت بفضل توحيد جهود الرؤساء عون والحريري وبري لإدراكهم الخطر. فحلف عون وبري مع حزب الله قد يكون مفيداً إذا التزم الحزب عدم التدخل في اليمن. ولكن الوضع السياسي الإقليمي وتداعياته على لبنان تجعل التزام النأي عن الصراعات بالغ الهشاشة على رغم خطورته.
إن حزب الله قد يكون الركن الأقوى في المعادلة العسكرية في لبنان مثلما هو في سورية على الأرض دفاعاً عن الأسد ضد الشعب السوري، ولكن السيطرة بالقوة لا تعني النجاح. فما معنى تدمير سورية وقتل وتهجير شعبها وبقاء الأسد؟ وما معنى دعم الحوثيين على حساب لبنان؟ فحان الوقت أن يراجع حزب الله حساباته ويجعل من هذه التسوية والالتزام الجديد توجهاً جدياً بهذا المعنى.
اخترنا لكم



