هل تعزل فرنسا لبنان عن حريق المنطقة؟

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

عادت الأوضاع في المنطقة إلى نقطة الصفر على خلفية فشل المفاوضات بين وفد النظام السوري ووفد المعارضة السورية، وبالتالي، فإن سلسلة محطات جرت في الأيام الماضية، في غاية الأهمية، من زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا، ومن ثم القمة الإسلامية في اسطنبول، ما يعني وفق هذه المعطيات، أن تحضيرات تجري للملف السوري، وربما أكثر من ذلك، بمعنى أن هذه التسوية قد تتخطى سوريا إلى المنطقة بشكل عام وخصوصاً اليمن.

وتكشف معلومات ديبلوماسية، أن لبنان له وضعية خاصة في سياق ما يجري وسط هذا الحراك الإقليمي والدولي. بأن المجتمع الدولي، سعى ولأول مرة أن يحيّد لبنان عن كل حروب المنطقة وأزماتها، وذلك ما ظهر جليّاً خلال الحرب السورية، وصولاً إلى كل التطوّرات والحروب في إطار إجماع من عواصم الدول الكبرى، على أن يكون لبنان بمنأى عن هذه الصراعات.

وفي هذا السياق تقول المعلومات التي وصلت إلى الحكومة اللبنانية ومسؤولين آخرين عبر أقنية ديبلوماسية متعدّدة، إنّه وبعد نجاح الدور الفرنسي في تسوية الأزمة الحكومية التي تمثّلت من خلال استقالة الرئيس سعد الحريري ثم العودة عنها، فإن الإدارة الأميركية فوّضت باريس بأن تكون راعية للملف اللبناني، وهذا ما ينسحب على موسكو، حيث بدورها تدعم الدور الفرنسي.

ومن هذا المنطلق، يتوقّع أن تظهر في المرحلة المقبلة سلسلة خطوات تصبّ في إطار تفعيل دور باريس في رعاية الشأن اللبناني من خلال خصوصيتها التاريخية مع لبنان، وأيضاً كونها تحظى بإجماع كل المكوّنات السياسية اللبنانية، ولهذه الغاية فإن المعنيين والمتابعين لهذا الدور يؤكدون بأن زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان، وإن تأجّلت، فإنها قائمة وقد تحصل قبل الإنتخابات النيابية بحيث سيؤكد الرئيس مانويل ماكرون، على أهمية حصول هذا الإستحقاق في موعده، وصولاً إلى التأكيد على أن لبنان سيكون بعيداً عن كل الأزمات والصراعات في المنطقة.

كذلك، فإن السفراء الغربيين المعتمدين في لبنان يؤكدون في مناسبات عديدة أن المظلة الدولية لحماية الإستقرار في لبنان قائمة، والمساعدات للجيش اللبناني من الولايات المتحدة لن تتوقّف وهو بمثابة تأكيد على تحييد البلد عما قد يحصل خلال الأشهر القليلة المقبلة، بما في ذلك إصرار دولي على أهمية حصول الإنتخابات النيابية في موعدها.